بعد 18 يوما.. "اتحاد الكتاب" يدين زيارة سفير إسرائيل لمعرض الكتاب

كتب: إلهام زيدان

بعد 18 يوما.. "اتحاد الكتاب" يدين زيارة سفير إسرائيل لمعرض الكتاب

بعد 18 يوما.. "اتحاد الكتاب" يدين زيارة سفير إسرائيل لمعرض الكتاب

 بعد مرور 18 يوما من زيارة السفير الإسرائيلي بالقاهرة، دافيد جوفرين، إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، أصدرت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي، اليوم، بيانا تدين فيه الزيارة، مثمنة ردود الفعل التي رفضتها.

ودعت النقابة العامة لاتحاد الكتاب، في البيان، النقابات المهنية المصرية  كافة، بضرورة إنشاء مكاتب مقاطعة للكيان الصهيوني، ولتكون أبلغ رد على المحاولات المستميتة من جانب الكيان للتطبيع القسري مع العرب.

وزار السفير الإسرائيلي في القاهرة، دافيد جوفرين، في 29 يناير الماضي، معرض القاهرة الدولي للكتاب، برفقة بعض موظفي السفارة، خلال الاحتفال هذا العام باليوبيل الذهبي للمعرض، وفقًا لما أعلنته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، فيما أكّد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أنَّ زيارة السفير الإسرائيلي لمعرض الكتاب زيارة غير رسمية، مشددًا على أنَّه "لم يجرى إبلاغنا بها ولم نسمع بوجوده".

وأضاف رئيس هيئة الكتاب، لـ"الوطن"، أنَّ السفير الإسرائيلي زار المعرض مثله مثل أي زائر، موضحًا أنَّه مر بالخطوات التي يجريها أي زائر من قطع تذكرة عبر "شباك التذاكر"، والوقوف في "طوابير الدخول"، متابعًا "لا يمكننا منعه".

وذكرت السفارة، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنَّ "السفير مُحب للقراءة وكان مُنبهرًا جدًا من المكان الجديد للمعرض وعبر قائلًا (إنه مكان أكبر وأجمل مما يُعطي للكتاب قيمته ومكانته)".

وأوضحت نقابة اتحاد الكتاب أنها فضلت خروج البيان بعد انتهاء المعرض، منعا للترويج لزيارة السفير الإسرائيلي.

وافتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 23 يناير الماضي وحتى 5 فبراير، أبوابه أمام الجمهور، تحت شعار "في القاهرة متجمعين"، بنقلة حضارية.

وجاء نص بيان النقابة العامة لاتحاد الكتاب كالتالي:

"تدين النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر زيارة سفير الكيان الصهيوني لمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي، التي أتت في محاولة رخيصة من الكيان المغتصب لاختراق ثوابت الضمير الثقافي الوطني القائم على دعم الحق العربي والفلسطيني، والمضاد للتطبيع بأشكاله كافة.

ولتفاهة هذه المحاولة الفاشلة للتطبيع القسري تفاهة من ذهبوا من صغار المثقفين للتصوير مع سفير الكيان الصهيوني، من قبل، مفاخرين بخيانة الضمير الثقافي في ثابت من أهم ثوابته، فضلت النقابة أن تؤكد موقفها الرافض لكل شكول التطبيع بعد انتهاء أعمال المعرض، منعًا للترويج لهذه الزيارة، وكيلا تتحول الأضواء من الاحتفال للثقافة المصرية في معرض الكتاب في يوبيله الذهبي إلى ظلام محاولات الكيان الصهيوني المستمرة والفاشلة لفرض تطبيع قسري لم تنجح ولن يكتب لها النجاح.

وخروجًا من ردة الفعل إلى المبادرة تؤكد النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر موقفها الفكري الثابت من الكيان الصهيوني، وتدعو النقابات المهنية المصرية كافة إلى أن تحذو حذوها من خلال إنشاء مكاتب مقاطعة لهذا الكيان العنصري الغاصب في نقاباتهم، وفي هذا أبلغ رد على هذه المحاولات المستميتة للتطبيع القسري التي تستهدف نقل الصراع من نطاقه العربي الإسرائيلي إلى خلاف فكري أو ثقافي داخلي يتصارع فيه أبناء اللحمة الثقافية الواحدة فيما بينهم على ثوابت ضميرهم الثقافي العربي بعامة، والمصري بخاصة.

وتحذر النقابة من أنه في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني جرائمه ضد الشعب العربي الفلسطيني، وبقية الشعوب العربية فعلاً وتآمرًا، ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات شاذة أرادت أن تفتح له أبواب الجسد الثقافي العربي عبر مبادرات تطبيعية مرفوضة ومدانة من الشعب المصري والشعوب العربية كافة، ومناقضة لثوابت الضمير الثقافي العربي.

كما تثمن النقابة في الوقت ذاته الغضب العارم الذي شهدته وسائل التواصل من جموع المثقفين ضد الزيارة وكل من علم بها ولم يحل بينها وبين تمامها، مؤكدين أننا لن نبدل موقفا ولن نغير قرارًا بخصوص ثابت أصيل من ثوابت الثقافة المصرية وضميرها اليقظ والحارس لأمننا الثقافي في زمن الالتباسات والصفقات.

إن مقاومة التطبيع هي الورقة القوية الوحيدة الباقية ضد محاولات الكيان الصهيوني الذي تأسس بالقوة والإرهاب، وقام على احتلال الأرض وغصب المقدسات، والاعتداء على حقوق الشعوب في أوطانها، فلا يمكن أن نرى التطبيع إلا في إطاره الإنساني الصحيح الذي يدين اغتصاب الأرض والحق، وفي مداه الإقليمي والقومي اليقظ الذي يعي خطورة هذا الكيان التوسعي على مصالحنا ومقدراتنا الوطنية.

من أجل هذا تؤكد النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وهي الكيان الممثل للعائلة الثقافية المصرية أن التطبيع لا يزيد على كونه محاولة لإضفاء الشرعية على كيان مغتصب، ودمجه إقليميًّا ودوليًّا، وأن هذه المحاولات المستميتة لفرض التطبيع القسري دليل على نجاعة مقاومة المثقف العربي للتطبيع ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.

وإذ توجه النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تحية إجلال إلى الشعب الفلسطيني البطل، وإلى كل من يقف ضد هذه المبادارت الشاذة والمشبوهة لاختراق ثوابت الثقافة العربية، المقاومة، فإنها تدعو المؤسسات الثقافية العربية، وجموع المفكرين والمثقفين والإعلاميين وقادة الرأي أفرادًا ومؤسسات إلى توعية الرأي العام بخطورة التطبيع على أمننا الثقافي القومى، تحيا مصر، وعاش كفاح الشعب الفلسطيني البطل".


مواضيع متعلقة