رامي مالك يحمل لواء «الشريف» عالميًا.. «مصر ولّادة»

03:41 م | الاثنين 25 فبراير 2019

تألق العديد من الممثلين المصريين في السينما العالمية واستطاع البعض منهم تحقيق نجاحات كبيرة ونافسوا أشهر النجوم العالميين على أهم الجوائز الفنية والسينمائية وتفوقوا عليهم، على رأسهم الفنان عمر الشريف وأخيرًا الفنان رامي مالك من أصول مصرية.

وقد لا يعرف العديد من الجيل الحالي الإنجازات التي حققها النجم الراحل عمر الشريف في السينما العالمية والجوائز التي حصدها، ومن أشهر أدواره "دكتور زيفاجو"، و"لورنس العرب"، وترشح لجائزة الأوسكار كما نال ثلاث جوائز "جولدن جلوب"، وجائزة "سيزر".

وقال الناقد الفني طارق الشناوي، إنه وبالرغم من أن رامي مالك وعمر الشريف يؤكدون اعتزازهم بمصريتهم إلا أن هناك اختلاف كبير بينهم، وذلك لأن الأخير انطلق من السينما المصرية، ولدية رصيد كبير في السينما المصرية وعمل مع مخرجين مصريين مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف كمال الشيخ وعاطف سالم، قبل أن يبدأ انطلاقته العالمية، وحينما عاد قدم أعمال مصرية جديدة، ومن جانب أخر رامي مالك حالة مختلفة لأنه لم يولد في مصر ولم يقدم أعمال مصرية وانطلاقته كانت من الخارج.

وأضاف لـ"الوطن" أن عمر الشريف على المستوى العالمي كان اسم كبير جدًا وقدم مسيرة رائعة ورشح للأوسكار، ولم يفوز بها في اللحظات الأخيرة، كما رشح لجائزة الـ"جولدن جلوب"، وفاز بها.

وأوضح "الشناوي" أن رامي مالك انطلق بقوة دفع أكبر من "الشريف"، ومازال أمامه الوقت لتحقيق المزيد، ولكن من الصعب أن نقارن بين نجاح لحظي ونجاح تراكمي، ومسيرة مثل التي قدمها "الشريف".

وأكد "الشناوي" أنه حتى الآن تظل مسيرة عمر الشريف هي الأقوى والأكثر تميزًا، ومن أفضل الممثلين العرب اللذين مثلوا في السينما العالمية حتى الآن.

وفيما يلي تلقي "الوطن" الضوء على مسيرة الفنانان رامي مالك والنجم عمر الشريف في السينما العالمية:

- عمر الشريف:

ولد الفنان عمر الشريف في 10 أبريل 1932، باسم "ميشيل ديمتري شلهوب"، بالإسكندرية من أسرة قبطية كاثوليكية من شوام مصر من أصول سورية لبنانية، وكان والده تاجر أخشاب، وكان يريد أن يعمل ابنه في نفس المهنة إلا أن "ميشيل"، الصغير كان يحب التمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس بها، والتي زامل فيها المخرج العالمي يوسف شاهين الذي علم بقصة حبه للتمثيل وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي".

وذلك الفيلم كان نقطة تحول كبيرة في حياة النجم الراحل وأصبح عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي رومانسي شهير، وفي عام 1955 تزوجا بعد أن أعلن "الشريف" إسلامه، بعد قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، لتنطلق مسيرة الثنائي في العديد من الأفلام التي جمعت بينهم بعد ذلك مثل "صراع في الوادي، أيامنا الحلوة، صراع في الميناء، لا أنام، سيدة القصر، نهر الحب، أرض السلام".

وفي أوائل الستينات التقى عمر الشريف بالمخرج العالمي ديفيد لين الذي اكتشفه وقدّمه في العديد من الأفلام بعد نجاحه في فيلم "لورنس العرب"، عام 1962، وترشح عن هذا الدور لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، كما نال جائزة الكرة الذهبية عن نفس الدور، فضلًا عن الشهرة التي نالها بعد ذلك، ليصبح نجمًا في أوروبا وأمريكا يتابع الجمهور أفلامه بشغف.

وقدم "الشريف" أدوارًا في عدة أفلامٍ منها فيلم دكتور زيفاجو "Doctor Zhivago"، وفيلم "The Yellow Rolls Royce"، وفيلم "Green Ice".

