«التخطيط القومي» يناقش «ما بعد الرأسمالية» لـ بول ماسون

كتب: محمد الدعدع

«التخطيط القومي» يناقش «ما بعد الرأسمالية» لـ بول ماسون

«التخطيط القومي» يناقش «ما بعد الرأسمالية» لـ بول ماسون

عقد معهد التخطيط القومي، اليوم، الحلقة الخامسة من ضمن نشاط المتابعات العلمية للعام الأكاديمي 2018 - 2019، والتي تناول فيها إبراهيم العيسوي، الأستاذ بمركز السياسات الاقتصادية الكلية بالمعهد، عرضاً وتحليلاً نقدياً لكتاب بول ماسون "ما بعد الرأسمالية.. دليل لمستقبلنا". 

ترجع أهمية تقديم كتاب بول ماسون إلى عدة أمور، منها:

1- أهمية الموضوع محل البحث فيه وكونه موضع اهتمام قديم ومتجدد، وكذلك كونه يمثل نمطاً من أنماط التفكير في علاقة التطور التكنولوجي بتطور النظم الاجتماعية يتشارك فيه المؤلف مع كتاب آخرين بدرجة أو بأخرى.

2- تميز الكاتب من حيث أنه يجمع بين صفة الباحث العلمي المدقق وصفة المتابع عن كثب للأحداث الاقتصادية والسياسية في دول شتى بحكم عمله الإعلامي والصحفي.

وتناول الكتاب 3 أسئلة رئيسية يحاول تقديم إجابات عنها تمثلت في:

1- هل للرأسمالية مستقبل في عصر يشهد تطورات مذهلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتحول فيه الاقتصاد –خاصةً في الدول المتقدمة- إلى اقتصاد قائم على المعرفة؟

2- ما الصورة المتوقعة للنظام الاقتصادي-الاجتماعي المستقبلي، أي نظام ما بعد الرأسمالية؟

3- ما القوى الاجتماعية التي ستتكفل بالتحول إلي نظام ما بعد الرأسمالية، وكيف ستتم عملية التحول؟

ودارت المناقشات والمداخلات حول عدة نقاط يتمثل أهمها في: 

- ضرورة أن تأخذ الدول المختلفة في الاعتبار التوجه العالمي للاقتصاد عند صياغة ووضع تصور لنظام اقتصادها الخاص.

- ضرورة دراسة وتبني مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي وظبط الأسعار وتعزيز دور الدولة من خلال أجهزتها المختلفة المختصة بذلك، كأجهزة رقابة الأسواق وحماية المستهلك وتشجيع المنافسة.

-  أهمية معالجة والنظر للموضوع بصوره منظومية وعدم الفصل بين المكونات الفرعية المختلفة للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، مما يؤدي لدراسة وتحليل الوضع بصور شمولية والوصول إلى حلول وتصورات واقعية قابلة للتطبيق.

- جانب المؤلف الصواب في اعتبار قضايا السكان والتغيرات البيئية صدمات خارجية لنظام الاقتصاد العالمي، بل ما هي إلا انعكاسات لوضع وطبيعة النظم الاقتصادية القائمة التي تغفل كثيراً من مثل هذه العوامل والاعتبارات.

- على الرغم من وجود وفرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولكن قليل من يهتم ويستفيد ويقوم بتحليل هذه البيانات والمعلومات التي لو أٌحسن استخدامها وتوظيفها ستسهم بلاشك في تحسن مسار الرأسمالية.

- مازالت هناك أشكال مختلفة للدعم في اغلب الدول الرأسمالية وفي مواجهة الفقر، كما في بريطانيا التي تزايدت بها معدلات الفقر في الآونة الأخيرة مثل تقديم بعض المطاعم وجبات دون مقابل وغيرها من محاولات الاحتواء.

- توقع بيل جيتس مؤسس ورئيس شركة مايكروسوفت للبرمجيات، أن تكنولوجيا المعلومات سوف تؤثر بصورة كبيرة على سير العملية الديمقراطية، ولكنه ما سارع بالتراجع في رأيه خاصة بعد الممارسات المختلفة التي شهدها العالم سواء في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة أو ممارسات الضغط والتأثير التي تمارس كما في حالة البرازيل وفنزويلا.


مواضيع متعلقة