مصطفى النحاس.. خليفة «سعد» في النضال

كتب: محمد حامد

مصطفى النحاس.. خليفة «سعد» في النضال

مصطفى النحاس.. خليفة «سعد» في النضال

شرب من كأس الوطنية متخذا من سنوات عمره طريقا للسير نحو بناء دولة ديمقراطية مستقلة، انطلق بمصر إلى آفاق جديدة سياسيا واقتصاديا، خاض معارك نضالية للدفاع عن الدستور، واستقلال الإرادة الوطنية، والوحدة بين مصر والسودان، صامدا أمام بطش الاحتلال والفساد، مسيرة طويلة عريضة قطعها الزعيم الوفدي مصطفى النحاس، مسلحا بالشجاعة والحس الوطني.

«الذراع الأيمن لسعد زغلول»، كان اللقب الذي حصل عليه «النحاس»، المولود في دلتا مصر بمحافظة الغربية، وتلقى تعليمه الأساسي في كتاب القرية بمركز سمنود، مثل أبناء جيله، قبل أن ينتقل للقاهرة ليلتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية، ثم بالمدرسة الخديوية الثانوية، وتخرج من مدرسة الحقوق (كلية الحقوق حاليا) 1900.

«النحاس» عين قاضيا في سن الـ24 وكان لأول مرة يتم تعيين محام في القضاء، ليصبح المحامي الوحيد الذي عين قاضيا ولم يمضِ على إدراج اسمه في المحاماة سوى 3 سنوات.

شارك سعد زغلول في تأسيس حزب الوفد، وعين سكرتيرا عاما للحزب، وكان زميلا له في المنفى عندما اشتعلت ثورة 1919، ولعب دورا وطنيا في دعمها ونظم رفقة عبد العزيز فهمي إضراب المحامين، ونتيجة لنشاطه السياسي فصل من منصبه كقاضٍ.

خليفة «سعد» في نضاله، كان رئيسا للوفد في الفترة من 1927 حتي 1952 بعد أن حلت الأحزاب، كما ساهم في تأسيس جامعة الدول العربية.

وتعاظم دور «النحاس» السياسي مع اشتعال ثورة 1936 في فلسطين، أسس اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأوضاع في المنطقة وكان مسؤولا عن المعاهدة المصرية البريطانية في العام نفسه، إلا أنه ألغاها لاحقا.

شارك في أول حكومة وفدية تشكلت بناء على نتيجة أول انتخابات برلمانية أجريت على أساس دستور 1923، برئاسة سعد زغلول، وتولى فيها وزارة المواصلات، وخلال الفترة من 1928 إلى 1952 تولى رئاسة الحكومة 7 مرات، كان لها دورا بارزا في مشروعات قوانين العمال ومجانية التعليم.

وبعد يوليو 1952 اعتقل النحاس، وسجن ومعه زوجته زينب الوكيل 1953 حتى 1954 ثم تقاعد عن الحياة العامة، إلى أن فارق الحياة في 23 أغسطس 1965.


مواضيع متعلقة