«علم وعمل وبناء».. مبادرة مهندس لتعليم الأفارقة «صنعة»: «يتدرب ويقبض»

كتب: سلوى الزغبي

«علم وعمل وبناء».. مبادرة مهندس لتعليم الأفارقة «صنعة»: «يتدرب ويقبض»

«علم وعمل وبناء».. مبادرة مهندس لتعليم الأفارقة «صنعة»: «يتدرب ويقبض»

"خيركم من تعلّم الحرفة وعلّمها"، مبدأ يسير عليه الشاب الثلاثيني الذي قرر تعليم ما ورثه عن أبيه للمحتاجين إليه لكن بإضافة جديدة، وهو تقديمها إلى الأفارقة الموجودين في مصر، علها تكون ذات يوم مصدرًا لـ"الدخل" حينما يعودون إلى بلادهم التي تفتقر إلى هذه النوعية من الأيدي العاملة.

حسين التحيتي، شاب حصل على بكالوريوس إدارة نظم المعلومات، وحاليا يدرس إعلام مفتوح بجامعة القاهرة، ولم يكتف بالناحية الأكاديمية لكنه عمد منذ نعومة أظافره إلى الذهاب إلى ورشة الحدادة برفقة والده في أيام الإجازة حتى يتعلم "الصنعة" وأتقن العمل بها، وأصبح محترفًا بها، حتى قرر أن يعلمها لغيره من الأفارقة الموجودين بمصر، وكان ذلك ضمن مبادرته مع المدرسة الأفريقية الصيفية، التي أقامها مكتب الشباب الأفريقي بوزارة الشباب والرياضة، وعرضها في اليوم الأخير من المبادرة بعد أن استمع لجميع المبادرات ولم يجد أحدًا التفت إلى تلك النقطة.

{long_qoute_1}

"علم وعمل وبناء"، اسم مبادرة "حسين"، حيث شرع بمجرد التفكير فيها إلى السؤال عما تحتاجه الدول الأفريقية؛ ليجد أنها تفتقر إلى أيادٍ عاملة بالمهن الحرفية من أهل البلد، وكان التحق حسين بالمدرسة الأفريقية من خلال معرفته لها عن طريق زميلة حضرت معه مؤتمر الشباب الذي انعقد في جامعة القاهرة العام الماضي.

والمدرسة الأفريقية هي إحدي مشروعات برنامج الوعي الأفريقي في نسختة الرابعة في شكل معسكر تثقيفي يستهدف القيادات الشبابية من محافظات مصر المختلفة الفاعلين والطلاب الوافديين والدبلوماسين الأفارقة من غير المصرييين، تطرح المدرسة عدة مسارات للنقاش الفكري بين الأوساط الشبابية في مجالات (العلوم السياسية، الاقتصاد، الانثروبولوجي، التاريخ، الجغرافيا، الإصلاح المؤسسي، السلم والأمن، أجهزة الاتحاد الأفريقي، بناء القدرات الشخصية، الموارد الطبيعية والمناخ)، تماشيًا مع ترأس مصر للاتحاد الإفريقي والذي زامن العاشر من فبراير الماضي.

اختار "حسين"، بحسب حديثه لـ"الوطن"، مجموعة من الأفارقة خصوصا من دولة السودان، وهي واحدة من أكبر الجاليات الإفريقية بمصر وتوصل إليهم عن طريق أصدقاء مشتركين وبدأ بالفعل في تعليمهم حرفة "الحدادة" بورشته الكائنة بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وتوزيع آخرين منهم على ورش مجاورة في النجارة وتتشكيل المعادن والألوميتال وغيرهم، إلا أنه يحرص على إلحاقهم بورش تسطيع تعليمهم وحسن معاملتهم، وكذلك تعطيهم أجرا نظير عملهم، وهو ما يفعله حسين حيث يعطي للمتدربين معه 100 جنيه في اليوم كما يعطي للمصري بالضبط.

{long_qoute_2}

لا يزال "حسين" يبحث عن شباب أفارقة من جاليات أخرى؛ لإلحاقهم بهذا التدريب علهم عند عودتهم إلى موطنهم يستطيعون خلق فرص عمل، وكذلك يساهمون في إعمار بلادهم بما تحتاجه.

محسن أبقر، شاب من الجالية السودانية بمصر، واحد من الملتحقين بالمبادرة التي دشنها حسين والتحق بورشة "الحدادة" ليتعلمها، يرى، بحسب حديثه لـ"الوطن"، أنها مثمرة ولم يتردد في الالتحاق بها على الرغم من أنه ما زال يدرس بكلية الحقوق جامعة القاهرة، لكنه يذهب إلى الورشة في أيام الإجازة، مرجعًا السبب إلى وجود فرصة عمل إذا ما قرر العودة إلى السودان مرة أخرى "الحرفة مش صعبة بس عاوزة تركيز.. ولازم حرفة عشان المعيشة والمستقبل".

 


مواضيع متعلقة