تايم لاين|«مقتل إبيفانيوس».. من «بِرْكة دماء» حتى إحالة الأوراق للمفتي

كتب: مصطفى رحومة:

تايم لاين|«مقتل إبيفانيوس».. من «بِرْكة دماء» حتى إحالة الأوراق للمفتي

تايم لاين|«مقتل إبيفانيوس».. من «بِرْكة دماء» حتى إحالة الأوراق للمفتي

أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبدالوارث فارس ومحمد المر، وسكرتارية حسني عبدالحليم، اليوم السبت، الستار على قضية قتل الأنبا "إبيفانيوس"، أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، والمتهم فيها وائل سعد تواضروس، المعروف باسم أشعياء المقاري سابقاً، والراهب فلتاؤوس المقاري، بعد أن أصدرت حكمها في القضية، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم.

 

وهي القضية التي مرت بمراحل مختلفه حتى وصلت للمحطة الأخيرة:

المحطة الأولى:

إعلان الكنيسة في 29 يوليو 2018 عن وفاة الأنبا أبيفانيوس، ووصفه المتحدث باسم الكنيسة بالرحيل المفاجئ، قبل أن يتكشف في نفس هذا اليوم أن القضية جنائية وأن الوفاة سببها القتل حيث تم العثور على جثة الأسقف داخل أسوار الدير وسط بركة من الدماء.

 المحطة الثانية:

رفض البابا التستر على الجريمة بحجة الحفاظ على مكانة الكنيسة، وأمر بإجراء تحقيقات مدنية في الحادث والاتصال بالجهات الأمنية التي قامت بتشريح الجثمان يوم 30 يوليو ولتكشف التحريات الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه، أثناء خروجه من القلاية.

 

المحطة الثالثة:

ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم الثلاثاء 31 يوليو 2018 صلوات التجنيز على الأسقف الراحل وكشف وقتها أن الأنبا إبيفانيوس كان مستشاره، وطالب رهبان الدير بالوحدة، بعد أن ظهروا في جنازة «الأنبا إبيفانيوس»، بزيين مختلفين يعكسان استمرار الانقسام، وكان البابا سبق أن طالب الأسقف الراحل قبل رسامته فى 2013، بـ«لم شمل الدير»، بعد الخلافات الفكرية بين متى المسكين، الأب الروحي للدير، والبابا الراحل شنودة الثالث.

المحطة الرابعة:

أغلقت أبواب الدير، وتولى 60 محققاً من أرفع الأجهزة الأمنية التحقيق، لفك خيوط الجريمة، وبعد الاستماع إلى أقوال 145 راهباً، وكافة عمال الدير، تم استبعاد العمل الإرهابي، وحصر الاشتباه في عدد من الرهبان لا يتجاوز أصابع اليدين، وكان «أشعياء المقاري»، الذي يعيش في المزارع خارج الدير، على رأس المشتبه فيهم، لسابق خلافاته مع رئيس الدير الراحل، وسعيه لتكوين جبهة مضادة داخل «أبومقار»، وأنه مهدد بالطرد من الرهبنة، حققوا معه، فكانت أقواله متناقضة، إلا أنهم لم يجدوا أداة الجريمة، فلم توجه له التهمة، لكن وُضع تحت أعين الأمن.

 

المحطة الخامسة:

عقد البابا تواضروس يوم 1 أغسطس 2018 اجتماع للجنة شؤون الرهبنة بحضور 19 من المطارنة والأساقفة لمناقشة انضباط الحياة الرهبانية والديرية، وتم إصدار 11 قرارًا أبرزها وقف رهبنة أو قبول رهبان جدد لمدة عام، وعدم ظهور الرهبان إعلاميًا وعدم دخولهم في أي معاملات مالية.

وفي مساء هذا اليوم أعلن البابا خلال عظته الأسبوعية أن الجريمة قد تكون بسبب "يهوذا" التلميذ الذي سلم سيده للقتل، في إشارة إلى أن المتورط هو أحد الرهبان.

 

المحطة السادسة:

تم تسريب خطاب بتجريد راهبان بدير أبو مقار بينهم اشعياء المقاري قبل أن تنفي الكنيسة ذلك، لتعلن في 5 اغسطس تجريد أشعياء رسميا في قرار بخط يد البابا تواضروس شخصيا.

