«نحيب وهتاف وسجدة شكر».. رحلة أب لتتبع مصير ابنه أمام «مشرحة زينهم»

«نحيب وهتاف وسجدة شكر».. رحلة أب لتتبع مصير ابنه أمام «مشرحة زينهم»
- الأب المكلوم
- السيدة زينب
- بطاقة الرقم القومي
- كعب داير
- مستشفى معهد ناصر
- مشرحة زينهم
- الأب المكلوم
- السيدة زينب
- بطاقة الرقم القومي
- كعب داير
- مستشفى معهد ناصر
- مشرحة زينهم
وسط حالة من الصدمة المصحوبة بالبكاء والنحيب، دخل والد الشاب العشريني أسامة أبو بكر، يتكئ على ذراع شقيقه ونجله وسط عدد من الأقارب والأصدقاء، ممن حضروا إلى مقر مشرحة زينهم في السيدة زينب، ليتحققوا من وفاة نجلهم بعد أن ضاقوا من «اللف كعب داير على المستشفيات» للاطمئنان على ابنهم «دون جدوى».
بالقرب من الحاجز الأمني الحديدي، وقف الأب المكلوم بجانب شقيقه ونجله «محمد» يتشاورون لأختيار أحدهم ليدلف إلى المشرحة للاطلاع على الجثث بحثا عن فقيدهم «أسامة»، ونظرا لكون الأب غير متمالك لأعصابه، قرر ابن شقيقه محمد خوض المغامرة المرعبة بصوت باكي: «خليك يا عمي مش حتقدر.. أنا هدخل أشوفه»، ليربت على كتفه بيد مرتعشة.
بخطوات متثاقلة، يترك «محمد.أ» الشاب العشريني، عمه «والد أسامة» خلف الحاجز الحديدي الذي اجتازه بعد التفتيش الأمني والتحقق من هويته عبر الاطلاع على بطاقة الرقم القومي، ليدخل إلى المشرحة. وبين الدعاء والرجاء من الله أن لا يجد «محمد» على «ابن العم» مرّت «دقائق قاسية كأنها ساعات»، حتى شق صوت باكي من الفرحة وحشة صمت الأهالي: «مش هو يا عمي.. مش أسامة يابا»، ظهر الشاب العشريني مهرولا ليحتضن «والد أسامة» الذي خرّ ساجدًا على الأرض سجدة طالت، بددها خبر التعرف على هوية الابن المفقود وسط الحالات المصابة بالحروق في مستشفى معهد ناصر، لتتعالى أصوات الأسرة مرّة أخرى خلال رحيلهم «الحمدلله.. الشكر ليك يارب.. عايش ابني عايش».