«خيرت»: «2019» عام وفاة «أجناد مصر وحسم» وعودة «الذئاب المنفردة» (الحلقة الثانية)

كتب: عادل الدرجلى وسعيد حجازى

«خيرت»: «2019» عام وفاة «أجناد مصر وحسم» وعودة «الذئاب المنفردة» (الحلقة الثانية)

«خيرت»: «2019» عام وفاة «أجناد مصر وحسم» وعودة «الذئاب المنفردة» (الحلقة الثانية)

كعادتها فى معاداة الشعب المصرى منذ تأسيسها على يد إمامها، حسن البنا، كانت جماعة الإخوان مثالاً للعمالة والخيانة على مر العصور، ومع معظم الأنظمة، لا تعبأ بالشعب ولا بالوطن، بل إنها ترى الأوطان حفنة من تراب، وتأمل فى أستاذية العالم وخلافة المسلمين، حتى لو كان ذلك بمساندة الإرهابيين ونصرتهم على أبناء الوطن.

خلال 91 عاماً، رأت الجماعة الإسلام بمنظورها الشخصى، وأما ما سواه فهو شرك الجاهلية الأولى، هكذا أسسوا لقواعد العنف والتطرف، وقتلوا وذبحوا وفجّروا باسم الدين، حاملين شعارهم «السيفان والمصحف»، وتسلحوا بآلات العصر القاتلة من «رشاشات» و«آر بى جى»، وقاذفات الصواريخ.

نشأت الجماعة بأيادٍ بريطانية فى 1928، ثم صارت أحد مكونات التركة الاستعمارية التى ورثتها القوة العظمى الجديدة «أمريكا»، تمرغت الجماعة فى الأحضان الأجنبية لعقود طويلة، تدعو لخليط شاذ وممجوج من الإسلام والليبرالية وحتى الاشتراكية، والهدف الأول والأخير أن تكون شوكة فى ظهر الشرق كله.

يظن البعض أن جماعة الإخوان تسعى للحكم ليس أكثر، لكن سرعة حرق الجماعة لجميع مراحل العودة للشعب المصرى، أوضحت أنها تنفذ تكليفات، وأنها ليست ابنة شرعية للواقع العربى والإسلامى.

«الوطن» تفتح ملف الجماعة الإرهابية، توضح أخطاءها البنيوية والسلوكية والشرعية والأدبية، وتكشف عن خطاياها الكبرى فى حق الإسلام والمسلمين قاطبة، وتستشرف مستقبلها أو بالأحرى مستقبل من يستخدمونها فى الحروب الجديدة ضد العرب والمسلمين، فالأدوات، مثل الجماعة، حتماً بلا مستقبل، لذا لا بد أن نبحث مستقبل المخدوعين من عناصرها، وإمكانية عودتهم إليها، أو الانتحار بالانضمام لتيارات أكثر عنفاً.

وكيل "أمن الدولة" السابق: "الإخوان" توجه أعضاءها لتفجير أنفسهم فى قوات الأمن قبل اعتقالهم

قال اللواء عبدالحميد خيرت، رئيس المركز المصرى للدراسات، وكيل جهاز أمن الدولة سابقاً، إن عدد أفراد جماعة الإخوان فى مصر حالياً يبلغ مليوناً ونصف المليون فرد، مؤكداً أن التنظيم يتاجر بشبابه، فهناك داخل الجماعة «أسياد وعبيد»، والإخوان يسلّمون شبابهم للأمن، كما حدث مع تسليم محمود عزت لمحمد كمال بسبب خلافات بينهما حول الاعتراف بعمليات العنف، وتسليم عدد من الكوادر الإخوانية بالسودان إلى السلطات المصرية عن طريق الحكومة السودانية بوشاية إخوانية، وتسليم محمد عبدالحفيظ، المتهم فى اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات.

