"أحمد" يلجأ إلى رمال شاطئ البحر الحي بالإسكندرية لإسعاد "حصانه"

كتب: نرمين عصام الدين

"أحمد" يلجأ إلى رمال شاطئ البحر الحي بالإسكندرية لإسعاد "حصانه"

"أحمد" يلجأ إلى رمال شاطئ البحر الحي بالإسكندرية لإسعاد "حصانه"

نحو التخفيف عن الخيل و"دلعه" واحتياجه إلى شعوره بالاسترخاء وتجديد النشاط والحصول على قسط من الراحة، يصطحب أحمد مصطفى، الشاب البالغ من العمر 21 عاما، والحاصل على الشهادة الإعدادية، حصانه في أوقات الذروة بعد إنهاء عمله إلى شاطئ البحر الحي المجاني، للاستفادة من رماله الناعمة، بعد يوم منهك حيث يتجول سيرا بحثا عن الرزق من بيع الروبابيكيا، كعادة غيره من المتجولين بعربات الخيول.

ويقول "مصطفى" إنه يأخذ حصانه في موسم الشتاء لاستحمام جسده بالرمال الناعمة، وتقشير وصنفرة بشرة الجلد الجاف والتخلص من اسمرار القدمين والساقين، والتي يتركز عليها الكتل الطينية الداكنة اللون، ما يعكر صفو الخيل وجماله، فضلا عن إعطائه وقتا للاستجمام بمواد الطبيعة الرطبة دون أن يكلفه شيء من شراء الصابون والمطهرات، تلك العملية الحديثة التي تستغرق 15 دقيقة: "أنا ابتدعت الحكاية.. وهي الفكرة جديدة والحصان فعلا بيخرج بعدها نشيط جدا".

ويضيف "مصطفى" لـ"الوطن"، أن "وسائل العربجية في الاهتمام بالخيول كثيرة؛ فبعضهم يلجأون إلى فرشاة حديدية وصابون لتنظيف الخيل في موسم الشتاء وبعضهم يذهبون به إلى الاستحمام بمياه البحر مباشرة، دون رحمة بجلد الحيوان وشعوره ببرودة المياه وسوء الطقس إحنا لازم يبقى في قلوبنا رحمة، ونحس بالحيوان اللي مسؤولين عنه والسبب في أرزاقنا".

يفضل الذهاب إلى شاطئ البحر الحي المتميز بحبيبات الرمال الناعمة، والتي يحتاجها جلد الخيل دون شواطئ أخرى رمالها خشنة الملمس: "الحصان بيستمتع بالرمل هنا عن أي شاطئ آخر، وبيلعب وبيرتاح، وبيحب يشم الرمل وبيتأثر بمزاجه"، موضحا أنه يستنشق رائحتها المنغمسة بـيود البحر، والتي تؤثر على مزاجيته واستجابته لأمر الحركة والسرعة.

ويقول إنه ورث الخيل عن والده، الذي كان يتبع الآخرين في التعامل مع الحيوانات: "هنا الحصان بيبقى سعيد، وبترجع حيويته ويعود عنفوانه من جديد، مؤكدا أن تلك العملية التي يكررها للخيل كل 5 أيام".

ويفرق أحمد بين موسم الصيف والشتاء، حيث إن الأول يعتمد على الوسائل المتاحة لتنظيف الخيل من الماء والصابون في مكان البيات، ويقول: "أنا واحد من مليون حالة، حيث يلجأ إلى تلك الحيلة الذكية لإسعاد وسيلته في الحصول على الرزق".


مواضيع متعلقة