قضايا مخالفات تلاحق مُلاك «ابنى بيتك» السابقين رغم بيعهم الأراضى.. والمسئولون: رجعوها للدولة

قضايا مخالفات تلاحق مُلاك «ابنى بيتك» السابقين رغم بيعهم الأراضى.. والمسئولون: رجعوها للدولة
- ابني بيتك
- مخالفات
- الإسكان
- الشهر العقارى
- ملاك الوحدات السكنية
- مخالفات الأراضي
- ابني بيتك
- مخالفات
- الإسكان
- الشهر العقارى
- ملاك الوحدات السكنية
- مخالفات الأراضي
منذ نحو 10 سنوات، أعلنت وزارة الإسكان عن طرحها لأراضى مشروع «ابنى بيتك»، الذى يحصل من خلاله الشباب محدودو الدخل على قطعة أرض مساحتها 150 متراً بالمدن الجديدة، على أن يبنى عليها بيتاً مساحته 75 متراً، وبقية المساحة تخصص لبناء حديقة، تهللت حينها أسارير كل المستحقين لحظة تسلمهم الأراضى، لم يخطر ببال أحدهم أنها ستكون سبباً لشقائه فيما بعد، وستطارده بعد بيعها لعنة جميع القضايا والمخالفات التى يرتكبها الملاك الجدد، وتدافع الجهة المسئولة عن موقفها بعدم الاعتراف بعمليات البيع والشراء لأنها لم تتم تحت رعايتها وبإشراف منها.
محمد سليمان، 39 عاماً، أحد الملاك القدامى لقطعة أرض تابعة للمشروع بمنطقة العاشر من رمضان: «من ساعة ما تسلمناها ملتزمين بشروط الدولة وماخالفناش، لكن لما بعتها، اللى اشترى بعدى خالف، وبنى على مساحة الحديقة بخلاف مساحة الشقة الأصلية»، يقوم جهاز العاشر من رمضان برصد هذه السلوكيات وتحرير محاضر مخالفات ضد عدم الملتزمين: «المشكلة إن الجهاز رافع القضايا على الملاك القدامى اللى هم أصلاً باعوا الأراضى دى، وموثقين البيع فى الشهر العقارى»، يحمل «سليمان» وثائق البيع والشراء متوجهاً للجهاز لعرضها ومحاولة إخلاء مسئوليته عن سلوكيات الملاك الجدد، لكن دون جدوى: «الجهاز مش راضى يعترف بعقود البيع، والموظف يقول لى ماليش دعوة، اسمك أنت اللى ظاهر عندى كمالك للبيت، والمخالفة متسجلة عليك أنت».
{long_qoute_1}
أدى ذلك لجرأة الملاك الجدد على المخالفة، مطمأنين إلى أن يد القانون لن تطولهم، بل ستطارد الملاك القدامى فقط: «عشان كدا الناس كلها بتخالف بقلب جامد، لأنها عارفة إنها مش هتتعاقب، ومعظم البيوت دى اتباعت، لذلك المشكلة متكررة مع ناس كتير». اختفت جراء ذلك المساحات الخضراء، وتحولت «العاشر من رمضان» إلى منطقة عشوائية: «الجهاز لما بيرفع علينا قضايا، بنوكل محامى على حسابنا، ياخد مستندات البيع ويلجأ للقضاء، لكنه وقّف استقبال القضايا دى، وبقا فيه أحكام على المخالف بالحبس والغرامة» يختتم حديثه قائلاً: «مشكلتى الوحيدة إن كان عندى شقة فى مشروع (ابنى بيتك) وبعتها، بقت كابوس بيطاردنى».
محمد عبدالمنعم، مالك سابق لوحدة سكنية بالعاشر من رمضان: «بيتنا بعد ما بعناه المشترى خالف الشروط، واستغل مساحة الأرض كاملة، والجهاز بيسجل المخالفات على المالك الأصلى اللى هو أنا، رغم إنى بايع فى الشهر العقارى، بعد مرور 7 سنين على التسلم، وهى المدة المشروط مرورها للبيع بعدها»، مخالفات المالك الجديد تطارد «عبدالمنعم»: «اللى اشترى منى خالف من تقريباً 6 شهور، ومنتظر إخطار المخالفة يجيلى فى أى وقت، والقضية بيبقى فيها حبس وغرامات، وفيه ناس فعلاً اتحكم عليها لنفس السبب».