وأكد «خيرت»، فى حواره مع «الوطن»، أن «2019» عام وفاة تنظيمات مثل «أجناد مصر وحسم» وعودة «الذئاب المنفردة»، وهو مصطلح يطلق على الإرهابى الذى يتحرك مع أهداف الإخوان لكنه ليس ضمن تنظيم أو قيادة محددة، وهذه الذئاب وليدة توجيهات قيادات الجماعة بعدم السماح بالقبض على العناصر الإرهابية، عن طريق تفجير نفسها فى قوات الأمن.. وإلى نص الحوار:

التنظيمات الإرهابية تقود حملة ممنهجة ضد الدولة المصرية عن طريق نشر الشائعات.. كيف تتابع ذلك؟

- الإرهاب الإلكترونى يمهد الطريق لإرهاب الشارع، فاحذروا من كتائب الإخوان الإلكترونية الكاذبة، وفى البداية هناك مقدمات مهمة لا بد من الحديث عنها؛ أولها أن عودة مصر لوضعها الإقليمى والدولى تزيد الاستهداف للدولة بدرجة عالية جداً، فهذا الوضع الجديد ترفضه تركيا وقطر وإيران، فانحسرت قوى تلك الدول، وبدأت تحل مصر محلها فى ريادة المنطقة، والنقطة الثانية والتى تحتاج للرد عليها هى: هل توجد إرادة دولية لمواجهة الإرهاب، بخاصة على الامتداد الإقليمى والدولى؟ والسؤال الذى يطرح نفسه: هل بدأنا فى استخدام آليات مكافحة التطرف؟ هناك مواجهة للإرهاب، وهو عمل أمنى بالمقام الأول، مسئول عنه الأجهزة الأمنية للدولة المصرية، لكن هناك أيضاً بالتوازى مكافحة التطرف، وتعنى المواجهة الفكرية، وهى مسئولية كل مؤسسات الدولة، فى مقدمتها الأزهر والأوقاف والإعلام والثقافة والكنيسة وأيضاً المجتمع المدنى.

سؤالى لشباب التنظيم: لماذا لم يسعَ القياديون وأبناؤهم إلى الجنة والتمتع بالحور العين بالعمليات الانتحارية؟

ما تطورات الوضع بين أعضاء تنظيم جماعة الإخوان من الداخل؟

- شباب الإخوان اليوم فى حيرة ما بين البقاء الآمن داخل التنظيم أو الخروج الآمن منه، فقواعد التنظيم لا تشعر بالأمان داخل الجماعة اليوم، لأنهم يعاملون معاملة لا تليق بهم، فهناك منذ نشأة التنظيم «أسياد وعبيد» داخل الجماعة، والتنظيم يتاجر بشباب الجماعة ويضحى بهم ويسلمهم للأمن المصرى، وشاهدنا خلال الفترة الماضية كيف سلمت جبهة محمود عزت، المرشد العام للإخوان، الإرهابى محمد كمال، وهو من العناصر التابعة له.

كيف تقوم الإخوان بتسليم قياداتها؟

- تصفية القيادى الإرهابى محمد كمال جاءت بناء على بلاغات وردت لأجهزة الأمن بوجود شخصيات إرهابية داخل عقارات بمناطق معينة، وحينما يصل الأمن لا يجد أشخاصاً بل يجد أسماء وكنيات وعناوين خاصة بمجموعة محمد كمال، ومن هنا جاءت تصفيته، فالإخوان تسلم عناصرها بكل أريحية، وهذا أمر طبيعى جداً بينهم، وليس بجديد، وقام به مرشدهم الأول حسن البنا، حين تبرأ من قتلة النقراشى باشا من أفراد جماعته قائلاً: «هؤلاء ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».

هل مجموعة محمود عزت لا تؤمن بالعنف الذى انتهجه محمد كمال؟

- لم يكن الخلاف القائم بين عناصر محمود عزت ومحمد كمال حول تأصيل العنف ذاته، فالتنظيم الإرهابى كان يرى بعد أحداث رابعة والنهضة ضرورة إجراء عمليات إرهابية لإحداث إرباك بالدولة المصرية، ومحمود عزت كان يوافق على كل كيانات العنف التى خرجت من الإخوان ومنها «أجناد مصر وحسم»، لكنه كان يرغب أن تكون تلك الكيانات بعيدة عن الهيكل التنظيمى للجماعة ذاتها، وإلا ستنسب أى عملية إرهابية بشكل مباشر لتنظيم الإخوان، وهذا الكلام كان ضد هوى محمد كمال ومجموعته، الذى رأى ضرورة الاعتراف بتلك المجموعات، وأنه على الدولة أن تعرف أن الجماعة ستنتقم، فكان يعتبر رحيل محمود عزت عن قيادة التنظيم ضرورة، لذلك حدث الخلاف بين المجموعتين، وقام المرتبطون بمحمود عزت بتسليم محمد كمال، كما تم تسليم عدد من الكوادر الإخوانية بالسودان إلى السلطات المصرية عن طريق الحكومة السودانية بوشاية إخوانية، لذلك قواعد التنظيم ترى أنها غير آمنة على نفسها من غدر قيادات الجماعة سواء فى داخل مصر أو تركيا أو السودان أو فى أى منطقة أخرى.

