سوق تجارية فوق مزلقان إمبابة: لما ييجى القطر يحلها ألف حلال

كتب: سلمى سمير

سوق تجارية فوق مزلقان إمبابة: لما ييجى القطر يحلها ألف حلال

سوق تجارية فوق مزلقان إمبابة: لما ييجى القطر يحلها ألف حلال

افترشوا القضبان ببضائع من كل صنف ولون، اتخذوا من المزلقان سوقاً لهم، لا يهابون صفير القطار ويلتزمون أماكنهم، ولا ينصرف عنهم الزبائن خشية التعرض لأذى.

«ألمونيا للبيع.. أخضر وصابح يا جرجير»، هتافات للباعة تُسمَع بالكاد بسبب الضجيج والزحام، بينما تختلط روائح الأسماك النفاذة مع أدخنة العربات، التى تتخذ من المكان موقفاً لها.

فى منطقة «الوحدة» بإمبابة، يجتمع الباعة الجائلون على مدار أربعين عاماً عند مزلقان القطار، فتجد أكشاكاً للأحذية، والنظارات، والجرائد والكتب، بينما يرص آخرون بضائعهم على قطار بضائع يتوقف فى المزلقان لبضع ساعات، أما كاملة سليمان، الشهيرة بـ«أم ناجى»، 60 عاماً، فتجلس أمام قضيب القطار، لتبيع الخضراوات، دون أن تخشى «سارينة» القطار: «لو قعدت يوم واحد من غير شغل أموت».

{long_qoute_1}

«شبت، بقدونس، فجل، جرجير، بصل أخضر».. أصناف مختلفة تبيعها «كاملة» طوال اليوم: «كل يوم آجى من 8 الصبح، أفرش البضاعة وأرشها بالميه، واسترزق لحد 9 بالليل». كبر سنها جعلها تنزعج أحياناً من ضجيج المزلقان، لكنها لا تستطيع الذهاب إلى أى مكان آخر: «عاملة زى السمكة اللى ماتقدرش تطلع من الميه».

وفى الجهة المقابلة لها، تجلس «أم محمد»، لتبيع الجبن القريش، والزبدة، والقشطة الفلاحى، فمنذ وفاة زوجها خرجت للعمل لتربية أبنائها الأيتام، فتقطع يومياً مسافة كبيرة من محافظة المنوفية وحتى إمبابة بالجيزة لتبيع بضائعها على شريط القطار، وأصبح لها زبائنها: «بقالى أكثر من 30 سنة بشتغل، الزبون بقى حافظ مكانى ومعلمه بشريط القطار».

فى الواحدة بعد منتصف الليل تبدأ «أم محمد» رحلتها إلى المزلقان: «كل يوم بركب الساعة واحدة بالليل مع الفلاحات اللى بييجوا يبيعوا هنا، وأول ما بوصل برص البضاعة»، واستطاعت أن تحفظ مواعيد القطار الذى يمر أحياناً: «أحياناً بساعد حارس القطار، وبنظم الحركة فى المكان».

«القطار بيعدى جنبنا واحنا بنشتغل، فى سكة من القبضان لسه شغالة»، يقولها بائع أوانى ألمونيوم، جاء إلى المكان بسبب ضعف حركة البيع والشراء فى مناطق أخرى: «هنا الدنيا ماشية شوية، كل فترة بغير النشاط عشان أواكب السوق والزبون، لكن البلدية مش سايبانا فى حالنا، ربنا يتوب علينا».

كشك نظارات يعيش من مكاسبه يوسف صبرى، الذى نزح من محافظة أسوان إلى حى إمبابة للعمل على شريط القطار: «عندى كل أشكال وأنواع النظارات، الطبى واللى بيحمى من أشعة الشمس»، كما يقوم ببيع عدسات لاصقة: «الأسعار فى المتناول، تتناسب مع الناس الغلابة هنا».

فى الناحية المقابلة لكشك النظارات يوجد كشك لبيع الأحذية، يبدع صاحبه فى رص بضائعه صباح كل يوم، ومع أول قطار يمر من جانبه، تبدأ الأحذية فى التساقط واحداً تلو الآخر: «المكان هنا مميز، إحنا فى قلب إمبابة نقطة لتلاقى شوارع كتير، العرض بيكون كبير جداً وبالتالى فرص البيع بتكون أكبر»، وتتراوح أسعار الأحذية بين 50 و150 جنيهاً.


مواضيع متعلقة