يكمل حديثه مستنكراً: «حتى شرطة المرافق لما بتلاحظ المخالفات بتقطع الكهرباء والمياه عن البيت، فالمالك الجديد يسرق كهرباء من الوحدات المجاورة، فيترفع عليه قضايا من شركة الكهرباء وطبعاً بتتسجل باسم المالك الأصلى برضه». يتكرر الأمر مع محمد عبدالرحمن، مالك سابق لإحدى الوحدات السكنية فى مساكن عثمان بالعاشر من رمضان: «معظم أصحاب شقق الإسكان القومى أو ابنى بيتك باعوا وده حقهم، لكن الجهاز رافض يعترف بكده» يواجه «عبدالرحمن» مشكلات تسبب فيها المالك الجديد: «فتح الشقة محل صيانة، ولما كلمته قال لى أنا شاريها دور أرضى عشان أفتحها مشروع، وطبعاً ده ضد شروط الدولة للمنتفعين بالأراضى دى»، يكمل «عبدالرحمن» حديثه غاضباً: «يعنى أنا قاعد فيها 5 سنين، ولما أبيعها واللى يشتريها يخالف أتحاسب أنا؟».
{long_qoute_2}
باع «عبدالرحمن» البيت فى عام 2013: «الجهاز مابيعترفش غير بنقل الملكية فقط، لكن ماحدش بيتعامل بيها، لأنها بتاخد إجراءات كتيرة جداً، لازم يذكر فيها المالك الجديد هيدينى فلوسى إمتى، وهيحاسبنى إزاى، وإجراءات تمتد لـ3 شهور، وفيها تعنت وروتين ومصاريف كتيرة كمان».
يواجه الملاك السابقون تنصل الملاك الجدد منهم وعدم تعاونهم عند مطالبتهم بإيقاف خرق الشروط التى أقرتها الدولة للمنتفعين بتلك الأراضى: «بيقولوا لنا مالناش فيه، لأنه عارف إنه مش هيتعاقب، وفى أحسن الأحوال يقول لى ماشى أنا معاك وتحت أمرك فى اللى أنت عايزه، وفى الآخر مايردش على التليفون»، يكمل حديثه مبرراً غضبه: «أنا شغال فى بنك، بيتعمل عنى تحريات كل 3 شهور، لما يلاقوا عليا قضية ولا عليا سنتين حبس هاتفصل من شغلى بالظلم، وده مايرضيش ربنا أبداً».
ومن ناحيته قال «عبدالمنصف الرفاعى» رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان إنه لا يعترف بأى عقود بيع أو شراء لا تتم بإشراف الجهاز: «لما يبيعوا بينهم وبين بعض على المصطبة أنا هاعرف منين»، وأكد أنه نتيجة لذلك وفى حال تم البيع وارتكب المالك الجديد مخالفات ستسجل على المالك الأصلى.
{long_qoute_3}
ويوضح «الرفاعى» أن الدعم المقدم من خلال مشروع «ابنى بيتك» يفرض عدة شروط على المنتفعين السابقين فى حال رغبتهم فى البيع، وتتضمن عملية نقل الملكية تحت إشراف الجهاز عدة إجراءات، يتحقق من خلالها الأخير أن المالك الجديد لم يتلق دعماً سابقاً من الدولة: «ياخد شهر ولا اتنين، لأنى باتصل بكل الأجهزة الأخرى بجوابات رسمية، ودى إجراءات قانونية ولوايح محطوطة أنا بنفذها، لأنى جهة تنفيذية مش تشريعية».
وينصح «الرفاعى» المتضررين بإنذار المخالفين أنه فى حال عدم التراجع عن المخالفات فى مدة أقصاها شهر، سيتوجه المالك الأصلى إلى الجهاز ويتنازل عن المسكن له دون مقابل، وحينها سيتولى الأخير مهام الإخلاء وطرد المالك الجديد المخالف، وبذلك يتخلص المالك الأصلى من جميع القضايا والمخالفات التى تلاحقه».