"فصل وواسطة وحظ".. حكايات الشباب مع تحليل الكشف عن المخدرات

كتب: منة العشماوي

"فصل وواسطة وحظ".. حكايات الشباب مع تحليل الكشف عن المخدرات

"فصل وواسطة وحظ".. حكايات الشباب مع تحليل الكشف عن المخدرات

رحلة طويلة قطعوها في غفلة، شُبه لهم بأنهم دونها لن يكونوا قادرين على مواجهة مشكلات حياتهم وضغوطات العمل اليومية، يتعاطوها بين الحين والآخر بزعم الشعور بـ"مزاج" أفضل، حتى قررت الشركات التي يعملون بها إجراء تحليلات مفاجئة للكشف عن متعاطين المخدرات، وأحياناً التمسك بالوظيفة، يقتضي التنازل والتخلي عن " الكيف".

هذا ما فعله بعض الموظفون والعمال داخل بعض الهيئات والمؤسسات، بالابتعاد عن تعاطي المواد المخدرة من أجل تحليل سليم وخالي من الإدمان، يضمن لهم مستقبلهم الوظيفي وأخرون لم يحالفهم الحظ رغم قراراهم وفصلوا من عملهم.

تفاجأ عمر محمود مهندس بترول (32 عامًا)، بإعلان الشركة الخاصة التي يعمل بها عن عمل تحليل المخدرات، فلم يكن أمامه أي حل لإنقاذ نفسه بالامتناع عن التعاطي حتى يوم التحليل لقلة الوقت، كما لا يستطيع تناول ما ينصح به أصدقائه مثل الخل أو غيره حتى لا يظهر في التحليل لأن أيضا الوقت لم يسعفه، وظل خائفا من مظهره أمام الجميع عند ثبوت تعاطيه المخدرات وإصدار قرار بفصله.

لم يكن أمام الشاب الثلاثيني سوى الاتصال بأسرته ومواجهاتهم بما سيحدث لوجود حل مناسب له دون التسبب له في فضيحة بعمله ووعدهم بأنه سيبتعد عن تناول "الحشيش"، ولم يلجأ له مرة أخرى في حياته متابعا: "مكونتش قادر اتخيل شايف مستقبلي ممكن يضيع ومحدش يقبل بيا في أي وظيفة تانية لو اتعرف إني اتفصلت بسبب الحشيش" وفقا لقوله.

ولحسن حظه استطاعت أسرة "عمر" التواصل مع بعض العاملين بالعمل حتى يقدم استقالته بشكل لائق ويوافقون عليها قبل عمل تحليل الكشف عن المخدرات، ووافقت إدارة الشركة على ذلك قائلا: "طبعا أنا ربنا بيحبني عشان ده مبيحصلش بس ربنا بعت لأهلي ناس يعرفوا حد مهم في الشركة فوافق إن ده يحصل"، فقرر حينها الامتناع عن تعاطي "الحشيش" واتخاذ عظة من ذلك.

لم يحالف محمد طارق (29 عامًا) الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة الحظ مثل عمر، حيث أنه تم فصله من العمل بعد أن تفاجأ بتحليل مفاجئ للكشف عن المخدرات لم يكن أمامه سوى اتخاذ منه التحليل اللازم، وذكر: "حسيت ساعتها إني دمرت نفسي ومستقبلي ومش بفكر في أي حاجة غير في أهلي اللي هيعرفوا والناس ومش هعرف ألاقي شغل في مكان تاني".

ورغم فصل طارق من العمل وأنه لم يستطيع وجود عمل أخر حتى الآن إلا أنه قرر عدم تعاطي المخدرات مرة أخرى والامتناع عن ذلك الفعل الذي تسبب في تركه لوظيفة كان يحلم بها منذ صغره ويتمنى أي شخص الالتحاق بها قائلا: "ساعات الواحد مش بيفوق غير لما يتعرض لكارثة في حياته وأنا مكنتش مدمن كنت بشرب تفاريح كده بس كتير".

أما حسن إبراهيم (30 عامًا) فنصيحة صديقه له الذي يعمل في إدارة نفس المؤسسة الخاصة بالحديد، كانت طوق النجاة له، حيث أخبره أن الشركة ستعمل تحليل كشف المخدرات متابعا: "ربنا سترها عليا وعشان كده قررت استر نفسي".

كان أمام "حسن" فترة كبيرة للامتناع عن نوع المخدرات الذي يتناوله ويمكنه من عدم الظهور في التحليل وذلك ما ساعده في إنقاذ نفسه: "من يومها قولت والله ما أنا شارب تاني".


مواضيع متعلقة