هناك "أسياد وعبيد" داخل الجماعة.. والتنظيم يتاجر بشبابه ويسلّمهم لقوات الأمن مثلما حدث مع متهم باغتيال "بركات"

كيف يتعارض وجود محمد عبدالحفيظ فى تركيا مع سياسات الجماعة الجديدة؟

- محمد عبدالحفيظ متهم فى خلية نوعية إخوانية، قامت بعملية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات، ومحكوم عليه بالإعدام، ولو قامت الجماعة بحمايته لأصبح هناك تعارض واضح للاستراتيجية الجديدة التى يحاول التنظيم فرضها، لذلك اعتبر التنظيم محمد عبدالحفيظ داعشياً، وقام بتسليمه، والمتابع لشباب الجماعة يرى حالة القلق الشديد بداخلهم بسبب تسليم محمد عبدالحفيظ، لأنهم يعلمون أنه من شباب الإخوان وأن الجماعة تسلمه، وأنه لو كان نجل أحد القيادات الكبرى لما قاموا بتسليمه، وأدركوا أن القيادات ضدهم، فلا يتم توفير مأوى ولا مسكن ولا وظائف، ومن يعارضهم يتم تسليمه.

هل هناك إرادة دولية لمواجهة الإرهاب، بخاصة على الامتداد الإقليمى والدولى؟

- الإخوان عملاء لأجهزة مخابرات دول أوروبية، وأى دولة أوروبية تعطى مساحة لتنظيم الإخوان لتستفيد منه، والاستفادة هنا تشمل قيام الجماعة وأجنحتها المسلحة بتحقيق مصالح الدول الأوروبية فى المنطقة من خلال الحرب بالوكالة، لكن خلال السنوات الماضية تحولت عناصر التنظيم الإخوانى لجزء من النسيج المجتمعى للدول، من خلال الحصول على الجنسيات، وبعد ظهور «داعش» بشكل قوى، تفاجأت الدول الأوروبية من وجود عدد من أبنائها داخل تنظيم داعش، ومع دعوة الرئيس الأمريكى ترامب للدول الأوروبية بأن تأتى لسوريا لكى تتسلم العناصر الإرهابية الداعشية الحاصلة على الجنسيات الأوروبية، بخاصة بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، أصبحت تلك الدول فى حيرة حول كيفية التعامل مع تلك العناصر التى تمثل عبئاً شديداً عليها، وللمرة الأولى تقوم بريطانيا بسحب الجنسية عن أحد مواطنيها لأنه «إرهابى»، وفى ظنى أنه سيتم التنسيق بين تلك الدول للتخلص جسدياً من العناصر الإرهابية حاملة الجنسيات الأوروبية.

محمود عزت سلَّم محمد كمال لخلافات بينهما حول تبنى العمليات الإرهابية ووشاية إخوانية وراء تسليم كوادر الجماعة بالسودان إلى السلطات المصرية

تحدثتم حول صورة ضبابية تصدرها الإخوان بالانقسام داخلها، لكن عدداً من شبابها ينتقدها بشكل معلن؟

- القواعد لديها اعتراض على سياسات القادة الحاليين للجماعة، التى أوصلتهم للسجون والهروب للخارج، وشهدنا ذلك خلال حوار الإرهابى الإخوانى يوسف ندا مع مذيع الجزيرة أحمد منصور، حينما قال إن الجماعة أخطأت بدخولها انتخابات الرئاسة بمصر، وإنهم لم يكونوا مؤهلين للعب هذا الدور، ولا يوجد لدى الجماعة شخصيات مدربة على إدارة شئون البلاد، ورد عليه «منصور» بقوله «انتوا جايين دلوقتى تقولوا كده بعد 80 سنة»، فالقواعد ترفض تلك السياسات، كذلك شباب التنظيم تفاجأ بأن القيادات تهرب من ميدانى «رابعة العدوية والنهضة»، ويتم القبض عليها على الحدود، ومنهم المرشد محمد بديع الذى كان يرتدى نقاباً خلال هروبه، وأن القيادات تخلت عن الشباب ولم يحموهم أثناء فض الاعتصام، رغم علم قيادات الإخوان بفض الاعتصام، وتم عمل ممرات آمنة لهم، لكن قيادات الجماعة كانت ترغب فى إحداث مظلومية جديدة على حساب الشباب، بتعمد إحداث مذبحة فى رابعة والنهضة للمتاجرة بهم على مستوى العالم.

