بعد 50 سنة حـب: «سعيد» دخل البيـت من بابه.. ونصيحة «ثريا»: لو حد قال لك جواز الصالونات ما فيهوش حب ما تصدقيش
![صورة تعبيرية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7493267781549996181.jpg)
صورة تعبيرية
ميزتها ضفائرها الطويلة السميكة، وهى تلعب الأولى أمام بيتها فى «غمرة»، لفتت نظر محاسب شركة المياه الذى كان يمر يومياً وهى تلعب مع بنات خالتها وعمتها، بدأ يتابعها كل يوم علها تلتفت، لكن محاولاته باءت بالفشل، فهو يكبرها بـ10 أعوام، ورغم طفولتها التى طمستها أنوثة مبكرة، فتن سعيد عبدالحفيظ، بابنة الـ16 عاماً ثريا بدر، وقرر أن يتزوجها، حاول التحدث مع الفتاة المراهقة أكثر من مرة دون جدوى، فقد قررت ألا تستسلم لمحاولاته، فتعاليم الأم والخالة كانت «البنت المحترمة ما تردش على ولد غريب ولا تكلمه، لازم ييجى لباباها يقوله إنه عايز يكلمها وباباها لازم يوافق»، وطبقت «ثريا» تعاليم الأم فى علاقتها بـ«سعيد»، ورفضت رفضاً تاماً أن تتسلم منه الجوابات الكثيرة التى كتبها لها، لم يجد «سعيد» الذى يبلغ من العمر 80 عاماً حالياً، بداً من التقدم لخطبتها، وذهب لبيتها، ودخل البيت من بابه كما أوصتها أمها، تقول ثريا: «اليوم ده كنت هموت من الفرحة كنت مستنياه ييجى وبادعى ربنا كل يوم إنه يكون عايز يتجوزنى بجد ومش مجرد شاب كده شاف بنت فعجبته وخلاص»، قرأ «سعيد» يومها فاتحة «ثريا» مع والدها، وشعرت الفتاة بأنها أصبحت ملكة، لن تفرقها الظروف مهما قست عن زوجها.
تروى «ثريا» أول مكالمة تليفون حدثت بينهما فى ليلة قراءة الفاتحة، أول كلمة سمعتها من الطرف الآخر كانت «بحبك، دوختينى»، وكانت تلك الجملة كفيلة بأن تقلب حياتها، لم تنسها يوماً، وكانت على وشك أن تفقد الوعى من شدة الفرحة، ما جعلها تعيش نشوة الحب: «متصدقيش لو حد قالك جواز الصالونات مفيهوش حب، أنا معشتش الحب بجد غير بعد ما دخل بيتى»، حرص «سعيد» أن يهدى «ثريا» كافة الجوابات التى كتبها لها قبل الخطوبة، اطلعت عليها وقرأتها بقلبها، وكذلك قصاصات الورق التى دون عليها رقم تليفونه أثناء محاولاته المستميتة كى يتعرف عليها دون جدوى، قصة الحب ظلت تكبر بين الحبيبين، من قراءة الفاتحة للخطوبة رسمياً حتى كتب الكتاب، اختارا معاً عفش شقتهما، والملابس، شهدت محلات وسط البلد على أول «مسكة إيد» بينهما أثناء التجهيز للزفاف، كما شهدت على شجارات عدة بسبب الاختلاف على الأذواق المعتادة بين الزوجين. «ثريا» فى الـ70 من عمرها، لكنها لا تزال تتذكر كافة تفاصيل قصة الحب المبكرة مع «سعيد»، قصة حب عاشت أكثر من نصف قرن، أثمرت 7 أبناء، و15 حفيداً، بل أسعدهما القدر بأن يريا أبناء أحفادهما، لم تسر وتيرة الحياة معهما على خط واحد بالطبع، بل شابها كثير من المشكلات والإخفاقات، فقد ترك «سعيد» بيته عدة سنوات للعمل فى الخارج، اضطرت فيها «ثريا» لأن تربى أولادها بمفردها، لكن سرعان ما عاد الزوج لبيته، يعيش العجوزان اليوم مع الأحفاد والأبناء فى بهجة عائلية، يقصان على الأحفاد يومياً طريقة تعارفهما التى حدثت منذ وقت طويل، وكيف عاشت على مر السنين، وبدأت الجدة فى تمرير نصائح جدتها وأمها للأحفاد، لا تزال تتمسك بالتقاليد والعادات، رغم إيمانها بالحب المطلق، إلا أنها ترى أنه يجب أن يحدث وفق أسس واضحة كى لا يحدث اختلال فى المعايير، خاصة المعيار الأخلاقى الذى يجب أن يحكم كافة العلاقات الإنسانية وليست العاطفية منها فقط.