رئيس «تنظيم الأسرة»: سيدات الصعيد يتنافسن على الإنجاب.. والقانون لا يعاقب على زواج القاصرات

كتب: أجرت الحوار: مريم الخطرى

رئيس «تنظيم الأسرة»: سيدات الصعيد يتنافسن على الإنجاب.. والقانون لا يعاقب على زواج القاصرات

رئيس «تنظيم الأسرة»: سيدات الصعيد يتنافسن على الإنجاب.. والقانون لا يعاقب على زواج القاصرات

قالت الدكتورة سحر السنباطى، رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، إن القطاع أطلق مبادرة «أيامنا أحلى» لتنفيذ ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن 2019 هو عام الفئات الأكثر احتياجاً، لافتة فى حوارها لـ«الوطن» إلى أن هذه المبادرة موجهة لمناطق معينة كالقرى والمناطق المحرومة.

وأوضحت «السنباطى» أن القطاع يستهدف رفع نسبة استخدام السيدات لوسائل تنظيم الأسرة من 58.5% إلى 62%، وأشارت إلى أن الدولة -ممثلة فى وزارة الصحة- تتحمل تكلفة هذه الوسائل بنسبة تصل إلى 98%.. وإلى تفاصيل الحوار.

2019 عام الفئات الأكثر احتياجاً.. كيف تتحرك الوزارة فى هذا الشأن على صعيد تنظيم الأسرة؟

- دعينا نتحدث عن أمر يجب الإشارة له، وهو إيضاح دور قطاع تنظيم الأسرة والسكان الذى يتمركز حول خمسة محاور، أولها تقديم خدمات تنظيم الأسرة، خصوصاً فى الأماكن الأكثر احتياجاً للخدمة، والمحور الثانى رفع كفاءة مقدمى الخدمة الصحية، والمحور الثالث يشمل تأمين توافر وسائل تنظيم الأسرة، والرابع تسويق الطلب على استخدام وسائل تنظيم الأسرة، والمحور الخامس الشراكة مع الجهات الأخرى، ولتطبيق القطاع لمبادرة الرئيس «حياة كريمة» تم إطلاق مبادرة «أيامنا أحلى» موجهة لمناطق معينة.

{long_qoute_1}

هل تم تحديد القرى التى ستطبق بها مبادرة «حياة كريمة»؟

- تم رصد القرى التى سيتم تنفيذ مبادرة حياة كريمة فيها، ومنها 62 قرية فى محافظة سوهاج، ومناطق أخرى يطلق عليها «المناطق الساخنة»، وهى المناطق الأكثر إنجاباً والأقل استخداماً لوسائل تنظيم الأسرة، ويوجد بها بعض المؤشرات التنموية التى تحتاج إلى تحسين، كما تم رصد المستوى المعيشى فى هذه القرى، ووجدنا أنهم بحاجة إلى مزيد من الرعاية وتسليط الضوء عليهم، ووضعنا خطة تسير فى اتجاهين، أولهما التوعية الصحية بمردود تنظيم الأسرة على الأم والطفل والأب، ونتناول فى هذا الاتجاه قضايا التوعية بشكل مختلف، طبقاً لطبيعة المكان والثقافة السائدة فيه، فمثلاً هناك إعلام مواجه مع الرائدات الريفيات فى المنازل، وندوات مصغرة فى التجمعات، خصوصاً الندوات التى تتركز على دعم الرجل للمرأة، ليس فقط فى قضايا تنظيم الأسرة، ولكن جميع القضايا التى تشمل صحة المرأة، كتغذية الأطفال والتطعيمات ومناهضة ختان الإناث وزواج الإناث فى سن مبكرة ومتابعة الحمل، كما أن للرجل دوراً كبيراً فى دعم المرأة وصحتها، كل هذا بالإضافة إلى ندوات «كلام رجالة»، وندوات للسيدات تحت عنوان «نظمتى»، وبجانب التوعية الصحية هناك توعية بمفهوم آخر وهى التوعية الدينية.

