ترزى من أيام الملك فاروق يشكو من «قلة ذوق المصريين فى اللبس»: صح النوم يا «عم شاهين»

ترزى من أيام الملك فاروق يشكو من «قلة ذوق المصريين فى اللبس»: صح النوم يا «عم شاهين»
يتذكر «شاهين» مراسم الاحتفال بعيد ميلاد الملك فاروق، كان عمره وقتها 8 سنوات، هرول إلى منطقة وسط القاهرة، حيث كانت المظاهر تملأ الشوارع: «كانت العربيات بتحدف علينا ريالات فضة وشيكولاتة وملبس، وإحنا نصقف ونهيص».
حكايات لا نهائية يكررها محمد شاهين خطاب، على مسامع أحفاده، ويستفيض فى مدح الأزياء والأناقة التى كانت عنواناً لتلك الفترة، حيث البدلة والسديرى والبنطلون بأحدث خطوط الموضة، وكانت أيضاً سبباً فى تمنيه أن يصبح يوماً ما مصمماً للملابس، إلى أن تحقق حلمه على يد الخواجة اليونانى «كريتشان»، وشريكه اليهودى «ساسون» فى شارع عبدالخالق ثروت، وتعلَّم منهما مهنة تفصيل الملابس، ومن وقتها لم يتركها لحظة، حتى بعد تخطيه الـ 80 عاماً.
دكان فى وسط البلد مقسم إلى دورين، الأول يستقبل فيه الزبائن، ثم يصعد السلم رغم كبر سنه، ليعتكف ويعمل بالساعات على ماكينتين، لتفصيل قطعة ملابس، أو إصلاح أخرى: «زمان كنت بافصّل البدلة بـ6 جنيه، والبنطلون بجنيه، دلوقتى قليل أوى اللى بيفصل بسبب غلاء القماش، الناس بتقول نشترى جاهز أحسن». لدى «شاهين» ولدان، وابنة يعلق صورتها داخل الدكان، وعدد من الأحفاد: «لازم أروح البيت الساعة 6 ونص أتغدى وأقعد مع ولادى وأحفادى، بيتلموا حواليا وبافرح بقعدتهم، عندى بالدنيا كلها».
ما زال «شاهين» يعمل بنفس الطريقة التى تعلَّمها من الخواجة اليونانى، يقوم برسم التصميم بيديه، ويكتب كل الملاحظات والتعديلات على الورقة، ثم يبدأ مهمته: «طريقة كويسة ومهمة لأى واحد بيصمم بِدل». لا ينبهر «شاهين» بملابس فى الفترة الحالية، ويعيب على تصميماتها: «زمان كانت الناس أشيك فى اللبس وكل حاجة، دلوقتى الذوق تدنى على الآخر».