استشارى نفسى: نسبة تعاطى المخدرات بين الموظفين «كبيرة»

كتب: رؤى ممدوح

استشارى نفسى: نسبة تعاطى المخدرات بين الموظفين «كبيرة»

استشارى نفسى: نسبة تعاطى المخدرات بين الموظفين «كبيرة»

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن نسبة تعاطى المخدرات بين الموظفين باختلاف مهنهم تعد كبيرة للغاية، إذ يتخذ بعضهم الضغوط الحياتية كحجة للتعاطى دون أن يدرك خطورة تلك الخطوة على صحته الجسدية والنفسية وعلى من حوله أيضاً، مشيراً إلى أن أغلب اللجان الطبية التى تلجأ إليها الشركات لفحص موظفيها تعتمد على إجراء تحليل البول بدلاً من الدم بسبب تكلفته المنخفضة مقارنة بالأخير: «بعض الشركات التى تقوم بفحص موظفيها للتأكد من حالتهم الصحية تعتمد على سحب عينة عشوائية منهم إلا أن فى أغلب الأوقات تلك العينة تكون غير دقيقة، لأن لو المكتب يضم 10 موظفين بينهم 8 يتعاطون حشيش هيظهر فى التحليل إن كلهم متعاطين، وده بنسميه فى الطب المدخن الصامت».

وعن مخدر الاستروكس الذى زاد تداوله مؤخراً، يوضح استشارى الطب النفسى أن الشباب والموظفين بصفة عامة لجأوا إليه لكونه لا يظهر فى تحليل المخدرات الذى يتم إجراؤه من جانب اللجان الطبية، إلا أن مدمن الاستروكس يظهر على هيئته بعض السلوكيات التى تؤكد تعاطيه وإدمانه: «نجده يعانى من اضطراب نفسى، وهلاوس سمعية وبصرية، وعدم القدرة على التركيز، وعلى سبيل المثال سائق قطار محطة مصر رغم أنه تسبب فى كارثة راح ضحيتها عشرات المواطنين، إلا أنه ظهر هادى ومبتسم وعنده لا مبالاة لأنه وقتها كان متعاطى وغير مدرك لحجم الكارثة التى حدثت بسببه»، ولفت إلى أن شخصية الفرد هى المحرك الأول لعملية التعاطى، إذ تنقسم الشخصيات، على حد قوله، إلى: «شخصية سيكوباتية مضادة للمجتمع، يعانى صاحبها من اضطراب ولا مبالاة، ونسبة شفاء المدمن الذى ينتمى لهذه الشخصية لا تتعدى الـ10%، أما الشخصية الثانية فهى سلبية اعتمادية، ونسبة شفائها 40%، أما الشخصية الأخيرة فهى الشخصية العصبية التى تلجأ للتعاطى للهروب من المشاكل وضغوط الحياة، ونسبة شفائها تزيد على 70%».

{long_qoute_1}

ورغم ارتفاع سعر عقار الترامادول فإنه يأتى فى المرتبة الأولى للمخدرات الأكثر تداولاً بين المدمنين، إذ يلجأون إليه لأسباب عديدة، يوضحها «فرويز»، قائلاً: «الترامادول بالنسبة لهم بيرفع الحالة المزاجية من ناحية وبيزود مدة العلاقة الجنسية من ناحية أخرى»، ثم يليه مخدر الهيروين والحشيش وأخيراً الاستروكس، لافتاً إلى أن 80% من حوادث الطرق يكون سببها تعاطى الحشيش الذى يؤثر على تركيز واستيعاب الشخص المدمن، متابعاً: «الحشيش يؤثر على الصدغ الأمامى من المخ.

طرق مختلفة تلجأ إليها مراكز علاج الإدمان، من بينها طريقة «العزل»، إذ يتم فصل المدمن عن من حوله وحبسه داخل غرفة بمفرده، إلا أنها وسيلة غير فعالة لعلاجه، بحسب كلام «فرويز»: «العلاج بالعزل داخل المصحات بقى طريقة قديمة، لأنها بتخلى المدمن ينقطع عن بيته وشغله وحرمانه فجأة من شىء كان معتاد عليه، وبالتالى مجرد ما بيخرج منها بينتكس وبيرجع تانى للإدمان»، مشيراً إلى أن أغلب حالات الإدمان التى يتم التعامل معها بتلك الطريقة تكون لمدمنى الهيروين الذى يقوم بمهام الأندروفين فى المخ بمجرد تناول 5 جرعات متتالية.

ويضيف الاستشارى الذى لجأ إلى طريقة أخرى فى علاج المدمنين وهى العلاج بالتدوير: «لا بد من تطوير طرق علاج المدمنين لضمان الحصول على أعلى نسبة شفاء، فحالياً توجد طريقة جديدة للعلاج تعتمد على استخدام أنواع معينة من الأدوية تدور فى الدم وتطرد المخدر من الجسم خلال أسبوعين، ولما المريض بيعمل تحليل دم بيلاقى نسبة المخدر قلت، وبعدها بيتابع معايا كل 3 أيام لمدة شهر وبعدها بيكون متعافى تماماً»، مشيراً إلى أن تلك المدة لا تنطبق على مدمنى الهيروين الذى يحتاج إلى مدة أطول للتعافى منه.

أما بالنسبة للعلاج النفسى للمدمن، فيقول «فرويز» إن أولى خطوات علاجه تبدأ باعتراف المدمن بمرضه وأن تكون لديه الرغبة فى التعافى منه حتى يتمكن من الالتزام بالتعليمات التى ينصحه بها الطبيب المعالج وعلى رأسها تغيير نمط حياته.


مواضيع متعلقة