ريادة رياضية: مصر أسست منبراً للكرة فى الخمسينات.. وأنقذت القارة باستضافة «كأس الأمم»

كتب: أحمد أبوالليل ومحمد سعيد

ريادة رياضية: مصر أسست منبراً للكرة فى الخمسينات.. وأنقذت القارة باستضافة «كأس الأمم»

ريادة رياضية: مصر أسست منبراً للكرة فى الخمسينات.. وأنقذت القارة باستضافة «كأس الأمم»

لمصر دور حيوى ومحورى فى القارة الأفريقية، منذ عقود طويلة وعلى مر العصور لا يمكن لأحد إنكاره، خاصة فى مجال الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، فمصر ضمن الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، الذى يتخذ من القاهرة مقراً له.

وعلى مستوى الأحداث والمحافل الكروية الأفريقية، لمصر تاريخ أفريقى وكروى كبير، أبرزه استضافة كأس الأمم الأفريقية 5 مرات منذ انطلاق المنافسات عام 1957 فى نسختها الأولى التى نظمتها السودان، ثم جاء الدور على مصر فى أعوام 1959، 1974، 1986، 1996، و2006 وكانت البطولة الأخيرة هى الأفضل تنظيمياً فى أفريقيا، بشهادة خبراء ومتابعى الحدث الرياضى الكبير، الذى تكلل باقتناص منتخب الفراعنة اللقب مع المدرب الكفء والقدير حسن شحاتة، تلا ذلك الفوز باللقب فى نسختى 2008 و2010 ليكون منتخب مصر أول من يحقق «هاتريك» بالفوز بكأس أفريقيا، كما أنه الأكثر فوزاً بالبطولة بواقع 7 مرات بعد تتويج الفراعنة بالنسخة الأولى، ونسخ 1959، 1986، 1998،

ومؤخراً نجحت فى اقتناص استضافة نسخة 2019 المقبلة من بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم، التى كانت مهددة بالإلغاء بسبب عدم جاهزية الكاميرون، التى كان مقرراً أن تستضيف البطولة، ورغم دخول جنوب أفريقيا فى منافسة مصر على الاستضافة، إلا أن ذلك كان صورياً فقط، حيث لم يكن هناك خطاب حكومى من جانب جنوب أفريقيا لـ«كاف»، لتحفظ مصر ماء وجه القارة وتفوز بالاستضافة بنتيجة 16 صوتاً مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا، وذلك فى يوم 9 يناير الماضى بالعاصمة السنغالية داكار، وقدمت مصر ملفاً كاملاً عن الملاعب التى تستضيف البطولة والفنادق التى تحتضن المشاركين بأربعة وعشرين منتخباً أفريقياً لأول مرة فى تاريخ أفريقيا بأن تقام النهائيات بهذا العدد الكبير من المنتخبات.

وتعود ريادة مصر فى ملف «أمم أفريقيا» إلى مساهمتها الكبيرة فى تأسيس منبر لكرة القدم فى أفريقيا، قبل أكثر من نصف قرن، فقد مدت يدها للسودان وجنوب أفريقيا وإثيوبيا، حتى استطاعوا معاً إنشاء الاتحاد، الذى يعتبر الهيئة التى تنظم لعبة كرة القدم، وذلك فى عام 1957، وضم إليه فيما بعد عدة دول حتى أصبح مكوناً من 54 عضواً، وكانت القوة الموجهة التى أدت إلى تأسيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم هو اقتراح انبثق خارج حدود قارة أفريقيا، وتحديداً فى لشبونة بالبرتغال يونيو 1956، وكانت العاصمة البرتغالية تستضيف مؤتمر الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، وحضرته 4 دول أفريقية هى (مصر، والسودان، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا)، وعرضت تلك الدول فكرة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم أثناء مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعقب انتهاء المؤتمر عقدت الدول الأفريقية الأربع العزم على الاجتماع مرة أخرى فى الخرطوم فى فبراير 1957 لصياغة مشروع النظام الأساسى للاتحاد ومناقشة انطلاق أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية، وفى غضون ذلك صوت بالفعل مؤتمر الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) المنعقد فى برن بسويسرا للاعتراف بأفريقيا كاتحاد، ما أعطى أفريقيا الحق فى تعيين أول ممثل لها فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، وكان هذا العضو هو المهندس المصرى عبدالعزيز عبدالله سالم، أول رئيس للاتحاد.

