مأساة أهالي وجدعنة مصريين.. "الوطن" داخل معهد ناصر بعد حادث محطة مصر

مأساة أهالي وجدعنة مصريين.. "الوطن" داخل معهد ناصر بعد حادث محطة مصر
- أسر الضحايا
- التبرع بالدم
- الدعم النفسي
- الدكتورة غادة
- الدور الثاني
- الرعاية الصحية
- الساعة الثانية
- الصدمة النفسية
- العلاقات العامة
- أسر الضحايا
- التبرع بالدم
- الدعم النفسي
- الدكتورة غادة
- الدور الثاني
- الرعاية الصحية
- الساعة الثانية
- الصدمة النفسية
- العلاقات العامة
تقف على مدخل معهد ناصر تنظر يمينا ويسارا تتسائل عن مبتغاك، وماهي إلا لحظات حتى تجد الإجابة حاضرة مع عمال المستشفى، الذين يدلونك على مكان مصابي حادث "محطة مصر".
زحام شديد تجده بمجرد وصولك للدور الثاني، بعض الأفراد أتوا من أجل مساعدة المرضى وذويهم وتقديم يد العون لهم، وآخرون جاءوا للاطمئنان على المصابين، وفئة ثالثة تبحث عن "مركز العلاقات العامة"، ليسألوا عن أسماء بعض المفقودين الذين لم تعرف أماكنهم حتى الآن، لتذهب محاولاتهم هباءً، حيث لم يأت إلى مستشفى معهد ناصر سوى 4 مصابين فقط.
سيدة لم تنقطع عن البكاء تقف جانبا بجوار أحد الجدران، تتجه حولها نظرات الكثيرين، حتى تفصح عن مصابها الجلل، حيث لم تستمر الفرحة كثيرا بين عائلتها، فبعد دخول البهجة والسرور على أسرتها بسبب خطبة أخيها منذ ثلاثة ليالي انقلبت الحياة رأسا علي عقب، إذ فقدت "نور" 3 من افراد اسرتها مرة واحدة "شقيقها العريس وبنت عمتها الصغرى وابن عمها" في حادث قطار محطة مصر.
{long_qoute_1}
"كانوا في فرح ومسافرين لبلدهم سوهاج تاني"، هكذا قالت "نور" وهي ترفع رأسها إلى السماء أثناء بكائها داعية أن يشفي الله شقيق آخر لها، نجي من الحادث، حيث أصيب بحروق بسيطة ومازال في العناية المركزة.
لا تتذكر نور من تفاصيل علمها بالحادث إلا القليل، فبمجرد معرفتها بالحادث من قنوات التلفزيون أصيبت بحالة من الإغماء قبل أن تعود لوعيها فتتصل باشقائها ولكنهم لم يجيبوها لتذهب إلى مستشفى الهلال ليخبروها بانه توفي 3 منهم وتم نقلهم إلى المشرحة، وتم نقل شقيقها الأصغر إلى "معهد ناصر"، لتقضي ليلة أمس واليوم مع أخيها المصاب محمد محمود كمرافقة له إلى أن يأتي بقية أفراد أسرتها من الصعيد.
"حسبي الله ونعم الوكيل في أي واحد مسؤول عن الحادث أي أن كان سائق القطار أو غيره"، دعوات صادقة خرجت من قلب تلك الشابة الثلاثينية، التي حملت الإهمال مسؤولية وقوع حادث القطار، ولا يعنيها هوية المسؤول عنها سواءً كان السائق أو غيره.
تنتظر "نور" وصول عائلتها من الصعيد لمساندتها في تصاريح الدفن والوقوف بجوار شقيقها المصاب "مش معانا إلا ربنا وربنا يتولانا".
وعلى الجانب الآخر وكعادة المصريين في ظهور معدنهم في المواقف الصعبة، حرصت العديد من الفتيات على المشاركة في الحادث الحزين بأي شكل، فاجتمعن في مدخل "معهد ناصر" آتين من أماكن مختلفة في القاهرة لا يعرفن بعضهن ولكن اجتمعن علي مساعدة المرضى وأهاليهم بجميع الأدوار بالمستشفى حتي استقر بهم الحال في الدور الثاني "الرعاية الصحية"، آملين أن يكون المصابين في هذا المكان الذي قصدوه، ولكن فوجئن بزيارة وزيرة الصحة للمصابين مما زاد من استعدادات المستشفى للطوارئ فتم منعهن إثر ذلك من الدخول للمرضى.
يردن تقديم يد العون للمرضى وأهاليهم بالطعام أو الأموال أو حتى المواساة والمساندة النفسية، "الناس كتر خيرها كفاية اللي شافوه في يوم وليلة انقلبت أحوالهم" بحسب مي الفتاة العشرينية.
"جايين نزور الأهالي ونشوفهم ونواسيهم هما محتاجين إيه" بحسب نجلاء التي تركت عملها لكي تأتي إلى المشفي قادمة من "عين شمس"، فاجتمعت مع الشابات على عمل الخير وتنوعت امداداتهم ما بين التبرع بالدم وتقديم الطعام بأشكاله المختلفة، والعصائر والدعم النفسي أيضا لمصابي الحادث وذويهم".
لا تعرف نجلاء فتحي في "الشلة" التي اصطحبتها من أمام المستشفى سوى صديقتها "نور" اللتان اتفقتا سويا على المشاركة بالحدث بأي شكل فهما يعرفان بعضهما منذ أعوام خلال دراستهما بحقوق عين شمس لتقول "نور": "دايما كنت بتبرع بالدم في أي حادث أو واقعة أو حتي من غير مناسبة ولما عرفت حريق محطة مصر جيت معهد ناصر وقلت أتبرع بالدم لقيتهم مش عايزين فقلت أشتري سندوتشات وعصير وأهه أساعد بأي حاجة".
وبينما يقف كل من يريد مساعدة المرضى، لم يغب المسئولون عن الحادث حيث حرصوا على مواساة الناس والمصابين، ففي تمام الساعة الثانية والربع ظهرا، أتت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد لزيارة المصابين، مشيرة إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي لهم ولأهاليهم.
{long_qoute_2}
وحرصت "زايد"، على زيارة جميع المستشفيات التي تُنقل المصابين إليها، "الصدمة النفسية كانت شديدة للغاية عليهم.. وإحنا اللي معنيين بالموضوع ده ولازم نقف جنب الناس"، معتبرة أن الوازرة قدمت الكثير من الدعم لهم: "الحمدلله أهالي المصابين عندهم رضا بقضاء ربنا".
وتنتظر زايد معرفة هوية باقي الجثث المتفحمة في الحادث والذين لم يتم التعرف على هويتهم وذلك بانتظار تحاليل الـdna، موجهة خلال تصريحاتها لـ"الوطن"، الشكر للشعب المصري لوقوفه وحرصه على دعم المرضي وإطلاقهم حملات للتبرع بالدم رغم وجود المخزون الكافي لدى وزارة الصحة، مضيفة: "تكاتف الدولة هو اللي بيدير الأزمات علشان نطلع بأقل الخسائر".
نفس الأمر فعلته وزيرة التضامن الدكتورة غادة والي، التي حرصت على زيارة المصابين أيضا، مشددة على ضرورة دعم الدولة لهم ولأسر الضحايا ايضا مضيفة لـ"الوطن": "لازم نبقي موجودين معاهم من باب المساندة والتواجد الضمني في اي وقت، وإحنا تحت امرهم".
الوازرة عملت علي سرعة صرف التعويضات لأهالي المصابين والضحايا حسبما ذكرت "والي"، معقبة: "التعويض المعنوي أهم من المادي".