الباعة حولوه إلى سوق تجارية: صلى على رسول الله

الباعة حولوه إلى سوق تجارية: صلى على رسول الله
- الباعة المتجولين
- الصباح الباكر
- النقل العام
- رسول الله
- سد احتياجات
- سى فى
- شراء كتب
- صاحب عمل
- أوتوبيس
- الباعة المتجولين
- الصباح الباكر
- النقل العام
- رسول الله
- سد احتياجات
- سى فى
- شراء كتب
- صاحب عمل
- أوتوبيس
يجمع الأوتوبيس فئات مختلفة من الشعب، الركاب من مختلف الأعمار، كمسرية وسائقين، بالإضافة إلى باعة، وغالباً لا تكتمل رحلة الأوتوبيس التى تمتد إلى عشرات المحطات دون وجود هؤلاء الباعة الذين يتّخذون من ذلك الصندوق المزدحم مكاناً لبيع بضائعهم، التى تناسب ركاب الأوتوبيس.
أحمد عبدالسلام، 56 عاماً، أحد الذين وجدوا فى الأوتوبيس مقراً لبيع بضاعتهم، فلم يجد بديلاً يسد احتياجاته بعد أن استغنى عنه صاحب عمله بسبب حالته الصحية السيئة، أصبح شريد الشارع بعد أن كان يعمل نجاراً ماهراً فى إحدى الورش، وكان يُدرّب كل من يريد تعلم هذه الصنعة، حتى أطلقوا عليه «كوماندة النجارين».
بين ليلة وضحاها وجد «الكوماندة» نفسه بلا مأوى ولا مصدر رزق: «لقيت نفسى فى الشارع بعد ما رمانى صاحب الورشة بسبب صحتى اللى ضعفت»، تغلّب عليه مرض ضيق النفس، حتى بات طريح الفراش، وتدهور حاله، وفى ظل تلك الظروف تخلى عنه أولاده وزوجته فتركوه فى الشارع: «بعد ما ربيت أولادى رمونى فى الشارع ومراتى فى عز ضيقتى قالت لى هنصرف منين وانت مالكش قيمة»، هكذا تعثّرت حياته حتى لجأ «عبدالسلام»، ليكون بائع عسلية داخل الأوتوبيس من رمسيس إلى غمرة إلى العباسية: «بالف الخط كله وباركب من أوتوبيس لأوتوبيس، باخد من أول إسعاف كده لحد العباسية».
على مدار اليوم، ينادى وسط زحام وأصوات الركاب، ويرزق فى النهاية بمبلغ يتراوح بين 60 و70 جنيهاً: «باجيب الكيس بـ8 جنيه، بابيعه بـ12 جنيه، وبابيع الواحد بجنيه، باكسب فيه 30 قرش».
محمود دياب، 19 عاماً، طالب بالصف الثالث الثانوى، شعبة أدبى، شد رحاله من أسيوط ليبيع الولاعات والأقلام الجاف داخل الأوتوبيس، حتى يستطيع سداد مصاريفه وشراء كتب المدرسة: «جيت القاهرة مالقتش غير شغلانة البياع، مش هاحط إيدى على خدى وأروح أقعد على القهوة مستنى مصروفى من أبويا». يجلب «دياب» فى اليوم أكثر من 80 جنيهاً: «بانزل وقت الإجازة كل يوم الصبح، وباروح بالليل، علشان لما المدارس تبدأ أنتبه للمذاكرة أكتر.. وبانزل فى الدراسة فى اليوم ساعتين تلاتة بالكتير»، يشترى البضاعة من العتبة، كميات بالجملة ويعمل عروضاً يجذب بها ركاب الأوتوبيس: «3 أقلام بخمسة جنيه.. الولاعة بـ3 جنيه، وتاخد فوقيها واحدة هدية».
ترك محمد أحمد، 36 عاماً، مهنته كمدرس حاسب آلى، واتّجه لبيع فرش الأسنان وشنط اليد داخل الأوتوبيس: «لو قعدت يوم واحد مش هالاقى أكل أنا واولادى»، عامان يتجول من أوتوبيس إلى آخر، من محطة إلى أخرى، لمواجهة أعباء الحياة وصعابها ليُحضر قوت أولاده، أما مكسبه اليومى فأحياناً يزيد على 120 جنيهاً: «إنما لما كنت مدرس كنت باقبض 1200 جنيه فى الشهر، ومابديش دروس، فكانوا هيقضوا إزاى؟! علشان كده اشتغلت بياع، دلوقتى باكسب فى اليوم أكتر ما كنت شغال مدرس، والشغل مش عيب».
دائماً ما كان أشرف مصطفى، 43 عاماً، ملتزماً بمواعيد عمله، يقوم من الصباح الباكر ينادى فى أوتوبيسات داخل موقف عبدالمنعم رياض: «الـ3 بخمسة جنيه.. شيكولاتة بالبندق.. حلى بقك بـ3 جنيه». يروى «أشرف» أنه يأتى بالشيكولاتة بربع الثمن من باب البحر فى رمسيس، ثم ينزل عبدالمنعم رياض: «باجيب البضاعة كل يوم الصبح، وأنا جاى الموقف باخدها بربع التمن، الواحد بـ2 جنيه، وبابيع الثلاثة بـ5 جنيه.. بيطلع لى فى اليوم حوالى 50 أو 60 جنيه».