هل يستطيع الإخوانى الخروج من تنظيم الإخوان الإرهابى؟

- هناك مشكلة تواجه أى فرد من التنظيم، فبمجرد دخوله عن طريق البيعة، أصبح مقيداً بها وتحت السيطرة فى جميع مقدرات أموره الحياتية والوظيفية، بحيث يعتبر التنظيم جزءاً مهماً فى ترتيب مقدرات حياته، ومثال على ذلك ما حدث مع أحد قيادات التنظيم بالإسكندرية، الذى كان يعمل طبيب أمراض جلدية، وكان صدر تكليف لكل قواعد التنظيم وقيادته بأن يترددوا على عيادته فى تخصص الأمراض الجلدية لمساعدته فى حياته المعيشية، وعندما ارتبط بالجناح الإصلاحى داخل الجماعة المتمثل فى عبدالمنعم أبوالفتوح، اتخذت الجماعة موقفاً منه بإصدار تكليفات لقواعدها بمقاطعة عيادته وعدم الاتصال به أو الصلاة معه أو حتى تبادل الحديث، فأصبح فى عزلة عن الجماعة والمجتمع عقاباً له، لأن حياته كلها كانت محصورة داخل الجماعة فقط، فالتنظيم يساعد عناصره ويدمر من يخرج عن مبدأ السمع والطاعة.

الإرهاب الإلكترونى يمهد الطريق لإرهاب الشارع.. ومواجهة العنف عمل أمنى فى المقام الأول.. وعملية اغتيال النائب العام تعاون مشترك بين الإخوان وحماس

كم عدد عناصر الإخوان الضالة فى مصر؟ وهل يمكن إعادتهم لأحضان الوطن؟

- سنعتمد فى تقديرنا للأرقام على تصريحات محمد حبيب، نائب المرشد الأسبق، حينما قال إنها تقدر بـ250 ألف عنصر منظم تابع للجماعة، فيما قال خيرت الشاطر إن هناك 850 ألف عنصر منظم، ولو كان كل شخص لديه أسرة مكونة من خمسة أفراد، فنحن نتحدث عن متوسط مليون ونصف المليون إخوانى فى مصر، وهذا عدد كبير جداً، ولا يمكن أن نتغافل عن هذا العدد، بحكم أننا نزيد على 100 مليون، فيجب أن نتصدى لهم بكل حسم وحزم، كذلك لا نتغافل عن المتعاطفين، والسؤال هنا: حينما تم إعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً لماذا لم تعامل معاملة التنظيمات الإرهابية كتنظيم أنصار بيت المقدس؟ أم أن طبيعة تغلغله فى المجتمع المصرى تجعل له آليات مختلفة فى مواجهته رغم خطورته؟ لكنى أعيب هنا على الدولة تعاملها مع إرهاب الإخوان، فالدولة لا تتعامل مع إرهاب الإخوان كما تتعامل مع إرهاب أنصار بيت المقدس، فيجب أن تكون هناك مواجهة شاملة فى كل الاتجاهات، وللأسف مصر لم تمارس حتى الآن آليات مكافحة التطرف.

