«الألعاب الإلكترونية».. مصر تتخذ الخطوة الأولى نحو «صناعة المليارات».. وتطرح برنامجاً لتطوير مهارات الشباب الأفريقى

«الألعاب الإلكترونية».. مصر تتخذ الخطوة الأولى نحو «صناعة المليارات».. وتطرح برنامجاً لتطوير مهارات الشباب الأفريقى
- ألعاب الفيديو
- الألعاب الإلكترونية
- صناعة ألعاب الفيديو
- مطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية
- أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية
- ألعاب الفيديو
- الألعاب الإلكترونية
- صناعة ألعاب الفيديو
- مطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية
- أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية
عاد الحديث مجدداً عن أهمية صناعة المليارات وهى «ألعاب الفيديو»، تلك الصناعة التى بدأت فى سبعينات القرن الماضى، والمستمرة فى النمو حول العالم، حتى بلغت القيمة السوقية العالمية لها فى عام 2018 نحو 115 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز إيرادات هذه الصناعة 138 مليار دولار بحلول عام 2021، وفقاً لموقع «استاتيستا».
وعلى المستوى الدولى حققت صناعة ألعاب الفيديو فى الولايات المتحدة فقط، رقماً قياسياً فى الإيرادات وصل إلى 43.4 مليار دولار بنهاية عام 2018، محققة زيادة 18% عن عام 2017، وفقاً للبيانات الصادرة عن جمعية برمجيات الترفيه (ESA) ومجموعة The NPD Group، فيما تستثمر شركة جوجل العالمية أموالاً طائلة فى هذا المجال، حيث أشارت آخر التقديرات إلى أن «ألفابت» (الشركة الأم لجوجل) جمعت إيرادات تجاوزت الـ2 مليار دولار فى قطاع ألعاب الفيديو، معظمها عبر بيع ألعاب ومشتريات داخل الألعاب على نظامها (أندرويد) لتشغيل الأجهزة المحمولة، وتدل هذه الأرقام والحقائق على قوة المنافسة بين الدول وشركات التكنولوجيا الكبرى، لاقتناص أكبر حصة سوقية من تلك الصناعة المتنامية، وذلك ما قوبل باهتمام واسع محلياً، وحدا بالقيادة السياسية المصرية إلى تبنى فكر توطين تلك الصناعة من خلال المبادرة الرئاسية، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نوفمبر من العام الماضى على هامش منتدى شباب العالم، لتدريب 10 آلاف مصرى وأفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات المقبلة.
{long_qoute_1}
وتنفذ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المبادرة الرئاسية «أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية»، حيث أعلن معهد تكنولوجيا المعلومات ITI، التابع لوزارة الاتصالات، فى مطلع الشهر الماضى، عن فتح باب التقديم للمرحلة الأولى من المنح التدريبية الخاصة بالمبادرة، وحدد المعهد المنح لتشمل 4 تخصصات فى 7 محافظات، هى تخصص Game Development فى القرية الذكية بمحافظة القاهرة، إلى جانب تخصص Game Art فى القرية الذكية بمحافظة القاهرة، وتخصص Net Full Stack Development، فى كل من محافظات الإسكندرية والإسماعيلية والمنوفية، وتخصص Web and Mobile Cross Platform Application Development فى كل من القرية الذكية بمحافظة القاهرة ومدينة طنطا محافظة الغربية ومدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية ومحافظة أسيوط.
وفتح «الوطن الاقتصادى» حواراً موسعاً مع عدد من الخبراء حول أهمية هذه الصناعة وما يقابلها من تحديات داخل مصر، خاصة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى وطموحات تحقيق إضافة اقتصادية للقارة السمراء، وفى هذا الصدد، قال المهندس وليد جاد، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات، إن توطين الألعاب الإلكترونية يحتاج إلى تقنيات تكنولوجية فائقة فى مجال الرسوم المتحركة والواقع الافتراضى المعزز والذكاء الصناعى حتى يتم إنتاج ألعاب بها فكر جديد، والاستفادة من تلك التقنيات أيضاً لخدمة مجالات أخرى كالطب والتعليم عن بعد، وأضاف أن الخطوة الأولى لدعم هذه الصناعة هى إيجاد كوادر بشرية مدربة ومؤهلة للخروج بمنتج ينافس العالمية، ويتم ذلك من خلال التعليم والتدريب، ويتزامن معها الحاجة إلى تكوين شريحة جديدة تسمى بـ«الناشرين»، التى ستكون لها اتصالات بالجهات المستخدمة النهائية وعلى دراية جيدة بتلك الصناعة وكيفية الربح الأمثل منها، وأكد «جاد» أن الهدف الرئيسى للمبادرة هو الوصول بمنتج مصرى ذات حقوق ملكية فكرية خاصة بنا تضاهى المنتجات العالمية، ما سيرجع بعائد كبير لمصر من العملة الصعبة فى هذا المجال، مشيراً إلى أنها من أكبر الأسواق وأكثرها نمواً فى العالم بنسبة نمو تزيد على 18% سنوياً.
