مرفوضون من وظائف التعليم بكفرالشيخ: الواسطة هي السبب

02:16 م | السبت 09 مارس 2019

عملت مدرسة للغة الفرنسية بإحدى المدارس الحكومية، تيرم كامل دون الحصول على أجر، متطوعة من أجل انتظار لحظة إعلان وزارة التربية والتعليم عن فتح باب التقديم لوظائف بها، كانت تذهب يومياً إلى مدرستها التى تبعد عنها نحو 5 كيلومترات، منذ الصباح الباكر، تحمل "كشاكيل تحضير الدروس" في يدها وفى الأخرى حقيبتها التى تحوى عدداً من الأدوات المدرسية كالأقلام والطباشير، تدفع يومياً قرابة الـ15 جنيهاً في المواصلات، تتحمل مشقة السفر على أمل توظيفها فى المدرسة.

وما إن تم الإعلان عن الوظائف الخالية سارعت بالتقديم عبر "الإنترنت"، كما طُلب منها، خاصة أن تخصصها من التخصصات المطلوبة التي أُعلن عنها، وبعد أيام من استكمال التردد على الأماكن المختلفة لاستخراج قيد عائلي وفيش جنائي والمستندات المطلوبة، واستيفاء الشروط وتسليمها يدوياً للإدارة التعليمية التابعة لها، انتظرت إعلان النتيجة، حتى فوجئت بأنها "مرفوضة" عقب كتابة عبارة "نشكركم وورقكم غير مستوفي الشروط" على ملفها، هكذا كان مشهد ملخص من رحلة معلمة لغة فرنسية انتهت بعدم قبولها ضمن المتقدمين للوظائف المُعلن عنها بالتربية والتعليم بكفر الشيخ.

{long_qoute_1}

نهلة شاهر، تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية عام 2009، ولم تجد وظيفة لها، حتى أعلنت الإدارة التعليمية بالحامول، مطلع العام الجارى، عن حاجتها لعدد من التخصصات بينها "اللغة الفرنسية"، فسارعت إلى الإدارة التي أرسلتها إلى مدرسة التجارة بنات بقرية غرب تيرة، "اشتغلت تيرم كامل بدون أي مرتب، كنت مستنية فرصة ولما جت قولت مش مهم المرتب في البداية، كنت شغالة عن طريق المشاركة، وبجيب الأقلام على حسابي وكشاكيل التحضير، وأقلام السبورة والطباشير، ودفاتر تحصيل الدرجات، وكنت ملتزمة، ولما فتحوا باب التقديم للوظائف الأخيرة، جريت وقعدت أيام أجهز ورقي، وقالوا ضمن الشروط إنهم هياخدوا بالأقدمية والتقدير، وقدمت على الإنترنت وطبعت الاستمارة وروحت الإدارة سلمت الورق المطلوب كامل".

وتضيف نهلة: "فوجئت بعدم قبولي بحجة أن الأوراق غير مستوفية، وأنا تقدمت بالأوراق كاملة، وهناك أشخاص أقل مني في التقدير وأحدث مني في التخرج، وتم قبولهم، الواسطة في الإدارة التعليمية كانت سبب عبارة (نشكركم وورقكم غير مستوفي الشروط)، وعندما ذهبت لتقديم تظلم كان رد مسؤولي الإدارة قدموا شكوى في النيابة الإدارية، لم تأت لنا منشورات تفيد قبول تظلمكم، وحتى الآن لم نعلم مصيرنا، وطلبنا ملفاتنا لكن الإدارة رفضت".

لم يختلف حال أستير سمير أبو السيد، الحاصلة على ليسانس آداب، قسم اللغة العربية، فالفتاة التي استيقظت في الصباح الباكر، للتقديم في مسابقة التربية والتعليم بنظام التعاقدات التي أعلنت عنها المديرية، وانتقلت لمنزل جارتها لعدم وجود جهاز "كمبيوتر" لديها، ظلت لنحو ساعة كاملة تحاول فتح الرابط الخاص باستمارة التسجيل، إلا أن عدة رسائل بـ"الإنجليزية"، كانت تأتيها مفادها أن هناك خطأ في التسجيل أو أن السيرفر الخاص بالموقع به خطأ، لتعود مرة أخرى لمنزلها، وفى النهاية سجلت، ظلت أياماً تنتظر النتيجة وكان الرد عليها "نشكركم فورقكم غير مستوفي الشروط".

{long_qoute_2}

تقول أستير: "ذهبت إلى الإدارة التعليمية وسلمت أوراقي كاملة دون نقصان، وقام بمراجعتها أحد موظفى الإدارة، وقدمت أنا وزميلة لى نفس الأوراق ونفس التخصص، وتخرجنا سوياً في نفس العام، وحصلت أنا على تقدير "جيد"، وهي على "مقبول"، وفوجئت بقبول أوراقها ورفض أوراقي، وهنا تيقنت أن "الواسطة والمحسوبية" لعبت دوراً كبيراً، فتسليم الأوراق يدوياً هو من جعل بعض الموظفين يتحكمون في قبول المتقدمين، ولو ظل التسجيل من البداية وحتى النهاية إليكترونياً ما كنت قد رُفضت.

تضيف: "ذهبت للإدارة التعليمية لتقديم تظلم، فكان الرد، إنهم لم يصلهم أي شيء يفيد بقبول التظلمات من عدمه، وأكد المسؤولون أننا يجب أن نذهب للمديرية لتقديم شكوى، ذهبنا للمديرية أكدت هي الأخرى أنهم لم يصلهم أي منشور من الوزارة يفيد بقبول تظلمات من رفضوا"، وأتساءل: "كيف يتم قبول من أقل مني تقديراً ويتم رفضي؟".

ويوضح أحمد عبد الحي، حاصل على بكالوريوس تربية قسم لغة عربية، أنه هو الآخر تم رفضه بحجة عدم استكمال أوراقه، على الرغم من استيفاء الأوراق المطلوبة، قائلا: "جهزت كل الأوراق المطلوبة، وتقدمت إليكترونياً وورقياً، إلا أنني فوجئت برفضي بحجة عدم استكمال الأوراق، بالرغم من أن التخصص مُدرج ضمن التخصصات المطلوبة، وأنا حاصل على تقدير جيد جداً عام 2011 ولا أعلم سبب الرفض".

{long_qoute_3}

من جانبها، أكدت مديرية التربية والتعليم، أن غرفة العمليات منعقدة بشكل دائم، وعلى من يتضرر من عدم قبول أوراقه عليه التوجه بشكوى لها وسيتم البت فيها، وإبلاغهم بنتيجة البت، مشيرة إلى أن الإدارات التعليمية ليس لها علاقة بقبول تظلمات المرفوضين.

وكانت مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، برئاسة بثينة كشك، وكيل الوزارة، أعلنت عن التخصصات التي تحتاجها مدارس إدارات المديرية، لسد العجز عن طريق التعاقد المؤقت حتى نهاية الفصل الدراسي للعام الجاري 2018/ 2019، في ضوء احتياج الإدارات التعليمية المرفقة بالإعلان، وذلك وفقا لعدة شروط، على أن تقدم المستندات الورقية مصحوبة بصورة استمارة التقدم الإلكترونية، للإدارة التعليمية في موعد أقصاه أسبوع من تاريخ الإعلان، وسيتم تحديد موعد المقابلة الشخصية والاختبارات بعد انتهاء الإعلان على الرابط الإلكتروني.