المنيا: 17 ألف جنيه لكل حالة.. وترميم أسقف 100 منزل

المنيا: 17 ألف جنيه لكل حالة.. وترميم أسقف 100 منزل
- ارتفاع أسعار
- الأسر الفقيرة
- الأكثر احتياجا
- التضامن الاجتماعى
- الجمعيات الأهلية
- الحشرات والزواحف
- الحيز العمرانى
- الصباح الباكر
- العمل الميدانى
- برد الشتا
- ارتفاع أسعار
- الأسر الفقيرة
- الأكثر احتياجا
- التضامن الاجتماعى
- الجمعيات الأهلية
- الحشرات والزواحف
- الحيز العمرانى
- الصباح الباكر
- العمل الميدانى
- برد الشتا
الحنفية أنقذتنى من كسفة الجيران، قالتها ربة المنزل تعبيراً عن شدة فرحها بتوصيل مياه الشرب لمنزلها بقرية القيس التابعة لمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا، ضمن مبادرة «سكن كريم»، فيما ظلت جارتها تبكى لأعوام من شدة البرد واقتحام الزواحف والحشرات لغرفة نوم أطفالها، لعدم وجود سقف بمنزلها حتى تحقق الحلم الذى رحم الصغار من حر الصيف وبرد الشتاء.
قالت صباح محمد ربيع، 22 عاماً، ربة منزل، إنها كانت تقيم وزوجها أحمد ربيع عبدالله، 32 عاماً، عامل بمحل كشرى داخل منزل بدون سقف منذ زواجهما قبل نحو 4 أعوام، وكانت الأمطار تتساقط على الأثاث المتواضع وتتلف الألحفة والبطاطين خلال فصل الشتاء، حتى اضطرت إلى الإقامة بمنزل أسرتها فى قرية القيس، لأن زوجها يعمل بالقاهرة وأجازته كل 40 يوماً، ولا تستطيع الإقامة مع طفلتيها سما وروان، فى ظل عدم وجود سقف للمنزل، وأضافت أن المسكن كان معرضاً للسرقة من جانب اللصوص، فاضطرت للإقامة بمنزل بالإيجار حتى فوجئت بالقائمين على مؤسسة مصر الخير يبلغونها باختيار منزلها لتسقيفه، وتم ذلك فى غضون أيام قليلة وتم تركيب أبواب ونوافذ خشبية وأعمال محارة وسباكة ونقاشة لنفس المنزل البسيط، ووجهت الشكر للقائمين على المبادرة بقولها «ربنا يجازيكم عنا كل الخير، كانت حالتنا صعبة وعشنا ليالى وحشة وكنت بعيط طول الشتا من شدة البرد». وقالت إيمان حسان، 30 عاماً، ربة منزل، إنها كانت تعيش مع زوجها ربيع قرنى، 33 عاماً، فى منزلهما المتواضع بدون مياه، وكان أبناؤهما الثلاثة يعانون بشدة بسبب عدم وجود مياه، وكانوا يذهبون لمدارسهم أحياناً دون غسل وجوههم، وعدم قدرة زوجها المالية حالت دون توصيل المياه لمنزلهما، حتى إنها كانت تقطع مسافات طويلة تتجاوز الـ200 متر للحصول على مياه من الطلمبات الحبشية بعدما تعرضت لمواقف محرجة من جانب جيرانها، خاصة أنه كان يصعب عليها أن تطرق أبوابهم فى الصباح الباكر أو فى المساء لتعبئة جراكن المياه من صنابير داخل منازلهم، وتابعت «ولادى فرحوا جداً بدخول المياه للمنزل وفى يوم تركيب الوصلة كانوا يمرحون ويلعبون ويسكبون على بعضهم المياه من شدة الفرح»، وأشادت صفاء شعبان، 22 عاماً، بمؤسسة مصر الخير التى أنقذت أسرتها بعد عمل سقف لمنزلها، وقالت إنها واجهت أياماً مأساوية وصعبة جداً، لأن سقف المنزل كان من جريد النخيل، وطفلاهما آدم 5 أعوام وجنى 3 أعوام، كانا يواجهان أياماً صعبة ولا يتمكنان من النوم فى الشتاء، لأن البرد كان يتسرب من بين الجريد، وكانت الحشرات والزواحف تقتحم المنزل على مدار العام حتى تم تسقيف المنزل وتركيب أبواب ونوافذ وأعمال محارة حولت المنزل إلى مسكن لائق وكريم.
