القمة «العربية - الأوروبية» تُعيد الأضواء إلى «شرم الشيخ»: «ربيع طول السنة»

كتب: إمام أحمد

القمة «العربية - الأوروبية» تُعيد الأضواء إلى «شرم الشيخ»: «ربيع طول السنة»

القمة «العربية - الأوروبية» تُعيد الأضواء إلى «شرم الشيخ»: «ربيع طول السنة»

غادر رؤساء وقادة الوفود الرسمية المشاركون فى أعمال القمة العربية - الأوروبية، فيما ظلت أضواء مدينة شرم الشيخ متوهجة، تفتح ذراعَيها لكل الجنسيات التى جاء أصحابها من بلدان متفرقة لقضاء بعض الأيام الهادئة تحت سماء مدينة السلام.

وتزامناً مع انعقاد القمة الأولى من نوعها، والتى انتهت فعالياتها الاثنين الماضى، شهدت أسواق المدينة حركة واسعة، ولم تخلُ المطاعم و«الكافيهات» من الزبائن طوال ساعات الليل، فيما اكتظت الشواطئ بالمواطنين مع إشراق شمس الصباح.

المصريون العاملون فى «شرم» سواء الأهالى المقيمون أو الوافدون من المحافظات، اعتبروا القمة «فتحة خير عليهم»، وهذا هو الوصف الذى استخدمه إبراهيم سعد، سائق «تاكسى»، يعمل فى المدينة منذ 12 عاماً، يقول: «أنا باشتغل هنا قبل ما أى أحداث سياسية تحصل فى البلد، لما قامت الثورة فى 2011 الأمور اتهزت عندنا، والسياحة ما بقتش زى الأول، وبعدين جت فترة الإخوان وبعدها حادث الطائرة الروسية كمّلوا على الباقى».

{long_qoute_1}

سنوات صعبة قضاها «إبراهيم» الذى رفض مغادرة المدينة رغم «وقف الحال» الذى أصابه، إلا أن «الأمور بدأت ترجع إلى مجاريها» خلال العامين الماضيين تحديداً، يضيف: «الدنيا استقرت، وبقى فيه أمان، والمؤتمرات الكبيرة فى شرم الشيخ أكدت كده للعالم كله»، ويعتبر أن القمة «العربية - الأوروبية» التى حضرها زعماء ورؤساء من دول عديدة «دفعة جديدة» للسياحة، ويستطرد: «لمست ده بنفسى، السائح هنا أجنبى أو عربى لما بيعرف إن رؤساء العالم عندنا بيطمّن أكتر ويفرح وسُمعة البلد بتبقى أحسن، ويتشجع ييجى تانى».

السياحة هى المستفيد الأول من القمم والمؤتمرات التى تستضيفها مدينة السلام، الأمر نفسه أكده بلال حسن، الذى يعمل فى أحد بازارات منطقة الـ«سهو سكوير»، وترافقه زوجته فى العمل، يقول: «المؤتمرات ساهمت فى إعادة السائح مرة أخرى، لأن رؤساء الحكومات لما بييجوا هنا بنفسهم ويشوفوا الوضع والأمان والاستقرار بيتأكدوا إنه مفيش ما يمنع من فتح الباب قُدام مواطنيهم للسفر إلى شرم، دلوقتى بقى عندنا جنسيات من كل الدول زى زمان».

عدد السائحين فى المدينة ارتفع بشكل كبير على مدار العامين الماضيين، بحسب ما تقوله الزوجة أيضاً: «إحنا عدَّى علينا أيام هنا مفيش سائح بيدخل البازار، دلوقتى بيدخل علينا ناس من روسيا وأوكرانيا وإيطاليا وكل مكان، ده غير السائح العربى، خاصة السعوديين والكويتيين».

النظرة الإيجابية لدى المصريين لم تختلف لدى الأجانب أيضاً، حيث أكدوا سعادتهم بعقد القمة فى المدينة التى يقطعون لها مسافات طويلة لقضاء راحتهم، يقول الألمانى «توم»: «سعداء بالإقامة فى هذه المدينة الرائعة، وأعتقد أن رؤساء الدول والحكومات أُعجبوا بها أيضاً»، وأضاف مداعباً: «ربما فكَّر أحدهم فى قضاء بعض أيام العطلة هنا وعدم الاكتفاء بزيارة رسمية». «توم» الأربعينى جاء إلى المدينة بصحبة أسرته وعدد من أصدقائه ضمن فوج ضم 11 فرداً، ويضيف: «نشعر بالأمان بالتأكيد، وهواء المدينة منعش، والشمس لم أرَ مثلها فى بلد آخر». الأوكرانية «مارى»، 28 عاماً، قررت زيارة شرم الشيخ برفقة صديقتها، وأبدت سعادتها بالأجواء التى تشهدها المدينة على كل المستويات، قالت: «سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، شرم الشيخ رائعة، وهى مدينة معروفة فى الخارج، وسمعتها جيدة، لذلك تستضيف الأحداث الرسمية الكبيرة، وهى مكان مناسب لقضاء الإجازات والأوقات السعيدة». كان الرئيس عبدالفتاح السيسى اختتم، أمس الأول، أول قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى بمدينة شرم الشيخ، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، حيث بحثوا سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.

وجسَّدت القمة مكانة مصر السياسية على الساحة الدولية، وضمت أضخم حضور دبلوماسى من الجانبين العربى والأوروبى على المستوى الرئاسى، وناقش المشاركون التحديات التى تواجه الطرفين، وفى مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وملفات النزاعات، والقضية الفلسطينية.


مواضيع متعلقة