4 آلاف سودانى فى المدن الأسوانية.. «تجمُّع الأشقاء»

كتب: عبدالله مشالى

4 آلاف سودانى فى المدن الأسوانية.. «تجمُّع الأشقاء»

4 آلاف سودانى فى المدن الأسوانية.. «تجمُّع الأشقاء»

أكثر من 4 آلاف سودانى يعيشون بين أبناء محافظة أسوان، لا يستطيع أحد التمييز بينهم، خاصةً فى مناطق «النوبة» و«دراو»، التى تمثل أحد أبرز العوامل المشتركة بين الشعبين الشقيقين، حتى إن بحيرة «ناصر» تمتد لنحو 150 كيلومتراً داخل الأراضى السودانية باسم «بحيرة النوبة»، كما يتوزع مئات السودانيين فى مختلف مراكز أسوان، نظراً لتقارب العادات والتقاليد بين الأشقاء.

«الجالية السودانية فى مصر قديمة جداً، ولكن تم تفعيل دورها فى عام 1976، عن طريق النادى السودانى المصرى، الموجود حالياً فى أسوان»، بهذه الكلمات بدأ «عادل النور»، رئيس الجالية السودانية فى أسوان، حديثه لـ«الوطن»، وقال إن «النادى السودانى» يتبع حالياً وزارة الشباب والرياضة، معتبراً أن إنشاء هذا النادى كان نقطة البداية للتمازج المشترك بين الشعبين المصرى والسودانى فى رابطة واحدة.

وأوضح أنه عند بداية تأسيس النادى المصرى السودانى، كان عدد الأعضاء محدوداً، يُقدر بالعشرات، معظمهم كانوا من العاملين فى السد العالى، أو فى مشروعات الكهرباء والرى، وهى مؤسسات كانت مرتبطة بالعلاقات المصرية السودانية من خلال نهر النيل، وكذلك تجار سوق الجمال بمدينة «دراو»، التى كانت النواة الأولى للجالية السودانية فى أسوان، مشيراً إلى أن سوق الجمال كان الأول من نوعه للتبادل التجارى بين شعبى وادى النيل، كما أن الكثير من القبائل، مثل «الجعافرة، والعبابدة، والبشارية»، والقبائل الحدودية والنوبية، يوجد لها امتداد داخل الأراضى السودانية، ويعيشون فى مناطق شمال السودان بأعداد كبيرة، وأكد «النور» أن وضع الجالية السودانية فى أسوان حالياً أصبح كبيراً، حيث يبلغ عدد أبناء الجالية أكثر من 4 آلاف سودانى، يعيشون فى أسوان مع عائلاتهم وأبنائهم، وارتبطوا مع أبناء المحافظة بعلاقات زواج ومصاهرة، مشيراً إلى أن غالبية السودانيين يحرصون على التنقل بين مصر والسودان بصورة شبه دائمة، كما أن معظمهم يمارس الحرف المهنية واليدوية، وكذلك التجارة، بينما جزء صغير منهم يعملون فى هيئة «وادى النيل» للملاحة النهرية، وأضاف أن الجالية السودانية فى أسوان تُعتبر أكبر تجمع للسودانيين خارج دولة السودان، حيث إن أول مكان يستقر فيه السودانيون عند مغادرة حدود دولتهم باتجاه الشمال إلى مصر، هى محافظة أسوان، باعتبارها الأقرب جغرافياً، إضافة إلى أن أبناءها هم الأكثر تشابهاً فى العادات والتقاليد السودانية، ولفت إلى أن أكثر فترة شهدت الانتقالات بين البلدين كانت قبل عام 1900، حيث انتقل العديد من أبناء القبائل فى أسوان وغيرها من محافظات الصعيد إلى السودان، بالإضافة إلى انتقال عدد كبير من التجار السودانيين إلى أسوان، وكان لهذا التبادل إسهاماته الكبيرة فى نمو وتطور البلدين، وتابع رئيس الجالية السودانية قائلاً: «أنا موجود فى أسوان منذ 8 سنوات، وأولادى مستقرون فى مصر ويدرسون بجامعة القاهرة»، وأضاف أنه عندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى اختيار أسوان لتكون عاصمة الشباب الأفريقى خلال عام 2019، فإن هذا الاختيار جاء ليعبر عن حقيقة أن أسوان بها الكثير من الملامح والعادات والتقاليد التى تتشابه كثيراً مع العادات فى دولة السودان، وتوجد روابط مشتركة بين الشعبين، كما أن المحافظة، بإرثها التاريخى والسياحى والحضارى، مؤهلة لأن تكون مكاناً لتقريب الثقافات الأفريقية، وإحياء دور مصر التجارى والثقافى فى قارة أفريقيا، خاصةً فى ظل تولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى، وأضاف: «نتوقع أن تشهد العلاقات المصرية ودول القارة الأفريقية تطوراً كبيراً فى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية»، مؤكداً أن أفريقيا ما زالت تزخر بالكثير من الموارد والثروات الطبيعية، وشهدت فى الفترة الأخيرة تطورات كبيرة، تؤهل لتعاون كبير بين دول القارة، مشيراً إلى أن خير مثال على هذا التعاون، يتمثل فى الأنشطة الثقافية والرياضية، وتابع «النور» قائلاً: «لا يفوتنا أن نهنئ شعب مصر باستضافة بطولة أفريقيا 2019 لكرة القدم»، معتبراً أنه حدث يتزامن مع اختيار أسوان عاصمة الثقافة والاقتصاد الأفريقى، ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، وأضاف: «نرى أن أسوان تشهد حراكاً ثقافياً بشكل لافت، ومنذ أيام قليلة استمتعنا بعروض 26 فرقة فنية تراثية من جميع أنحاء العالم، فى مهرجان أسوان الدولى السابع للثقافة والفنون»، مشيراً إلى أن السودان كان لها نصيب بالمشاركة فى هذا المهرجان، من خلال فرقة «الخليل للتراث النوبى»، من محافظة وادى حلفا.

