"السوشيال ميديا" مركز شائعات أم منصة إنقاذ؟.. وخبراء: سلاح ذو حدين

كتب: فادية إيهاب

"السوشيال ميديا" مركز شائعات أم منصة إنقاذ؟.. وخبراء: سلاح ذو حدين

"السوشيال ميديا" مركز شائعات أم منصة إنقاذ؟.. وخبراء: سلاح ذو حدين

ما بين كون مواقع التواصل الاجتماعي مصدر قوي لانتشار الأخبار الزائفة والترويج لعدد من الشائعات التي وقع ضحيتها العديد من وسائل الإعلام بسقطات مهنية؛ آخرها ما جرى تداوله عن شائعة "وزير النقل الوهمي"، إلا أنها ذات تأثير إيجابي ووسيلة لفعل الخير وإنقاذ الأرواح، وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة مثلما حدث في واقعتي "طفل وسيدة البلكونة".

ومن بين المواقف السلبية لـ"السوشيال ميديا" ما انتشر حول "أنباء عن تعيين المهندس محمد وجيه عبدالعزيز وزيرًا للنقل"، ليخرج مصدر الشائعة معترفًا في "تدوينة" أخرى، أن الخبر كاذب، منتقدًا تداول عدد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لتلك الشائعة على أنها خبر حصري، وذلك في أعقاب واقعة حريق جرار في محطة مصر واستقالة المهندس هشام عرفات من منصبه الوزاري.

"التويتة من تأليفي، محمد وجيه عبدالعزيز، هو والدي المتوفي من 11 عامًا ليس مهندس ولا خبير بالسكة الحديد".. بهذه الجملة، فسر حساب منسوب لشخص يدعى خالد وجيه، قال إنَّه يعمل رئيسًا تنفيذيًا لمجموعة عقارية، سبب نشره لـ"التدوينة الكاذبة"، مؤكّدًا أنه حاول إثبات وجهة نظره أن "مواقع التوصل الاجتماعي مركز للترويج للشائعات".

لم تكن تلك هي الواقعة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقبلها كانت قصة "فتاة ناسا"، والتي أثارت جدلًا ضخمًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ادعت الشابة سارة أبو الخير، عبر حسابها بموقع "انستجرام"، أنَّها عرضت على وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فكرة مجنونة لوضع اللحم والدجاج أسفل الصواريخ من أجل عمل حفل "باربكيو" كبيرة.

وزعمت أيضًا الفتاة أنَّ "ناسا" أعجبت بفكرتها ودعتها لحضور عشاء مع الفريق ومناقشة الفكرة، ونشرت "سكرين شوت"من رسائلها مع الوكالة الفضائية، ليتهافت الجميع على تهنئتها والتواصل معها، وبعد فترة قليلة، نشرت مجددًا عبر حسابها سالف الذكر، تكشف فيها أنَّ كل ذلك غير حقيقي ولم يحدث وأنَّها كانت تحاول إجراء تجربة اجتماعية لمعرفة إلى أي مدى يمكن للشخص أن يصبح مشهورًا عبر "السوشيال ميديا" بكذبة أو مزحة، وهو ما أثار جدلًا ضخمًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

أما عن الدور الإيجابي الذي قدمته مواقع التواصل الاجتماعي، ما ظهر خلال واقعة "طفل البلكونة" بعدما تداول رواد "فيس بوك" فيديو يظهر إجبار سيدة نجلها على القفز إلى بلكونة "شقتها" من نافذة جيرانها، للوصول إلى البلكونة، لفتح باب "شقتها"، ويظهر الفيديو ضرب السيدة للطفل وصراخه من الخوف، وكذلك صراخ الجيران ومحاولتهم إثناءها عن ذلك.

اهتمام رواد السوشيال ميديا بالواقعة وحرصهم على تداول الفيديو ونشره بشكل موسع، جعل الواقعة محط اهتمام الجميع، ليلقي رجال الشرطة القبض على أم الطفل والتحقيق معها، قبل الإفراج عنها رفقة بوضع الأسرة، إلا أن هناك رقابة فرضت على الأم لمدة شهرين حتى الاطمئنان على رعايتها لطفلها.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة حاول زوجها إلقاءها من شرفة شقتهما في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، إلا أن الجيران نجحوا في إنقاذها، وبعد اهتمام رواد "السوشيال ميديا" بتداول الأزمة على نطاق موسع، أجرت المباحث تحرياتها بشأن الواقعة للتوصل إلى مكان الواقعة، وعما إذا كان هناك اتهام من عدمه، وتبين فيما بعد أن السيدة هي من حاولت الانتحار بسبب مشكلاتها الزوجية.

من ناحيته، قال الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون، إنه "رغم الدور السلبي الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الزائفة إلا أننا نراهن على وعي مستخدميه خاصة الشباب في الدور الإيجابي لنقل المعلومات"، لافتًا إلى أن "السوشيال ميديا" سلاح ذو حدين. 

وأضاف المرسي، لـ"الوطن"، إن إتاحة المعلومة من مصدرها الأصلي يحجب الشائعة من الانتشار فور انطلاقها خاصة في أوقات الأزمات. 

وثمنت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ما قاله الدكتور محمد المرسي، موضحة لـ"الوطن"، أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة في حجب الشائعات وعدم تناولها من مصدرها.


مواضيع متعلقة