«عصمت»: من طنطا حصلت على جائزتَى «نجيب محفوظ والدولة التشجيعية»

كتب: أجرت الحوار: إلهام زيدان

«عصمت»: من طنطا حصلت على جائزتَى «نجيب محفوظ والدولة التشجيعية»

«عصمت»: من طنطا حصلت على جائزتَى «نجيب محفوظ والدولة التشجيعية»

أكد الكاتب عادل عصمت، الذى وصلت روايته «الوصايا» إلى القائمة القصيرة لجائزة «البوكر» للرواية العربية، أنه فخور بكونه من دلتا مصر، معتبراً أنه لا معنى لمصطلح «أدباء الأقاليم»، وأنه حصل على جائزتَى «نجيب محفوظ» و«الدولة التشجيعية» وهو مقيم فى «طنطا»، مؤكداً أنه لم يغادر مدينة طنطا ولا يفكر فى مغادرتها فى المستقبل.. وإلى الحوار:

كيف وصلت روايتك إلى القائمة القصيرة لـ«البوكر» وأنت أحد أبناء الدلتا؟

- الكاتب ليس بمدينته، وقد عشت فى مسقط رأسى «طنطا» وتعلمت وما زلت أعيش بها، ولن أفكر فى مغادرتها، وفخور بكونى من دلتا مصر، وهناك كتاب كبار حصلوا على جائزة «نوبل» فى الآداب، وهم ينتمون إلى مدن صغيرة، منهم مثلا الكولومبى جابرييل جارثيا ماركيز.

وعن نفسى، كنت طوال الوقت مخلصاً لعملى الأدبى، وكان لدىّ إصرار على تجسيد هذه المحبة على الورق، وكنت أراهن على استمرار حياتى بهذا الشكل، بل إن حبى وإنتاجى للكتابة يغنينى عما سواها، وكنت أرى مردود مجهودى فى عيون القراء وبعض النقاد مثل الراحل علاء الديب وصبرى حافظ، ولذلك قررت أن أكمل حياتى بهذا الشكل، والمغامرة أثمرت شيئاً طيباً، فقد حصلت على جوائز كبيرة منها جائزة «نجيب محفوظ» من الجامعة الأمريكية فى 2016 عن رواية «يوسف تادرس»، وقبلها جائزة الدولة التشجيعية فى الرواية فى 2011، عن رواية «أيام النوافذ الزرقاء»، كل ذلك وأنا فى بلدتى، واكتشفت أن الناس تهجر الأماكن التى وُلدت فيها لأجل «أكل العيش» سواء العمل بالصحافة أو غيرها، وأرى أنه إذا كان هناك شىء طيب لما حدث ويحدث لى من تقدير، فهو أن الترشح للجوائز والحصول عليها يمنحان الأمل للكُتاب الشبان الموهوبين فى مدن مصر الصغيرة ونجوعها وقراها، وأنهم من الممكن أن يجتهدوا ويصلوا إلى ما يطمحون إليه.

{long_qoute_1}

وهل كنت تتوقع أن تصل روايتك «الوصايا» إلى القائمة القصيرة لـ«البوكر»؟

- منذ صدور رواية «الوصايا» وصلتنى إشادات من القراء وأيضاً من النقاد، وكان يهمنى رأى القراء الذين رأوا أن الرواية تمثلهم، وأنها تحكى حكايتهم، وهذا كان أعظم شىء بالنسبة لى، وأتوقع للرواية أكثر من ذلك، وأشعر أن الجهد الفنى الذى بذلته، والبحث عن حلول، على مدار المرحلة السابقة من الكتابة، بدأ يؤتى ثماره فى هذه الفترة، وكنت خائفاً أن يمر العمر دون أن أكتب كل الأفكار التى فى ذهنى.

كم من الوقت استغرقته فى كتابة رواية «الوصايا».. وما مصادرها؟

- مصادر الخبرة الروائية المستقى منها نص «الوصايا» تقريباً هى الحياة العائلية لعائلتى وأصولها، وهى الحكاية التى سمعتها من جدى وأنا طفل صغير، حين كنت أمشى يدى بيده فى شوارع طنطا، أى إن الرواية «حدوتة حياتى»، وعندما كبرت وأحببت الأدب، وبعد أن نشرت أول كتابين، شرعت فى كتابة مخطوطة كبيرة للنص عام 2002، لكنى أحسست وقتها أن الرواية تتطلب خبرة وبصيرة نفسية، لم تكن متوافرة لى فى ذلك الوقت، لدرجة أنى قلت لا أستطيع كتابة النص كما أحب، وفكرت أنه نص أكبر من إمكانياتى، وتركته جانباً، وكتبت بعده عدداً من الأعمال ومنها رواية «أيام النوافذ الزرقاء» التى حصلت على الجائزة التشجيعية، ورواية «يوسف تادرس»، وغيرهما، ولما جاءت اللحظة الملهمة فى عام 2015 قررت أن أكتب الرواية على «تيمة» وصايا، وخلال الكتابة أدركت أنه بالفعل كان من الضرورى أن أتزود بخبرة طويلة فى الكتابة لأتمكن من كتابة «الوصايا» كما أريد، وانتهيت من الكتابة فى 2017، لتصدر فى يناير 2018.

{long_qoute_2}

المكان فى رواية «الوصايا» عنصر قوى.. هل أردت تخليده عبر نص أدبى أم ماذا؟

- لا يمكن الاستغناء عن المكان فى العمل الأدبى، لأن الحكاية الأصلية التى تنبع منها فكرة الرواية كانت موجودة فى الريف بالفعل، والحقيقة أنها حكاية أسرة مصرية من الطبقة الوسطى الريفية، ولاحظت أن كثيراً من الأماكن الموجودة فى الروايات المصرية على الأغلب هى القاهرة أو الإسكندرية، بينما الريف موجود فى الأعمال الأدبية المصرية بشكل مجرد وغير محدد مثلما قرأنا فى رواية «الحرام» ليوسف إدريس.

وهذه الصورة غير المحددة للريف نابعة من خيال المؤلف، وأنا أرى أن الريف يجب أن يكون محدداً بشكل أفضل فى العمل الأدبى، ثم إن الدراما الإنسانية ليست مقتصرة على الحدوث بالقاهرة والإسكندرية، والكاتب الروائى موضوعه التراجيديا الإنسانية التى تمر عبر التاريخ، بالإضافة إلى تفاعل الشخصيات مع المكان نفسه.

وهل المكان الذى كتبت عنه الرواية هو الذى عشت فيه بالفعل؟

- نعم، عشت فى المكان الذى كتبت عنه طوال عمرى، والدار التى وصفتها فى رواية «الوصايا» ما زالت موجودة ومغلقة، بالطريقة نفسها الموجودة فى الرواية، ولم يكن الموضوع مقصوداً به رغبة رومانسية فى تخليد أو تمجيد مكان أنتمى إليه عبر نص أدبى، بقدر ما هو رغبة فى الفهم والفحص، وطرحت السؤال: لماذا أُخلى هذا البيت من سكانه، وأصبح مغلقاً، بخلاف بقية البيوت المجاورة، وذلك لكى أجيب عن السؤال الأكبر: ما الذى حدث لنا؟


مواضيع متعلقة