{long_qoute_1}
وقال رمضان محمد أحمد، 24 عاماً، سائق توك توك، إنه كان يعمل فى القاهرة قبل الزواج حتى يستطيع أن يدبر نفقات الزفاف، ويبنى منزلاً للزواج والاستقرار وبعدما نجح فى ذلك لم يتمكن من عمل سقف، نظراً لارتفاع أسعار الخشب والحديد ومواد البناء، وظل يتردد على الجمعيات الأهلية يطلب منهم المساعدة، خاصة أن طفليه كانا يتعرضان للأمراض طوال فصل الشتاء، وفى الصيف تشتد الحرارة على السقف، وأضاف: «كان ابنى آدم يقول بين الحين والآخر (أنا بموت من البرد فى الليل يا بابا) وكانت بتصعب علىّ نفسى أشوف طفلى تعبان من البرد ومش قادر أساعده، وذات مرة طلبت من رئيس جمعية أهلية بالقرية هو الحاج عمر مساعدتى، فقال لى اصبر الدولة هتعمل مشروع كويس جداً لكل الناس اللى زيك ومش هتسيب حد، حتى فوجئت قبل شهرين بوفد من الجمعية ومعهم العاملون بمؤسسة مصر الخير يطلبون منى إخلاء عفش المنزل حتى يتمكنوا من عمل السقف، ففرحت كثيراً، والمفاجأة أننى كنت أعتقد فى البداية أننى سأدفع جزءاً من تكلفة هذا السقف لكنى اكتشفت أن كل الأعمال التى تمت بداخل منزلى بالمجان»، ويتابع: «كنت سعيداً جداً أثناء فترة العمل وأقول لزوجتى أخيراً هنعيش عيشة كويسة وزى الفل وولادنا هيتربوا فى بيت نظيف، وأشكر كل من ساهم فى هذه المبادرة التى أنقذت مئات الفقراء والبسطاء فى القرى والعزب والنجوع».
وقال عمر محمد عبدالمجيد، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع الشريكة فى المبادرة، إن قرية القيس تضم نحو 70 ألف نسمة ومساحتها كبيرة جداً، ويوجد بها العديد من الأسر الفقيرة والأشد احتياجاً، وبالتنسيق مع مؤسسة مصر الخير تم توصيل المياه لـ36 منزلاً وتسقيف 29 منزلاً لأسر أحوالها المادية تكاد تكون معدمة، منوهاً بأن الجمعية تولت مهمة ترشيح الأسماء المستحقة للمؤسسة التى أرسلت فريقها الميدانى للتحرى عن تلك الحالات وتحديد المستحقين منهم.
وقال رامى عطا، وعلى أحمد، مسئولا «تنفيذ ميدانى» بمؤسسة مصر الخير، إن المبادرة تستهدف الأرامل والمطلقات ومحدودى الدخل بالتعاون مع الجمعيات التى لها بطاقات تعارف بالمؤسسة ولديها خبرة بالعمل الميدانى طبقاً لمعايير وضوابط محددة، وتم تخصيص مبلغ 17 ألف جنيه لكل حالة مستحقة، وتكون الأولوية بعمل السقف وفى حالة وجود مبلغ متبق من المخصص لكل حالة يتم توجيهه لأعمال كهرباء ومحارة ونجارة وسباكة ونقاشة، وكان هناك حرص على إشراك الجمعيات الأهلية بالمجتمعات المستهدفة وبعضها قدم مساهمات عينية مثل مواد البناء، وقالت هدى على محمد، مديرة مكتب مصر الخير بالمنيا، إن المؤسسة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، تنفذ مبادرة سكن كريم بالمنيا، وتم ترميم أسقف 100 منزل و٥٠٠ وصلة مياه، وأوضحت أنه تم دراسة كافة الحالات التى تم التركيب لها وفقاً لضوابط ومعايير منها: استهداف الأسر الأكثر احتياجاً، وأن يراعى تركيب وصلات المياه داخل الحيز العمرانى، بعد عمل بحث اجتماعى، والتحرى عن متوسط الدخل وحالة الأسر وأوضاع منازلهم، ونوهت بأن مديرية التضامن بالمحافظة قدمت للمؤسسة كشوفاً بالقرى الأشد احتياجاً، وقمنا بعمل مسح شامل بالتعاون مع جمعيات أهلية داخل المجتمعات المستهدفة.