وأوضح شريف عبدالباقى، رئيس الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية، أن هذه المبادرة الرئاسية خطوة هامة لدعم وتوطين هذه الصناعة لتتحول لتكون سياسة دولة، خاصة أنها تحتاج تضافر لكل الجهات المعنية لكى تتشارك فيها كل فى تخصصه، وأضاف أن الاتحاد يستعد لبناء قاعدة بيانات مُكَونة من مليون ممارس ولاعب من الألعاب الإلكترونية المنتظمين، وذلك فى خلال الـ3 سنوات المقبلة، لدعم إنتاج خريجى المبادرة الرئاسية والترويج والتسويق الشعبى لها، لافتاً إلى أن هذا توجيه من أشرف صبحى، وزير الرياضة والشباب، وأكد «عبدالباقى» أهمية هذه الصناعة التى يتوقع البعض أن تُدر 200 مليار دولار على الاقتصاد العالمى خلال العام المقبل، مضيفاً أن تحويلات المصريين الخارجية للألعاب الإلكترونية على المواقع والتطبيقات قُدرت بنحو 190 مليون دولار فى 2018، كما أنه استثمار كثيف العمالة بداية من كتابة الفكرة والعمل على تنفيذها كمحتوى وجرافيك والصوتيات، وتابع أن المنافسة مع الشركات العالمية التى تصرف مئات الملايين لنشر أعمالها يمثل التحدى الأكبر لهذه الصناعة، خاصة مع انعدام الناشرين المصريين، مؤكداً أن الاتحاد يرغب فى العمل على توفير ناشرين من القوى الشبابية المصرية، لاستخدام ما سيتم إنتاجه من ألعاب مصرية بكل الوسائل المتاحة، ونوه بأن الاتحاد يعمل على مشاركة الشباب المصرى فى البطولات العالمية للترويج لسوق الألعاب المصرية والاستفادة من الخبرات الأجنبية، موضحاً أنه فى نوفمبر من العام الماضى فازت مصر ولأول مرة بالمربع الذهبى فى مواجهة دول شرق آسيا القائدة فى هذه الصناعة.
{long_qoute_2}
وقال ماجد فراج، العضو المنتدب لشركة 5dVR لتكنولوجيا المعلومات والألعاب الإلكترونية، إن الهدف الأساسى هو توطين هذه الصناعة من خلال عملية التعليم التى تتبناها المبادرة الرئاسية لتدريب 10 آلاف شاب من مطورى الألعاب الإلكترونية، مؤكداً أننا نحتاج أيضاً لبعض المحفزات الأخرى والهامة مثل دعم نشر الألعاب، توفير البنية التحتية اللازمة والاستديوهات التكنولوجية، وأوضح أن الصناعة فى مصر قائمة على الاستديوهات المستقلة، إلا أنها تفتقر إلى وجود ناشرين «Publisher» مصريين للألعاب الإلكترونية، مما يحد من تسويق الألعاب المصرية فى السوق العالمية، وأضاف أن التعليم الجامعى فى مصر غير مؤهل لتخريج كوادر قادرة على الابتكار فى مجال تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية، حيث إن الدراسة فى هذا المجال تقتصر على الدورات التدريبية التى لا تزيد مدتها الزمنية على 9 أشهر فى حين أن هذا التخصص أصبح مجالاً بحد ذاته فى كثير من الجامعات العالمية، وأكد «فراج» أن شركات التكنولوجيا فى مصر عليها دعم هذه المبادرة، من خلال التواصل مع الشركات الأجنبية من الناشرين وإقناعهم للعمل مع الإنتاج المصرى والتشارك للاستفادة من تلك الخبرات العالمية.
وفيما يتعلق بقطاع تطبيقات الهاتف المحمول، الذى أصبح يٌدر عائداً كبيراً على اقتصاديات الدول، عبر متاجر التطبيقات والإعلانات داخل التطبيق، فمن المتوقع أن تُحقق هذه الصناعة أرباحاً بقيمة 188.9 مليار دولار عالمياً فى عام 2020، وفقاً لموقع استاتيستا، وفى مصر أعلنت غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فى مطلع الشهر الحالى، انطلاق فعاليات مسابقتها الجديدة (CIC)، التى تستهدف اشتراك المبدعين المحليين من شركات وأفراد فى مجال تطوير حلول وتطبيقات المحمول، بما يتوافق مع احتياجات القطاعات المختلفة فى الدولة.
وفى هذا السياق، علق محمد خليف، عضو مجلس الإدارة، رئيس برامج الابتكار وريادة الأعمال بغرفة صناعة التكنولوجيا، أن صناعة تطبيقات المحمول باتت واحدة من الصناعات الأساسية التى تلعب دوراً رئيسياً فى دعم اقتصاد الشركات المصرية، وتوفير أفكار مبتكرة لمواكبة احتياجات مختلف القطاعات الدولية، خاصة أن الدراسات العالمية أظهرت وصول مدة استخدام الأشخاص للتطبيقات المحملة على الهواتف الذكية إلى 45 يوماً فى السنة، وبنهاية العام الماضى أشارت التوقعات إلى تحميل 223 ملياراً لتطبيقات المحمول عالمياً، بدفع كبير من مستخدمى الدول الناشئة التى تنتشر فيها أكثر الهواتف الذكية الرخيصة، وأضاف أن النسخة الأولى من مسابقة «CIC» التى أعلنتها غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بمثابة خطوة جديدة فى ماراثون التحول الرقمى الذى تقوده الحكومة لتعظيم الاستفادة من الثورة الرقمية الحديثة والإمكانيات البشرية المتميزة فى إثراء الإبداع فى مختلف القطاعات الرئيسية، مؤكداً أن اختيار صناعة الرياضة فى النسخة الأولى، تزامناً مع استضافة مصر لكأس أفريقيا، يعكس أهمية تعزيز مسيرة الابتكار وريادة الأعمال.