أبقى على 400 جندي.. ما سبب تراجع ترامب عن الانسحاب من سوريا؟

كتب: عبدالله إدريس

أبقى على 400 جندي.. ما سبب تراجع ترامب عن الانسحاب من سوريا؟

أبقى على 400 جندي.. ما سبب تراجع ترامب عن الانسحاب من سوريا؟

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، الإبقاء على ما يقرب من 400 جندي أمريكي من القوات المشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا، حالة من الجدل بعد أن أعلن في نهاية ديسمبر الماضي، سحب القوات الأمريكية بالكامل والخروج من سوريا في جدول زمني قصير.

وأكد ترامب، اليوم، أنه لم يتراجع عن قرار الانسحاب من سوريا، وأن الإبقاء على هذا العدد من الجنود يهدف لحماية المصالح الأمريكية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أي دولة عندما تعلن النصر على الجماعات الإرهابية، فهناك 3 مراحل في الغالب لإعلان هذا الانتصار، أولا إعلان انتصار كامل، تليها مرحلة شكوك متزايدة تدريجيا، وفي النهاية الاعتراف بأن الأمور قد تكون أكثر تعقيدًا قليلاً مما كان يُفترض في السابق، موضحة أنه وفيما يتعلق بتنظيم "داعش" الإرهابي، انتقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة مباشرة في غضون شهرين.

وأكدت الصحيفة "في تحول مفاجئ وجزئي، أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز أن مجموعة صغيرة لقوات حفظ السلام من نحو 200 جندي ستبقى في سوريا لبعض الوقت، ولا تزال المهمة الموسعة مستمرة مؤقتا، لكن إعلان ساندرز كان بعيدًا عن اليقين، فالنصر الوشيك والطويل المدى الذي أعلنه ترامب في ديسمبر الماضي، أعقبه توقع أن تغادر جميع القوات الأمريكية سوريا بحلول نهاية أبريل، فما الذي تغير؟".

وتابعت: "ظلت المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا، تتقلص في الأشهر الأخيرة، حيث أظهرت الخرائط أن جزأين من سوريا يسيطر عليهما المسلحون، لكن معظمها تقريبا غير مأهول بالسكان، وفي الواقع، تقلصت أراضي داعش الآن إلى جزء صغير من قرية باجوز، والتي من المتوقع أن تسقط قريبا أيضا، وعلى الرغم من التطورات الإقليمية، فقد أظهر الشهران الماضيان أن استعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم لا يؤدي تلقائيًا إلى الانتصار عليه مباشرة".

وقالت "واشنطن بوست": "لا يزال يُعتقد أن هناك الآلاف من مقاتلي داعش في سوريا والعراق، وأثار قرار الولايات المتحدة بالانسحاب مخاوف من أن هذا العدد قد ينمو مرة أخرى، وحتى الآن، كان المقاتلون الأكراد في سوريا قادرين على الاعتماد على حليفتهم الولايات المتحدة في الاحتفاظ بأراضيهم ومراقبة المئات من معتقلي داعش الذين اعتقلوا عندما فقد التنظيم أراضيه، ويهدد الأكراد السوريون، الذين يشعرون بتخلي واشنطن عنهم، بإطلاق سراح مقاتلي داعش المعتقلين للتركيز على معركة محتملة لوجودهم، ولم يكن هذا الرد الكردي مفاجئًا، لكن لا يبدو أن لأوروبا ولا للولايات المتحدة أي خطة للخطوة التالية".

وأشارت إلى أن ما أثار استياء الحلفاء الأمريكيين، دعوة ترامب لأوروبا فيما بعد لاستعادة مواطنيهم من مقاتلي "داعش"، على الرغم من أنه تدخل، الأربعاء الماضي، شخصيا لوقف عودة امرأة أمريكية من ولاية "ألاباما" انضمت إلى تنظيم "داعش" إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن أسباب الإحجام السائد للحكومة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين عن استعادة مواطنيهم يعود إلى أنهم يخشون من أن المحاكم قد لا تتمكن من الحكم على المقاتلين العائدين بسبب نقص الأدلة، ما يسمح لمقاتلي تنظيم "داعش" السابقين بالتجول في شوارع "باريس" أو "لندن" أو "نيويورك"، بدلاً من إرسالهم إلى السجن.

وقالت: "أدت تداعيات إعلان ترامب عن الانسحاب الكامل في ديسمبر الماضي، إلى مخاوف من احتمال أن يحارب حلفاء أمريكيان بعضهما بعضا بعد رحيل الولايات المتحدة، حيث تعتبر الولايات المتحدة حليفا رسميا لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفي نفس الوقت الداعم الرئيسي للأكراد السوريين. في غضون ذلك، تعتبر تركيا الأكراد السوريين متحالفين مع المقاتلين الأكراد على أراضيها وتعهدت بمهاجمتهم بمجرد انسحاب القوات الأمريكية".

وأضافت الصحيفة: "عدة دول أخرى أكثر استعدادا لملء الفراغ في السلطة الذي سيخلقه هذا الانسحاب، فمع وضع إيران بشكل جيد كحليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، عملت القوات العسكرية السورية في السنوات الأخيرة يداً بيد مع الميليشيات المسلحة بقيادة إيران والقوات الروسية، وستتطلع جميع الدول الثلاث إلى توسيع نفوذها على الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد، التي يسيطر عليها حاليا المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة".

وأعربت عن قلقها أيضا من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين، قائلةً: "هل هناك فكرة جيدة للأمريكيين في الانسحاب بسرعة من سوريا؟ أم أنها ستعزز مرة أخرى قدرة إيران وروسيا على ممارسة نفوذهما هناك؟".


مواضيع متعلقة