«الطب الشرعى».. «24 ساعة طوارئ» لسحب العينات وإرسال النتائج للنيابة

«الطب الشرعى».. «24 ساعة طوارئ» لسحب العينات وإرسال النتائج للنيابة
- أمن القاهرة
- أهالى ضحايا
- الأجهزة الأمنية
- الأطباء الشرعيين
- الحالة الأمنية
- الحامض النووى
- الحواجز الحديدية
- الدرجة الأولى
- الدنيا مقلوبة
- أجزاء
- أمن القاهرة
- أهالى ضحايا
- الأجهزة الأمنية
- الأطباء الشرعيين
- الحالة الأمنية
- الحامض النووى
- الحواجز الحديدية
- الدرجة الأولى
- الدنيا مقلوبة
- أجزاء
قال مصدر بالطب الشرعى إن مشرحة زينهم استقبلت مساء أمس جثامين 20 من ضحايا حادث حريق قطار محطة مصر، الذى نشب فى الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس، وأسفر عن وفاة 20 وإصابة 40 مواطناً أثناء وجودهم داخل محطة القطار نتيجة الحريق.
وأضاف المصدر أنه بمجرد وصول جثامين الضحايا بواسطة سيارات الإسعاف تم فحصها، وتبين من خلال الفحص أن الجثث فى حالة تفحُّم وتشوه تام، لذلك تم تسلّمها تحت بند جثث مجهولة، وكل جثة أخذت رقماً وتم وضعها فى ثلاجات حفظ الموتى الخاصة بالجثث مجهولة الهوية.
وتابع المصدر أنه بعد الانتهاء من تسلّم جثامين المتوفين وحفظها فى ثلاجات حفظ الموتى، تم استقبال الأهالى فى محاولة للتعرف المبدئى على أقاربهم وذويهم الذى فُقدوا فى الحادث، وتبين اشتباه الأهالى فى عدد من الجثث المجهولة من خلال مشاهدتها، فتم سحب عينات من أحد أقارب الجثة من الدرجة الأولى بالإضافة إلى سحب عينات من الجثة المتفحمة وإرسالها إلى معمل الطب الشرعى، موضحاً أن هذا الإجراء تم على جميع الجثامين، حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول.
{long_qoute_1}
وأشار إلى أن أسرتى المتوفيين بيشوى مجدى كامل، طبيب من محافظة أسوان، وإيفون عياد، من محافظة الإسكندرية، تعرفتا عليهما عن طريق وضوح بعض ملامح أجزاء فى جسميهما، ولكن لم يتم التصريح لهما بالدفن، وتم سحب عينات حتى لا يحدث أى خطأ أثناء تسليم الجثث، لأن الحريق قضى على الملامح نهائياً بالإضافة إلى انتفاخ الجثة وتشققها.
وأوضح المصدر أنه من المتوقع أن تظهر نتيجة العينات خلال ساعات، وبعد ذلك سوف يتم إرسال نتائج العينات الخاصة بتحليل الحامض النووى لجثامين الضحايا وأقاربهم إلى النيابة العامة، ويذهب الأقارب إلى القسم لعمل محضر تعارف، ثم يأتى به إلى مشرحة زينهم لكتابة بيانات الجثة، وبعد ذلك يذهب إلى نيابة الأزبكية لإحضار تصريح الدفن، ثم يذهب لمكتب صحة زينهم لأخذ إخطار بالوفاة وكتابة مقابر البلد التى سوف يتم دفن الجثة بها، على أن يعود مرة أخرى إلى مكتب صحة زينهم لتسلّم شهادة خلال أسبوع، وبعد ذلك يأتى إلى مشرحة زينهم ومعه تصريح الدفن وصورة ضوئية منه، وكذلك أصل بطاقة الرقم القومى وصورة ضوئية منها، ويتم تقديمها فى شباك المشرحة لدى الموظف المختص، ثم يذهب لشراء كفن للمتوفى، وبعد ذلك يتم إخراج الجثة من ثلاجات حفظ الموتى إلى غرفة تغسيل الموتى فى حضور أحد أقارب المتوفى، وبعد الانتهاء من عملية الغسل وتكفين المتوفى، تكون الأهلية قد أحضرت سيارة لنقل الموتى لنقل الجثمان إلى مثواه الأخير.
يذكر أن مصلحة الطب الشرعى أعلنت الطوارئ داخل مشرحة زينهم عقب اندلاع حريق قطار محطة مصر، وتلقّيها إخطاراً من هيئة الإسعاف بوقوع العشرات من الضحايا نتيجة الحريق وتفحم الجثث، وقامت مصلحة الطب الشرعى باستدعاء عدد من الأطباء وفنيى التشريح، كما أصدرت الدكتورة سعاد عبدالغفار، كبير الأطباء الشرعيين، رئيس مصلحة الطب الشرعى، قراراً بالعمل على مدار الساعة للعاملين بمشرحة زينهم وكذلك للعاملين بمعمل تحليل الحامض النووى «دى إن إيه» من أطباء وفنيين وموظفين، حتى الانتهاء من تحليل عينات الضحايا وأقاربهم بالنسبة للعاملين بالمعمل الطبى، وحتى تغسيل وتكفين وخروج الضحايا بالنسبة للعاملين فى مشرحة زينهم.
وفى ذات السياق، فرضت قوات أمن القاهرة كردوناً أمنياً حول مشرحة زينهم بواسطة الحواجز الحديدية على جميع مداخل المشرحة حفاظاً على الحالة الأمنية، وقامت الأجهزة الأمنية بالسماح لاثنين من أقارب كل جثة من ضحايا حريق قطار محطة مصر من الدرجة الأولى بالدخول إلى مشرحة زينهم للتعرف على جثة ذويهم،وكذلك سحب عينات منها تمهيداً لإنهاء إجراءات التسليم.
{long_qoute_2}
وبين صرخات ونظرات ترقُّب أهالى ضحايا حادث جرار «رصيف نمرة 6» بمحطة مصر برمسيس، الذين لم يفصلهم عن جثث ذويهم سوى حاجز مشرحة زينهم، اخترقت سيدة خمسينية ترتدى جلباباً أسود صفوف الأهالى، الذين ظنوا أنها أتت لتسلّم جثة هى الأخرى. «الحاجة هدى» استيقظت صباح الحادث فى منزل ابنتها على نبأ الحادث، التى أخبرتها بأن «الدنيا مقلوبة»، فهناك جثث متفحمة بمحطة مصر إثر اصطدام جرار برصيف المحطة.
«فور رؤيتى لمشهد الواقعة لم أفكر فى شىء إلا أن أكون موجودة مع هؤلاء الناس، فهم بحاجة لأى مساعدة حتى وإن كانت دعاء من سيدة مسنَّة مثلى»، كلمات قالتها «هدى» لـ«الوطن» مفسِّرة أسباب ذهابها إلى المشرحة. وأضافت: «لا أتخيل هذا الشاب الذى تخرج منذ سنوات قليلة فى كليته وجاء إلى القاهرة لاستخراج شهادة تخرج، لكنه مات متفحماً قبل أن يبدأ حياته، وتلك السيدة التى ما زال يبحث أهلها عن جثتها ولم يجدوها حتى الآن». واختتمت حديثها: «مش هأقدر أقعد فى بيتى والدنيا مولعة بالشكل ده، وما ليش حد مات ولا مصاب، بس جيت أشاركهم، نفسى الناس تحس ببعض».