حفيد الحاجة "غالية" التي صافحها الرئيس في يوم الشهيد: رجعت فخورة بيهم

كتب: سمر صالح

حفيد الحاجة "غالية" التي صافحها الرئيس في يوم الشهيد: رجعت فخورة بيهم

حفيد الحاجة "غالية" التي صافحها الرئيس في يوم الشهيد: رجعت فخورة بيهم

صافحها الرئيس وشدّ على يدها، تحدث إليها بصوت خافت وهي جالسة على كرسيها المتحرك تستمع إليه بتركيز واهتمام، قضى بجانبها بضع دقائق أثناء تكريمه عددًا من أسر الشهداء في احتفالية يوم الشهيد، وفي نهاية الحوار الذي دار بينهما، أثنى على بطولة ابنيها الشهيدين اللذين قدما أرواحهم فداء للوطن وعلى قوة تحملها وصبرها في تقبل ما أصابها.

من بين أمهات وزوجات الشهداء المكرمين في احتفالية يوم الشهيد التي عقدت بمركز المنارة بالتجمع، صافح الرئيس عبد الفتاح السيسي السيدة "غالية" صاحبة الـ105 عاما، تقديرا لها كوالدة لشهيدين بالقوات المسلحة في حروب مختلفة، قبّل الرئيس جبهتها وصافحها في مدة لم تتجاوز دقائق معدودة، كان شاهدا على اللقاء "حسن عبد المعطي" حفيد ابنها الأصغر، الذي رافقها طوال رحلتها من منزلها إلى مقر الاحتفالية واستمع إلى تمتمات حديثها بعد اللقاء والتي عكست حالة الفرح والفخر داخلها، حسب تعبيره.

الحاجة "غالية" التي التقت بالرئيس السيسي لأول مرة، هي أم الشهيدين محمود عبد المعطي السيد، مهندس مدني مجند في الجيش المصري واستشهد في حرب اليمن ودُفن بصنعاء، وكان حينها في عمر الـ24 ، الآخر، حسن عبد المعطي، مقاتل طيار في الجيش المصري، واستشهد أيضا في عمر الـ24 أثناء إحدى المناورات الجوية عقب عودته من حرب 73 ، لم تغفل يوما سيرة ابنيها رغم مرور عشرات السنين على استشهادهم، فهي وحسب تعبير حفيدها الأصغر "حسن"، رغم كبر سنها لاتزال تذكر بطولاتهم في كل عيد للشهيد وفي كل مناسبة وطنية وبشكل دائم واصفة إياهم دائما بـ"الأبناء البارين".

تفاصيل الحوار الجانبي الذي دار بين الرئيس والحاجة "غالية" كشفه حفيدها في حديثه لـ"الوطن" قائلا: "سألها انتي عايزة أيه؟ نفسك في أيه؟ ردت عليه قالتله مستورة الحمد لله أنا حجيت واعتمرت ومش محتاجة حاجة".

وعقب انتهاء اللقاء سيطرت حالة عارمة من الفرحة والشعور بالفخر على السيدة العجوز، وحسب تعبير حفيدها، "بتفرح لما تيجي سيرتهم وكانت راجعة فرحانة طول الطريق وحاسة بالفخر بولادها".

غرفات بيت العائلة في محافظة المنوفية تحوي بقايا متعلقات الشهيدين، احتفظت بها الأم سنوات عدة منذ رحيلهم، فهي لاتزال محتفظة بالملابس الميري والخوذة الخاصة بهما إلى جانب جدران البيت التي تحمل العديد من الصور بالملابس الرسمية والعادية"، إلى جانب حكايات البطولة والكرامة التي ترويها الجدة لأحفادها منذ الصغر، وفقا لحديث الحفيد.

"كل مناسبة بتطلع مبلغ من الفلوس عشان نوزعه صدقة على روح الشهيدين"، هكذا تحتفل الأم في كل موسم ديني مع روح ابنيها وسط أحفادها وما تبقى من أبنائها، وفي حديث الحفيد: "جزء كبير من معاشها بيطلع لعمل الخير عشانهم".

لم تكن هذه المرة هي الأولى التي تنل فيها الأم "غالية" تكريما من القوات المسلحة لبطولة ابنيها، فدائما ما يأتي إلى بيت العائلة قيادات من القوات المسلحة لتكريمها وحالت ظروفها المرضية كثيرا بين لقاء الرئيس في احتفالات سابقة، "كل ما تشوف بدلة ميري بتفرح وتفتكر ولادها".


مواضيع متعلقة