مكافحة التطرف تعنى المواجهة الفكرية.. والحديث حول انقسامات قواعد الجماعة وقياداتها خطة إخوانية لإشغال الرأى العام

لكن المصريين دعموا الدولة فى مواجهة الإرهاب والتصدى للتطرف منذ تفويض 2013؟

- مصر لم تبدأ مواجهة الإرهاب إلا من يوم 21 يناير 2017، فقبل هذا التوقيت كان الذى يحكم العالم هو «أوباما»، رئيس أمريكا فى هذا الوقت، الذى كان يرفض ثورة 30 يونيو، والتى قضت على أجندة الدولة الأمريكية فى المنطقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير، والتى فضحها «ترامب» فى حملته الانتخابية حينما قال إن «أوباما» دعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» و«القاعدة»، فكان «أوباما» وإدارته يحاولون تركيع مصر، والضغط على الدول الأخرى لإلغاء العلاقات مع مصر، ودعمت عمليات الإرهاب فى مصر من خلال التمويل القطرى والدعم اللوجيستى التركى، فخلال عام 2014 وصلت العمليات الإرهابية إلى 222 عملية إرهابية، فيما بلغت فى 2015 نحو 594 عملية إرهابية، وفى 2016 تراجعت إلى 199 عملية إرهابية، ومصر لم تستطع ضرب معاقل الإرهاب خارج حدودها بقوة إلا بعد وصول «ترامب» للحكم.

من يقود الجناح المسلح للإخوان بعد مقتل محمد كمال؟

- على الرغم من أن جماعة الإخوان الإرهابية تتنصل من العمليات الإرهابية وتحاول ألا تنسبها لها فإنها حريصة كل الحرص على نجاح واستمرار العمليات الإرهابية، وهنا يأتى تغير الخريطة لدى الجماعة، تلك العمليات ستستمر لكن ليس من خلال كيانات إرهابية مثل حركتى «أجناد مصر وحسم» وغيرهما من تلك الحركات الإرهابية، وسيكون المستقبل للعمليات الفردية التى يقوم بها شخص تحت مفهوم «الذئاب المنفردة» وفى تقديرى أن 2019 هو عام وفاة حركات مثل «أجناد مصر وحسم» وعودة «الذئاب المنفردة»، وسيتم تحويل القواعد لذئاب كل حسب رؤيته فى تنفيذ العمليات الإرهابية، وسنشهد حوادث مشابهة لإرهاب أوروبا، ومنها حادث الدرب الأحمر.

استراتيجية الإخوان الجديدة تقضى بإسدال الستار على كل ما يربطها بالعنف.. وأوروبا ستعمل على التخلص من عناصرها الداعشية بسوريا

هل تقصد أن الحادث بداية إعلان ظهور «الذئاب المنفردة»؟

- الإرهابى الحسن عبدالله كان مستعداً لتفجير نفسه حال القبض عليه، فطالما تم ارتداء الحزام الناسف أصبح تنفيذ أى عملية إرهابية ناجحاً بنسبة 99%، وهناك توجيهات من قبَل قيادات الجماعة بعدم سماح العناصر الإرهابية للأمن بالقبض عليهم، بل يتم تفجير نفسه فى قوات الأمن، ليحصلوا على الشهادة والحور العين، بحسب معتقدات المغرر بهم والمغسولة أدمغتهم، وسؤالى هنا إلى شباب الإخوان: لماذا لم نسمع أن قيادات التنظيم وأبناءهم قاموا بعمليات انتحارية حتى تكون الجنة ونعيمها والتمتع بحور العين مكافأة لهم؟ هل الجنة وحور العين من الناحية الشرعية قاصرة على قواعد التنظيم فقط؟!

وماذا عن مستقبل تلك الجماعة الإرهابية؟

- من الخطأ أن نعتقد أنه سيتم القضاء على جماعة الإخوان الإرهابية، فالجماعة تعرضت لضربات متعددة منذ تأسيسها، واستطاعت المناورة والخروج منها، وأخذت قبلة الحياة فى عهود ماضية، واستطاع التنظيم الدولى للإخوان إعادة نفسه من جديد، وهو اليوم يقدم نفسه للعالم فى صورة بعيدة عن العنف والتطرف، معتمداً فى ذلك على علاقته بأجهزة مخابرات دولية مثل أوروبا وأمريكا.

