هل كان برأس أسد؟.. بريطانيون يطرحون نظرية جديدة حول "أبو الهول"

كتب: عبدالله إدريس

هل كان برأس أسد؟.. بريطانيون يطرحون نظرية جديدة حول "أبو الهول"

هل كان برأس أسد؟.. بريطانيون يطرحون نظرية جديدة حول "أبو الهول"

قال فريق علماء مصريات بريطاني متخصص في الآثار الفرعونية، إن رأس تمثال أبوالهول الماثل أمام أهرامات الجيزة في مصر، كان في أصله رأس أسد على الأرجح، وهو خلاف للاعتقاد السائد بأن التمثال تم نحته بوجه أسد ورأس إنسان ليشبه أحد ملوك الفراعنة.

وبحسب صحيفة "ذا إكسبريس" البريطانية، فإن فريق العلماء البريطاني قد توصل في نتائج بحثه عام 2008، إلى أن رأس تمثال أبوالهول ربما كان أسداً في الحقيقة وليس رأس إنسان كما هو الإعتقاد الشائع، وربما يكون التمثال نفسه أقدم بكثير من الأهرامات الثلاثة التي تقع خلفه، عكس ما هو معروف بأن الأهرمات بنيت قبل تمثال أبوالهول.

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن فريق العلماء البريطاني توصل في نتائج بحثه إلى أن تمثال أبوالهول أقدم بكثير مما كان يعتقل من قبل.

وأشار أحد علماء الفريق يدعى كولين ريدر، وهو أيضاً سكرتير جمعية مصر القديمة في مانشستر، إلى أنه وجد أن عوامل التعرية بسبب الأمطار على غلاف أبوالهول، وهو ما يشير إلى أنه بُني قبل سنوات كثيرة من بناء الهرم الأكبر، عكس الاعتقاد المعروف بأن أبوالهول قد تم بناؤه بعد فترة قصيرة من الهرم الأول، قبل حوالي 4500 عام.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "ريدر" يعتقد بأن القصر المغمور على هضبة الجيزة يقدم دليلا آخر على وجود نشاط في المنطقة قبل بناء الأهرامات، حيث إن أسلوب بنائه أقدم من المقابر الأخرى في المنطقة.

واستخدم خبراء المصريات البيانات البحثية لمعرفة زمن إنشاء أبوالهول والهرم الأكبر، وتم عرض ما تم التوصل إليه في الفيلم الوثائقي "أسرار مصر" الذي عرض في القناة الخامسة البريطانية عام 2008.

ويعرض الفيلم الوثائقي نتائج ما توصل إليه بعض الباحثين، من أن جسد ورأس تمثال أبوالهول غير متناسبين، ما يوحي بأنه لم يكن في الأصل رأس إنسان.

وقال المهندس المعماري الأثري جوناثان فويل، أحد أعضاء فريق علماء المصريات البريطاني: "كان الرأس والجسم غير متناسبين بشكل كبير، ويمكن أن يكون السبب في ذلك هو أن أبوالهول كان في الأصل رأسًا مختلفًا تمامًا، حيث ربما كان رأس أسد، ووفقا لهذه النظرية، فقد تم لاحقا إعادة نحت رأس التمثال ليشبه رأس إنسان بعد ذلك".

وبالنسبة للمصريين القدماء، كان الأسد رمزا للقوة، وربما وجهه أكثر قوة من الوجه الإنساني، وبالنظر إلى أن التمثال يحتوي بالفعل على جسم أسد، فمن المنطقي بالنسبة للخبراء أن يكون له وجه الأسد في الأصل قبل أن يتم إعادة نحته وتغيير ملامحه لتشبه وجه إنسان، بحسب الصحيفة البريطانية.

ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أنه خلال تاريخ مصر في العصور الأولى، كانت الأسود تعيش في براري الجيزة والمناطق المحيطة بها، ويعتقد معظم علماء المصريات أن تمثال أبوالهول العظيم يمثل الشبه للملك خفرع، صاحب الهرم الأوسط من الأهرامات الثلاثة، وخلص أحد علماء الفريق البريطاني، وهو عالم الجيولوجيا روبرت شوش، إلى أن أبو الهول يجب أن يكون أقدم بكثير مما يعتقد حالياً، حيث أكد "شوش" أن آثار عوامل التعرية التي تم العثور عليها في جسم تمثال أبو الهول والخندق المحيط به تشير إلى أنه قد تم نحته قبل بناء الأهرامات.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "شوش" يرى أن عوامل التعرية التي شهدها تمثال أبوالهول تدل على أن تاريخ البناء لا يتجاوز الألفية السادسة قبل الميلاد أو الألفية الخامسة قبل الميلاد، أي قبل ألفي سنة على الأقل قبل تاريخ البناء المشهور على نطاق واسع و1500 سنة قبل التاريخ المعروف لبداية الحضارة المصرية.

ويخلص الفريق البريطاني إلى أن تاريخ بناء أبوالهول أقدم بمئات السنين من التاريخ المعروف له، وهو ما يعني أن تمثال أبوالهول كان نتاجا لفترة الأسرات المتأخرة.


مواضيع متعلقة