التنظيم شهد حالة من الرفض على صعيد الجماعات الدينية ومشايخ الزوايا.. كيف تتم مواجهة هذا الأمر؟

- هناك اختلاف بين شريحة كبيرة من الناس حول مفهوم تنظيم الأسرة، البعض يرى أنه قرار يخص المرأة بمفردها، والبعض الآخر يرى أنه قرار يخص الرجل، لذلك التعريف المثالى لتنظيم الأسرة هو أنه حق لكل من الزوجين فى اختيار العدد الأمثل للأطفال فى الأسرة واختيار فترات المباعدة بين الطفل والآخر، وفى الصعيد تنتشر بعض العادات كتعدد الزيجات «إحنا قعدنا نتكلم مع الناس فى الريف والصعيد، الستات بتتنافس مين تجيب أكتر عشان تربط الراجل، دى ثقافة لازم تتغير، وده دورنا.

كيف ترين قانون الزواج بمصر؟

- قانون الزواج بمصر به عوار غير طبيعى، فالقانون قام بتحديد سن الزواج بدءاً من سن 18 عاماً، وأتعجب من عدم تغيير قانون الزواج بمصر، كيف للقانون أن يعتمد على محاسبة المأذون فقط ولا يحاسب الأهل. «المأذون يتحاسب ليه؟ هو اللى بيروح للناس ولا الناس هى اللى بتطلبه، إحنا عندنا عيال بتجيب عيال، إزاى؟! البنت بتتجوز وهى عندها 12 سنة، الجواز بياخد من عمرها ومن صحتها، وربنا قال لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، حرام.. كل ده عشان تتخلصوا من أعباء البنت عليكم؟!»

وما حقيقة وجود فجوة بين الممارسات الفعلية لتنظيم الأسرة والمعرفة به؟

- هناك فجوة كبيرة أثبتتها الأبحاث بين المعرفة بوسائل تنظيم الأسرة والممارسات الحقيقية، فكل المجتمع بفئاته المختلفة على علم ودراية بتنظيم الأسرة، ولكن الممارسة مختلفة بشكل كلى، فالأبحاث أقرت أن استخدام وسائل تنظيم الأسرة وصلت إلى 58.5% والمعرفة وصلت إلى 99.5% وبالتالى الفرق كبير، وهناك فجوة كبيرة أثبتتها الأبحاث أيضاً بين الإنجاب الفعلى والمرغوب فيه، الإنجاب الفعلى متوسط عدد الأفراد لكل أسرة 3.5 طفل، بمعنى أن كل عشر سيدات ينجبن 35 طفلاً، ولكن الإنجاب المرغوب فيه يبلغ متوسط عدد الأطفال فيه بين كل عشر سيدات 28 طفلاً، هناك فرق كبير وواضح.

إذاً من أين يأتى هذا الفرق؟

- هذا الفرق يكون بين السيدات الأقل تعليماً وثروة وليس لديهن عمل، لذلك نحن أمام مجموعة من التحديات، يجب أن يكون هناك مزيد من البرامج بين وزارة الصحة والمجتمع المدنى، نستهدف من خلال هذه البرامج الوصول لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة بنسبة تصل إلى 62% فى 2020 بدلاً من 58.5% حالياً، فكل 1% زيادة فى معدلات الاستخدام تقلل من 6 إلى 10 من معدلات المواليد.

ما نسبة تحمل الدولة من تكاليف وسائل منع الحمل؟

- تتحمل الدولة ممثلة فى وزارة الصحة تكلفة تصل إلى 98%.

كم يبلغ عدد عيادات تنظيم الأسرة على مستوى الجمهورية؟

- تصل عيادات تنظيم الأسرة على مستوى الجمهورية ما يقرب من 6 آلاف عيادة، منها 525 عيادة متنقلة.


مواضيع متعلقة