 

المحطة السابعة:

في 6 أغسطس 2018 حاول الراهب "فلتاؤس المقاري"، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، قبل أن يتم انقاذه ونقله لمستشفى بالقاهرة لتلقى العلاج.

 

المحطة الثامنة:

الإعلان في 8 أغسطس عن قرار نيابة وادي النطرون بالتحفظ على الراهب المجرد، على ذمة التحقيقات، وأحال المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، في 10 أغسطس القضية لنيابة استئناف الإسكندرية لاستكمال التحقيقات فيها.

 

المحطة التاسعة:

قررت النيابة في 11 أغسطس 2018 حبس الراهب المجرد أشعياء المقاري، على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل بعد اعتراف المتهم بجريمته والارشاد عن أداة الجريمة وهو قضيب حديدي تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، بمساعد الراهب فلتاؤس المقاري، خوفا من انفضاح مخالفاتهم المالية والإدارية والأخلاقية.

 المحطة العاشرة:

في 25 أغسطس أصدرت لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس، قرارا بنقل 6 رهبان من دير أبو مقار إلى 6 أديرة أخرى، وذلك بعد قام ممثلين على اللجنة، تحت إشراف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإجراء تحقيقات خلال الفترة الماضية مع عدد من الرهبان، وذلك بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية بعد مقتل الأنبا ابيفانيوس، رئيس الدير.

 

المحطة الحادية عشر:

ترأس البابا في 8 سبتمبر 2018 قداس ذكرى الأربعين لمقتل الأنبا إبيفانيوس، داخل الدير، بحضور عدد كبير من أساقفة الكنيسة، واعتبر مقتل ابيفانيوس بأنها هزة ضربت الكنيسة ولكنه كان جرس إنذار للجميع، مطالبا الجميع بالطاعة لأن الأديرة واحات محبة، ومجددا الثقة في أمين الدير، ومعلنا أنه سيكون رئيس الدير لفترة لحين عودة الهدوء والانضباط له وبعد ذلك يتم رسم رئيس جديد له.

 

المحطة الثانية عشرة:

في 23 سبتمبر 2018، كانت أولى جلسات محاكمة "أشعياء" و"فلتاؤس" في قتل "إبيفانيوس" أمام محكمة الجنايات، برئاسة المستشار جمال طوسون.

 

المحطة الثالثة عشر:

في 26 سبتمبر تم الإعلان عن وفاة الراهب زينون المقاري، وهو أب اعتراف الراهبين المتورطين في القتل والذي نقلته الكنيسة من دير أبومقار إلى دير المحرق في أسيوط، وتم فيما بعد اكتشاف ان الوفاة سببها تناول مواد سامة على سبيل الانتحار.

 

المحطة الرابعة عشر:

تم نظر القضية على مدار جلسات متعاقبة تم خلالها الاستماع لشهادات شهود الاثبات والنفي، ومواجهة المتهمين بتحريات الأمن وتحقيقات النيابة، والاستماع لمرافعة النيابة والدفاع، قبل أن تحجز المحكمة القضية للحكم بجلسة اليوم 23 فبراير 2019.

 

المحطة الأخيرة 

صباح اليوم السبت 23 فبراير 2019، أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبدالوارث فارس ومحمد المر، وسكرتارية حسني عبدالحليم، اليوم السبت، الستار على قضية قتل الأنبا "إبيفانيوس"، أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، والمتهم فيها وائل سعد تواضروس، المعروف باسم أشعياء المقاري سابقاً، والراهب فلتاؤوس المقاري، بعد أن أصدرت حكمها في القضية، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم.

 

 

والأنبا إبيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبًا في 21 أبريل 1984، باسم الراهب ابيفانيوس المقاري، ورسم قساً في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسًا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013.

أما دير الأنبا مقار، يقع بوادي النطرون، وينسب للأنبا مقار وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبنة القبطية، ويعود تاريخة إلى القرن الرابع الميلادي، ويعد الأب متى المسكين الأب الروحي للدير في العصر الحديث، واشتهر الدير ورهبانه بخلافهم فكريًا مع الكنيسة في بعض الأمور اللاهوتية، وحدث صدام بين الدير والكنيسة في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، إلا أن البابا تواضروس أهتم به، وسيم عليه الأنبا أبيفانيوس.

وتبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي على 7 كنائس، وملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.


مواضيع متعلقة