"يا حلو صبَّح".. قنديل المطرب الذي غنت معه أم كلثوم وأمر مبارك بعلاجه

02:16 م | الاثنين 11 مارس 2019

اختارته أم كلثوم للغناء معها، وعندما سئلت عن أقوى الأصوات أجابت محمد قنديل، وقد كانت محقة في إجابتها، فلما لا يكون "قنديل" أقوى الأصوات وهو ابن عائلة فنية من الدرجة الأولى، ورث موهبة التلحين والغناء من والده عازف العود والقانون، كما أن جدته "سيدة السويسية" كانت معروفة بمطربة "علية القوم"، رغم أنها غنت مجانًاً في أفراح البسطاء والعامة، وكانت والدته أيضاً تمتلك صوتًا جميلًا وتجيد العزف على العود، ولكنها لم تحترف الغناء، كما أن شقيقه الأكبر، عبد الله، مُطربًا وظهر في عدة أفلام ولكنه اختفى بعد شهرة محمد قنديل.

بدأت مسيرة محمد قنديل الفنية - المولود في الـ11 من مارس 1929 بشبرا- بالتحاقه بمعهد الموسيقى العربية ودرس العود، واختارته أم كلثوم للغناء معها في فيلم عايدة، ثم بدأ الغناء عام 1942 في مسرح منوعات حكمت فهمي بالكيت كات مع نجاة الصغيرة، حيث كان يغني المواويل وأغاني المشاهير إلى أن قدم أغنيته الأولى "يا رايحين الغورية" من ألحان الموسيقار كمال الطويل.

غنى محمد قنديل أغنيته الشهيرة "يا غاليين علي يا أهل إسكندرية"، ولحن له العديد من الملحنين المشاهير من أمثال محمود الشريف، محمد الموجى، محمد فوزى، كمال الطويل وغيرهم، وتوالت من بعدها أغانيه التي وصلت إلى 800 أغنية في نهاية مشواره، وقد أثنت عليه أم كلثوم وأوضحت أن "قنديل" فى مقدمة الأصوات التى تحب السماع إليها ووصفته بأنه صوت كبير جميل بارع وقوي.

وقدم محمد قنديل 20 فيلماً سينمائيًا، شارك في بطولتها والغناء فيها، وكان من أهمها "صراع في النيل" و"شاطئ الأسرار" وتعد أغنية "يا حلو صبَّح يا حلو طُل" من أشهر أغانيه التي أحبها الجمهور.

تزوج الفنان محمد قنديل من الراقصة رجاء توفيق صاحبة ملهى الكيت كات الذى بدأ "قنديل" الغناء فيه واشترط عليها اعتزال الرقص واغلاق الملهى فقبلت شروطه وتزوجا إلا أنهم انفصلا بعد ذلك وتزوج قنديل أخرى عاش معها حتى وفاتها، وفى عام 1996 أصيب بجلطة في الشريان التاجي، فأمر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعلاجه في الخارج على نفقة الدولة، فأجريت له عملية جراحية ناجحة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتم تغيير ثلاثة شرايين فى القلب.

قدم محمد قنديل للإذاعة المصرية أكثر من 45 عاما من فن الغناء العربي وتراثه بين الأغنية الشعبية والموال والموشح والأغنية السينمائية والأغاني الوطنية حيث غنى أثناءالعدوان الثلاثى وللوحدة المصرية السورية عام 1958 وعشق في شبابه رياضة المصارعة ورفع الأثقال وكانت هوايته جمع آلات العود وتربية العصافير والطيور.

ومن أخر الأعمال الفنية التي قدمها محمد قنديل غناءه تتر مسلسل الأصدقاء أغنيتين داخل المسلسل نفسه، وذلك قبل أن يدخل مستشفى الأنجلو على أثر علاجه من السكر الذى تسبب له فى كسر بمفصل الحوض حيث أجريت له عملية جراحية وتم تركيب مفصل صناعي، ثم تعرض مرة أخرى لكسر المفصل الصناعى بعد انزلاق قدميه في منزله، ونجح الأطباء فى إعادته لمكانه مرة أخرى إلا أن اشتداد مرض السكر عليه مع قرحة الفراش لم يكن يتحملهم فتسببوا فى هبوط حاد في القلب، وظل لمدة 48 ساعة على جهاز التنفس الصناعي، وتوفي في 9 يونيو 2004 عن عمر يناهز الـ75.