"نيويورك تايمز": ترامب أضر بمؤيدي حق حمل السلاح

"نيويورك تايمز": ترامب أضر بمؤيدي حق حمل السلاح
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أضر بمؤيدي حق حمل السلاح في الولايات المتحدة أكثر مما أفادهم، حيث لم تكن رئاسته مفيدة لهم كما كانوا يتوقعون.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، إنه "منذ عام مضى على حادث مدرسة مرجوري ستونمان دوجلاس الثانوية، عندما قتل طالب يحمل بندقية شبه آلية ما يقرب من 17 شخصًا وأصاب 17 آخرين، تتحرك اللجنة القضائية في مجلس النواب لوضع التشريعات التي تتطلب فحص شاملاً على جميع مبيعات الأسلحة النارية في الولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة الأمريكية: "حادث المدرسة الذي جرى في مدينة باركلاند بولاية فلوريدا، مثل جرس إنذار لسرعة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها سد الثغرات القانونية التي يستغلها المجرمين وبائعي الأسلحة غير المرخصة، والتي تعفيهم من إجراء فحوصات شاملة، فدعم مثل هذا التغيير شائع بشكل كبير، حتى بين أصحاب السلاح، ومشروع القانون لديه فرصة ممتازة لتمريره بقيادة الديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب، بينما تبدوا كفرصة قاتمة أمام الجمهوريين بالكونجرس".
وتابعت: "ومع ذلك، فإن ظهور مشروع القانون هذا، هو بمثابة تذكير للكيفية التي تحول بها النقاش حول حقوق حمل السلاح منذ تولي دونالد ترامب السلطة، وليس في الاتجاه الذي كان يأمل فيه مؤيدو حق حمل السلاح، وعلى الصعيد السياسي والمالي والقانوني، فإن قضية حقوق حمل السلاح، وبشكل أكثر تحديداً، الضغوط التي يمارسها (الاتحاد القومي للأسلحة) لم تحقق نجاحًا جيدًا في عهد ترامب".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بعض التحديات التي تواجه لوبي مؤيدي حق حمل السلاح في الولايات المتحدة ليست واضحة تماماً للرئيس الأمريكي، فدائمًا ما يكون الرئيس المؤيد لحق حمل السلاح أقل فاعلية وأضعف تأثيراً من الرئيس غير الواضحة نواياه بهذا الأمر، وبهذه الطريقة كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في صالح قضية حقوق حمل السلاح، أكثر من "ترامب".
ولفتت إلى أن الاتحاد القومي للأسلحة، عانى كثيراً بسبب ترامب، نظرا للتحقيقات التي يجريها المحامي الخاص، روبرت مولر، بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، إذ يحقق "مولر" في العلاقات المحتملة بين "الاتحاد القومي للأسلحة" وروسيا، وكانت من بين أهم مخاوف "مولر" هو ما إذا كانت روسيا قدمت دعماً مالياً لحملة ترامب الانتخابية عبر "الاتحاد".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، أنه بالإضافة إلى اهتمام "مولر" بعلاقة روسيا بـ"الاتحاد القومي للأسلحة" كانت هناك تساؤلات عدة في الكونجرس، حول مثلث العلاقة المحتمل بين الاتحاد، وفريق ترامب وروسيا، ومع سيطرة الديمقراطيين الآن على مجلس النواب، يمكن أن يكون التحقيق أكثر شدة.
وصرح آدم شيف، الرئيس الجديد للجنة الاستخبارات، إنه في ظل سيطرة الجمهوريين، لم تتعمق اللجنة بشكل كاف في هذا التحقيق، وقال "لم نكن قادرين حقًا على تحديد كيفية استخدام الروس لـ (الاتحاد القومي للأسلحة)، أو النظر في المزاعم القائلة بأن الروس ربما وجهوا الأموال من خلال (الاتحاد) للتأثير على الانتخابات.
وقالت "نيويورك تايمز": "في العام الماضي، ولأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن المزيد من الأمريكيين لديهم نظرة سلبية لـ(الاتحاد) أكثر من أي وقت مضى، كما كان هناك أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في دعم قوانين أكثر صرامة لحمل السلاح، وقد شعر العالم السياسي بهذا التحول في مسار حقوق حمل السلاح في الولايات المتحدة، وبقدر ما ساعدت الحركات النسائية المناهضة للتحرش مثل حركة (مي تو) في مناهضة إدارة ترامب، فإن إدارته عملت على تنشيط المدافعين عن حقوق حمل السلاح، والذين وضعوا قضية حمل السلاح في موقف دفاعي".
واحتتمت الصحيفة، تقريرها بالقول: "برغم كل هذا، فإن ذلك لن يسفر عن ثورة وشيكة في تنظيم حمل الأسلحة النارية، لا سيما داخل قاعات الكونجرس، وسيظل "الاتحاد القومي للأسلحة" مركزًا سياسيًا، وحزبًا جمهوريًا محافظًا على نحو متزايد، ولا يزال لديه نفوذاً وضغوطاً على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، وتبقى الأسلحة محورًا مهماً في الصراع الثقافي، بالولايات المتحدة الأمريكية".