هل الإخوان تستطيع الحشد الآن كما كانت تفعل قبل سنوات؟

- علينا أن ندرك أن الإخوان فقدت التعاطف الشعبى منذ العام 2013 وحتى اليوم، ولن تستطيع الحشد، لكنها تعمل فى الخفاء على العودة، وأدعو لضرورة الضغط الإعلامى على الجماعة، وللأسف لدينا ذاكرة الأسماك التى تنسى سريعاً، فعلينا تذكير المواطنين بعنفهم وإجرامهم، كذلك أعيب على وسائل الإعلام استخدام بعض المصطلحات وتأصيلها كأنها واقع نعيشه ومنها مصطلح «ولاية سيناء»، فهذا مصطلح داعشى، لا يجب على الإعلام الترويج له، فلا يوجد فى مصر ما يعرف باسم الولاية، ولا يوجد تنظيم تحت مسمى تنظيم «ولاية سيناء»، هذا ما يحاول تنظيم داعش الترويج له، وللأسف الإعلام المصرى يقع فى هذا الخطأ الكبير، وهو بذلك يخدم الإعلام الداعشى، فعلينا أن نسقط من قاموسنا الإعلامى مصطلح «ولاية سيناء»، فنحن دون قصد نروج لفكرة وهمية، فكرة تعنى التقسيم والانفصال، وهى غير موجودة على أرض الواقع لكن يريد الخونة تسويقها لخدمة أهدافهم.

الشباب فوجئوا بهروب القيادات من "رابعة العدوية والنهضة" وإخفائهم الممرات الآمنة لإحداث مظلومية جديدة على حساب القواعد

كيف تابعت الهالة التى حدثت بعد القصاص من قتلة الشهيد هشام بركات؟

- شاهدت ما أثار انتباهى فى جنائز الذين تم إعدامهم، رأيت أكفاناً لا تغطى الوجه كما هو مألوف فى الثقافة المصرية، وهى صورة طبق الأصل مما نشاهده فى الجنائز الحمساوية فى غزة، حيث يلتف المشيعيون يقبلون وجه المتوفى، ما يرسم صورة ذهنية دخيلة على العقل المصرى، فأرجو أن يتعامل المسئولون بجدية حيال هذا الأمر، وأعتقد أن قضية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات، والأحكام الصادرة على مرتكبيها، نموذج لحادث إرهابى مكتمل الأهداف ويجب الوقوف عنده، من واقع اعترافات المتهمين، فالحادث تعاون مشترك بين تنظيم الإخوان فى مصر وحركة حماس، الجناح العسكرى للتنظيم، ومرتكبو الحادث من شريحة شباب التنظيم وجميعهم شاركوا فى اعتصام رابعة، كذلك المحكوم عليهم بالإعدام جميعاً من خريجى جامعة الأزهر، وعدد المتهمين فى القضية من خريجى جامعة الأزهر فقط ٢٦ عنصراً، من ضمنهم المحكوم عليهم بالإعدام، إضافة إلى سيدة خريجة كلية الطب جامعة الأزهر، والعناصر التى قامت بالتنفيذ حديثة الاستقطاب من التنظيم وقت التنفيذ، فتم التسلل عبر الأنفاق إلى غزة، عن طريق عرب سيناء، للتدريب والتنسيق مع الجهادية السلفية بسيناء، وهو تنظيم أنصار بيت المقدس، وهناك تدخل لعناصر مخابراتية من حركة حماس فى عملية النائب العام، وغيرها من العمليات على أرض سيناء، واعترافات المتهمين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تنظيم الإخوان له أجنحته العسكرية ممثلة فى حركة حماس، وخلاياه النوعية داخل مصر، ويمكن من خلال قضية اغتيال النائب العام وقوف الدولة على السلبيات ونقاط الضعف التى تشكل ثغرات فى مواجهتها للإرهاب ومكافحتها للتطرف، وأيضاً الرد على المنظمات الحقوقية المشبوهة ودول العالم عن دور الإخوان فى الحركة الإرهابية على الساحة، كتنظيم إرهابى لا بد من إدراجه على قوائم الإرهاب على مستوى العالم.

- سياسات «ترامب»:-

سياسات «ترامب» تتوافق بشكل كامل مع سياسات الرئيس السيسى فى نقطة مواجهة الإرهاب بشكل كامل وبامتداداته الإقليمية والدولية، وبدأنا نضرب معاقل الإرهاب فى ليبيا، وأصبحت مصر ذات دور إقليمى كبير، وبالمناسبة هناك خطة خمسية لمواجهة التطرف والإرهاب، وكانت نتيجة تلك الخطة وصول العمليات الإرهابية إلى عمليتين فقط فى عام 2018 مقابل 594 عملية فى 2015.

 


مواضيع متعلقة