{long_qoute_1}

واستطرد رئيس الجالية السودانية بأسوان: «ما نريد أن نقوله، نحن كجالية دائماً ما نضع أمام أعيننا أن الشعوب دائماً باقية ومتواصلة فى جميع الأحوال، ونعيش أفراحنا وأحزاننا معاً، لأن الجالية فى أسوان، ولها مع الأسوانيين روابط مشتركة، لا يمكن أن يتم تفكيكها، حتى أصبحنا شعباً واحداً»، معرباً عن أمله فى أن يشهد عام 2019 تحقيق طموحات الشعبين فى نمو حركة التجارة والتعاون الاقتصادى، وإقامة مشروعات مشتركة، تعود بالنفع على اقتصاد البلدين والشعبين، كما أعرب عن تمنياته أن تنال أسوان ما تستحقه من اهتمام، خاصةً أن عام 2019 يشهد تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات المتنوعة، سواء فى المجالات الثقافية أو الرياضية، لافتاً إلى أن مدينة أسوان استضافت العام الماضى معسكراً تدريبياً لفريق «أهلى حلفا»، الذى يلعب ضمن أندية الدورى السودانى، وقبله استضافت معسكراً لفريق «أمل عطبرة»، الذى شارك فى البطولات الأفريقية، واختتم بقوله: «نتمنى إقامة بطولات لفرق حوض النيل الأفريقية، وأن يكون هناك تعاون وتوقيع بروتوكولات بين نادى أسوان والأندية السودانية، لتبادل الزيارات والمعسكرات الرياضية، كما نتمنى أن تشهد أسوان ازدهاراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، خاصةً فى الفعاليات، لتشبه كثيراً من الفعاليات العالمية المرتبطة باسم المدن، وحتى تكون أسوان فعلاً قبلة للسياح من شتى أنحاء العالم».


مواضيع متعلقة