من وزير النقل الجديد لـ"فتاة ناسا".. الـ"سوشيال ميديا" موطن "الشائعات"

من وزير النقل الجديد لـ"فتاة ناسا".. الـ"سوشيال ميديا" موطن "الشائعات"
رغم إنشائها كوسيلة للتواصل والاتصال بين الأشخاص المختلفين من داخل الدولة نفسها، وعبر البلدان الأخرى، أخرج البعض "السوشيال ميديا" عن مسارها وجعلها سبيلا لتبادل الشائعات والأكاذيب، والتي كان آخرها اليوم، حيث انتشر عبرها "أنباء عن تعيين المهندس محمد وجيه عبد العزيز وزيرا للنقل"، دون أي مصادر مستند إليها.
مصدر الشائعة اعترف في تدوينة أخرى، أن الخبر كاذب، منتقدا تداول عدد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لتلك الشائعة على أنها خبر حصري مقترنة بسيرته الذاتية، في أعقاب واقعة حريق جرار في محطة مصر واستقالة المهندس هشام عرفات من منصبه الوزاري.
"التويتة من تأليفي، محمد وجيه عبدالعزيز، هو والدي المتوفي من 11 عاما ليس مهندس ولا خبير بالسكة الحديد".. بهذه الجملة، فسر حساب منسوب لشخص يدعى خالد وجيه، قال إنه يعمل رئيسا تنفيذيا لمجموعة عقارية، سبب نشره لـ"التدوينة الكاذبة"، مؤكدا أنه حاول إثبات وجهة نظره أن "مواقع التوصل الاجتماعي مركز للترويج للشائعات".
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حذر منها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من رجال الأمن والإعلام، من بنيهم عبدالفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة جريدة "الوطن"، ووكيل أول المجلس الأعلى للإعلام، من تداول الشائعات المنتشرة على السوشيال ميديا على أنها أخبار صحيحة.
وقال الجبالي، في كلمته خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لمنتدى إعلام مصر 2018، أكتوبر الماضي، إن حرب السيطرة على الفضاء الإلكتروني أصبحت ضرورة ملحة، إذ أكدت الدراسات أن 50% من تجنيد المنتمين للجماعات الإرهابية تم عبر الإنترنت، وهو ما علينا مواجهته بطريقة أو بأخرى.
الجبالي استشهد بقصة "فتاة ناسا"، والتي أثارت جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ادعت الشابة سارة أبو الخير، عبر حسابها بموقع "انستجرام"، أنها عرضت على وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فكرة مجنونة لوضع اللحم والدجاج أسفل الصواريخ من أجل عمل حفل "باربكيو" كبيرة.
وزعمت أيضا الفتاة أن "ناسا" أعجبت بفكرتها ودعتها لحضور عشاء مع الفريق ومناقشة الفكرة، ونشرت نشرت "سكرين شوت"من رسائلها مع الوكالة الفضائية، ليتهافت الجميع على تهنئتها والتواصل معها، وبعد فترة قليلة، نشرت مجددا عبر حسابها سالف الذكر، تكشف فيها أن كل ذلك غير حقيقي ولم يحدث وأنها كانت تحاول إجراء تجربة اجتماعية لمعرفة إلى أي مدى يمكن للشخص أن يصبح مشهورا عبر "السوشيال ميديا" بكذبة أو مزحة، وهو ما أثار جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.
وقبلها، زعم الطالب وليد محمد عبادي من محافظ البحيرة، حصوله على المركز الأول من صالون موسكو الدولي للاختراعات وتقنيات الابتكار "صالون أرشميدس"، والذي أثار جدلا ضخما بعدما شككت عدة منشورات على "فيسبوك" حصول الطالب على المركز، حيث لم يظهر الموقع الرسمي للجائزة، اسم الطالب نهائيا، بجانب عدم وجود مصر ضمن المشاركين هذا العام.
الطالب بكلية الصيدلة في جامعة الأزهر عبدالرحيم راضي، أدعى أنه فاز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لعام 2016 التي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وحصوله على لقب أفضل قارئ في العالم، ليحصد تهنئات ضخمة، ليتضح فيما بعد أنه لم يشارك في الأساس بالمسابقة، حيث كشفت نفت السفارة الماليزية في القاهرة أنه لم يتم إجراء أي مسابقة ذلك العام، وأن ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم بحضور الملك والذي يقوم بتكريم عدد من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدة أن الطالب عبدالرحيم لم يشارك في المسابقة.
كما احتضنت "السوشيال ميديا" العديد من مدعي النبوة، والذين كان آخرهم يوسف السايح، الذى نشر فيديو عبر موقع "فيسبوك"، زاعما بأنه "كليم الله"، وأنه التقط صورا مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض عليه، وسبقه في الادعاء نفسه "مؤنس يونس" أحد المدعين بتلقى الوحي وأنه "المهدى المنتظر"، الذي زعم أنه يتواصل مع الماسونية العالمية منذ 2007 وأنه صاحب مشروع الشرق الأوسط الكبير، ويوحى إليه بما يريد عدد من الرؤساء بالعالم.
وفي الآونة الأخيرة، كان قد عثر على جثث 3 أطفال بالمريوطية، في الجيزة، وروجت "السوشيال ميديا" لكونها واقعة سرقة أعضاء، بينما كشفت التحقيقات لاحقا أنهم أشقاء وتعرضوا لحريق بالمنزل أدى لوفاتهم، وتخلصت الأم منهم فيما بعد، حتى لا تتعرض لتوجيه اتهامات.
ومع بداية العام الدراسي الحالي، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأكاذيب والشائعات، وانتشرت صور لتكدس الأطفال وجلوسهم على الأرض بإحدى المدارس، التي اتضح أنها لمدرسة بكربلاء، وخرج الدكتور طارق شوقي وزير التعليم العالي بشخصه عبر حسابه بموقع "فيسبوك" لإيضاح حقيقة الأمر، ونفيه تماما.