«الحصان لما يبرد الكارو يعطل».. حملة لتدفئة الحيوانات «بمشمع أو بطانية»

«الحصان لما يبرد الكارو يعطل».. حملة لتدفئة الحيوانات «بمشمع أو بطانية»
لأن الرحمة لا تتجزأ، ولأن الليلة كانت ممطرة والجو كان بارداً، ولأن صلاح على يعلم أن حماره يشعر بالبرد كما يشعر به، سارع الرجل إلى تغطيته بمشمع قديم داخل منزله، فالكارو يجب أن تخرج فى الصباح لتنقل البضائع، وابتلال الحمار بمياه المطر، أمر لن يرضى الرجل، ويحاول ضبطه مع كل فترة يتحرك فيها الحمار بالشوارع.
يعمل الرجل داخل سوق شعبية، يساعد التجار على نقل بعض احتياجاتهم، من محلات لأخرى، أو من المخازن للفرش، أو حتى من سوق لآخر، ويحصل على مبالغ من الباعة مقابل ذلك الأمر، قد تصل إلى 10 جنيهات أو 15 أحياناً، وبالنسبة له فإن برودة الجو لن تثنيه عن العمل، وفى الوقت نفسه يخشى الرجل على حماره، الذى له 5 سنوات عنده، ويعتبر مصدر رزقه، فإن أصابه مرض، أو مر بإعياء، فستكون تكلفة العلاج كبيرة، وتأنيب الرجل لنفسه أكبر: «أصل دى روح، وربنا مديلها أمان معانا، ومسخرها لينا عشان تخدمنا، فلازم نحافظ عليها».. يحكى الرجل، الذى وضع عربته أسفل لافتة كبيرة، تحول المياه عن ملامسة الأرض، حتى يهدأ المطر قليلاً قبل أن يتحرك من جديد: «وده بيحصل مع كل مرة بيبقى فيها مطر شديد، منها رحمة بيه ومنها خوف من العلاج والعطلة لو تعب».
{long_qoute_1}
أسفل مظلة تتبع مسجداً، كان وائل عدوى يقف بحمارين يجران عربته، التى يضع عليها بضاعة تخص أحد المخازن، ينتظر الرجل توقف السماء عن المطر، قبل أن يتحرك من جديد، ويكرر الأمر كلما صادف مظلة وقت مطر، ورغم ارتدائه «جاكيت ومشمع» فوق رأسه، إلا أنه يتوقف لأجل الحمارين: «البرد وحش واللى بحس بيه هو كمان بيحس بيه». هانى بركات، بحث داخل منزله عن بطانية، سيضعها فى الصباح حول ظهر حصانه، الذى اشتراه منذ 3 سنوات، ويخشى عليه من البرد، وجعل البطانية مزدوجة حول ظهره، لينعم ببعض الدفء فى الصباح، فى مثل ذلك اليوم البارد: «ربنا هيسألنا عن الحيوانات دى لو مخليناش بالنا عليها، الحصان ده مثلاً أنا مطلع عينه كل يوم فى الشغل، فمش هيجرى حاجة لما أدفيه فى الجو ده، بدل ما نغرم أدوية وعطلة»، يحكى «هانى» الذى جلس لتدخين الشيشة أمام محل لزبون لديه قبل أن يتحرك من جديد.