وفي السبعينيات، قام بتمثيل فيلم "The Last Valley"، وفيلمي "The Tamarind Seed" ،"Jaggernaut"، ولكنها لم تلق النجاح المنتظر لعدم اهتمام الغرب بالأفلام الرومانسية حينها، وبعد ذلك قل ظهوره وقام بأدوار مساعدة مثل دوره في فيلم "The Pink Panther Strikes Again".

قام عمر الشريف بتمثيل أدوارٍ كوميدية منها دورة في فيلم "Top Secret" عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات، وكضيف شرف ساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه، كما في فيلم "The 13 Warrior"، عام 1999، وظهر أيضًا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.

واشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء.

وفاز عمر الشريف بجائزة "جولدن جلوب"، لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1966 عن دوره في فيلم دكتور زيفاجو، وفاز بجائزة "جولدن جلوب" عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في "لورنس العرب"، فضلاً عن جائزة "جولدن جلوب"، للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من تيرينس ستامب وكير دولا وبيتر أوتول، ونال الكثير من الجوائز.

وفي عام 1962 رشِح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد ولكنه لم يفوز بها وذلك لدوره في فيلم "لورنس العرب"، وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي، وحاز أيضًا في نفس العام جائزة "سيزر" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وأزهار القرآن"، لفرانسوا دوبيرون، كما حصل على جائزة "الأسد الذهبي" من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.

- رامي مالك:

ولد رامي سعيد مالك في لوس أنجلوس، كاليفورنيا في أسرة قبطية أرثوذكسية مصرية الأصل، وكان والده يعمل مرشدًا سياحيًا في القاهرة، وبعدها عمل في التأمينات، ووالدته كانت تعمل كمحاسبة، ولدى "مالك"، أخ توأم مطابق له في الشكل يدعى "سامي"، وهو أكبر منه بـ4 دقائق، ويعمل كمدرس ولديه أخت أكبر سنًا وهي طبيبة.

حصل على شهادة في الفنون الجميلة عام 2003 من جامعة Evansville في ولاية إنديانا، ثم عاد إلى لوس أنجلوس، ليبدأ مسيرته الفنية عام 2004 عندما حصل على دور كضيف في المسلسل التلفزيوني Gilmore Girls، وقدم العديد من الأادوار الثانوية أشهرها في عام 2006، حينما قدم "مالك"، دورًا مستوحى من أصوله المصرية كفرعون Ahkmenrah في فيلم "Night at the Museum"، وظهر أيضًا في الأجزاء الأخرى بنفس الدور في "Night at the Museum: Battle of the Smithsonian (2009) وNight at the Museum : Secret of the Tomb(2014).

كما قدم "مالك" الدور الرئيسي في مسلسل الدراما الحائز على عدة جوائز Mr. Robot بدوره كقرصان كومبيوتر، الذي عرض لأول مرة في 2015، بسبب أدائه الفريد والمتميز، وحصل على ترشيحات لجائزة "Dorian"، وجائزة "Satellite"، وجائزة "Golden Globe"، وجائزة "Screen Actors Guild"، فضلًا عن ربحه جائزة "Critics Choice Television"، لأفضل ممثل في سلسلة الدراما وجائزة "Emmy"، عن فئة أفضل ممثل متميز في سلسلة درامية.

وأعلن في عام 2016 عن أول دور بطولة له، في فيلم "Buster's Mal Heart"، وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وحصل على أراء إيجابية، حيث يلعب مالك شخصيتين هما "Jonah"، و"Buster".

وفي نفس العام أعلن أنه سوف يمثل دور النجم الراحل والأسطورة الغنائية فريدي ميركوري "Freddie Mercury"، في الفيلم الواقعي "Queen biopic, Bohemian Rhapsody".

وترشح رامي مالك لعدة جوائز في عام 2016 عن دوره في مسلسل "السيد روبوت"، وهم "جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل مسلسل تلفزيوني دراما ولم يفوز، وجائزة ستالايت لأفضل ممثل عن مسلسل تلفزيوني درامي ولم يفوز، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، أفضل ممثل في مسلسل درامي ولم يفوز".

فيما فاز "مالك" بجائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي باختيار النقاد للتلفزيون، وجائزة "الإيمي برايمتايم"، أفضل ممثل رئيسي في مسلسل درامي.

وحصد "مالك"، جائزة الأوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم "Bohemian Rhapsody"، وحصل الفيلم على 3 جوائز أخرى وهي أفضل مونتاج ومكساج ومونتاج صوتي، وحقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 861 مليون دولار منذ طرحه في دور العرض حول العالم يوم 2 نوفمبر من العام الماضي، واستطاع الفيلم أن يجني تكلفة إنتاجه في خلال أسبوعين تقريباً من طرحه.