"خط مكماهون".. منطقة محرمة بين الهند والصين"

كتب: محمد علي حسن

"خط مكماهون".. منطقة محرمة بين الهند والصين"

"خط مكماهون".. منطقة محرمة بين الهند والصين"

احتجت الصين على زيارة أجراها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى ولاية أروناشل برديش، وهي منطقة متنازع عليها تقع على الحدود بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في بيان، السبت، إن "الحكومة الصينية لم تعترف البتة بما يطلق عليها أروناشل برديش وتعارض بقوة زيارة الزعيم الهندي لها".

وأضاف هوا بعد ساعات من زيارة مودي للمنطقة، حيث أطلق مشروعا لبناء مطارين فيها، أن "الصين تحث الجانب الهندي على الامتناع عن القيام بأي عمل قد يؤدي إلى تصعيد الخلافات أو تعقيد قضية الحدود".

وتنظر الهند والصين إلى الدلاي لاما وأروناشال براديش بطريقة مختلفة تماما، فحسب وجهة النظر الهندية، فإن الدلاي لاما هو القائد الروحي للجالية البوذية التبتية، ولذلك لديه الحق في أن يعظ أتباعه في الدير البوذي التبتي العظيم في تاوانغ، ونظرا لأن أروناشال براديش هي ولاية في الاتحاد الهندي، فإن ما يحصل فيها هو شأن هندي بحت.

لكن وجهة النظر الصينية تقول إن ملكية أروناشال براديش لا تعود للهند، رغم أنها تابعة للهند رسميا، وإنما فقط بسبب "خط مكماهون"، وهو الحد الذي رسمه البريطانيون سنة 1911، ولم تعد الصين تقبله (على الرغم من قيامها بتسوية حدودها مع ميانمار على أساس الخط نفسه)، وتطلق الحكومة الصينية على أروناشال براديش وصف "جنوب التبت".

وظلت العلاقات بين نيودلهي وبكين في جو من انعدام الثقة منذ حرب 1962 التي اندلعت للسيطرة على أروناشل برديش، وسيطرت القوات الصينية لمدة وجيزة على المنطقة الواقعة في الهيمالايا.

ولم يتم حل النزاع حتى الآن، إذ تعتبر الهند أروناشل برديش واحدة من ولاياتها الواقعة شمال شرقي البلاد في حين تطالب الصين بمنطقة فيها تبلغ مساحتها نحو 90 ألف كلم مربع.

وأكدت وزارة الخارجية الهندية في بيان، السبت، أن "القادة الهنود يزورون أروناشل برديش بين فينة وأخرى، كما يزورون أجزاء أخرى من الهند، تم إيصال هذا الموقف الثابت إلى الجانب الصيني في مناسبات عدة".

وضمت هذه المنطقة إلى الأراضي الهندية خلال حقبة الاستعمار البريطاني، لكن بكين طالبت بالسيادة عليها.

وتفاقم الصراع في عام 1959 عندما لجأ القائد الروحي لمنطقة التبت، الدلاي لاما، إلى الهند، هربا من السلطات الصينية، بعد انتفاضة فاشلة.

وأدى الصراع الحدودي في الجبال، وهروب الدلاي لاما، إلى بدء الحرب الصينية-الهندية وسط جبال التبت عام 1962.             

ومنيت الهند بهزيمة قاسية خلال حرب قصيرة، لكنها دامية، ورغم ذلك احتفظت نيودلهي بولاية أروناشال براديش بعد انسحاب القوات الصينية في نهاية النزاع.

ويعتبر الكثيرون أن "ماو تسي تونغ"، الرئيس الصيني وقتها، أراد أن يلقن الهند درسا، عندما قام بالسيطرة على المنطقة ومن ثم إعادتها للهند، وسط ضغوطات دولية.

وتأججت المواجهة الثالثة بين الهند والصين عام 1987، عندما أطلقت الحكومة الهندية لقب "ولاية" على منطقة أروناشال براديش، لتصبح الولاية الهندية رقم 29.

الأمر الذي أغضب الصين التي لم تعترف بالقرار الهندي، ما صعد الموقف وأسفر عن إرهاصات علامات حرب جديدة، لكن الطرفين توصلا لحل دبلوماسي، ورسم جديد للخط الحدودي.

 


مواضيع متعلقة