{long_qoute_1}

وتم التوقيع على القانون الدستورى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم فى الخرطوم 8 يونيو 1957، وفى 10 فبراير شهدت العاصمة السودانية، بعد انعقاد الجمعية التأسيسية للاتحاد الأفريقى لكرة القدم، إقامة أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية التى فازت فيها مصر، وبرهنت البطولة على بداية انطلاق مغامرة مبهجة لا تزال مستمرة حتى اليوم، لأنها تحتوى على عدد لا يُحصى من اللحظات الرائعة، ما يساعد فى تحديد الخصائص والسمات المرتبطة بكرة القدم الأفريقية.

وعلى مستوى اللاعبين، فإن مصر لديها عدد كبير من اللاعبين الذين برزوا فى القارة السمراء سواء مع المنتخب الوطنى أو مع أنديتهم المحلية أو فى الاحتراف الخارجى، وقد دخل ثمانية لاعبين مصريين فى وقت سابق ضمن موسوعة أفضل 50 لاعباً فى تاريخ الكرة الأفريقية، على رأسهم محمود الخطيب ومحمد أبوتريكة وحسام حسن بناء على عدد البطولات والإنجازات، وضمت القائمة عصام الحضرى حارس النجوم الحالى والأهلى والزمالك السابق، ووائل جمعة مدافع الأهلى، ومحمد بركات نجم الأهلى المعتزل، ومحمود الخطيب رئيس الأهلى الحالى، وأحمد حسن عميد لاعبى العالم، وعماد متعب مهاجم الأهلى ومحمد أبوتريكة وحسام حسن المدير الفنى السابق لبيراميدز، وتمكن هؤلاء اللاعبون من كتابة أسمائهم فى تاريخ أفريقيا بسبب الإنجازات الدولية والشخصية لكل لاعب، خاصة أن كل لاعب من هؤلاء له اسمه اللامع فى القارة الأفريقية.

ويوجد محمد صلاح، لاعب ليفربول، فى الوقت الحالى، على رأس أبرز اللاعبين فى العالم، ويعد خير سفير للكرة الأفريقية أمام العالم، خاصة فى ظل تألقه وتحقيقه لعديد من الأرقام القياسية، وتمكنه من الظفر بجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا من «كاف» لعامين على التوالى وحصد الجائزة نفسها من قبل «بى بى سى» البريطانية لعامين على التوالى أيضاً، كما أنه استطاع أن يقتحم قائمة الثلاثى النهائى لأفضل لاعب فى العالم من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا».

واحتوت مصر عدداً كبيراً من اللاعبين الأفارقة، والموسم الحالى للدورى المصرى مكتظ بعدد لا بأس به من الأفارقة، حيث يلعب ما يقرب من 25 لاعباً من مختلف الجنسيات فى مختلف أندية الدورى، ومنهم التونسى فرجانى ساسى، لاعب الزمالك، الذى يعد أبرز لاعبى الدورى حالياً، ومواطنه حمدى النقاز، ووليد أزارو، لاعب الأهلى، الذى حصد هداف الدورى فى الموسم الماضى، وزميله جونيور أجايى، كما هناك لاعبون متألقون فى الفرق الأخرى، منهم جون أنطوى، وشيملس بيكلى، ثنائى المقاصة، إيريك تراورى، لاعب بيراميدز، وهناك عدد كبير من اللاعبين الأفارقة الذين برزوا فى الدورى خلال المواسم السابقة، فهناك الأنجولى أمادو فلافيو، لاعب الأهلى السابق، الذى حصد هداف الدورى، ومواطنه جيلبرتو، وإسماعيل كوليبالى الذى لعب فى صفوف الزمالك، كما برز الغانى كوارشى مع الزمالك فى فترة الثمانينات، وساهم فى تتويج الأبيض بالبطولات المحلية والقارية.

وتاريخياً، احترف بالدورى المصرى عدد كبير من الأفارقة وكانت مصر بوابتهم للاحتراف فى أكبر الأندية على مستوى العالم، وأبرزهم: إيمانويل أمونيكى، المهاجم النيجيرى، وأحد أساطير كرة القدم الأفريقية، كما رسخت مصر العلاقات السياسية عن طريق الرياضة، بعدما اتفقت مع دول حوض النيل على إقامة دورة تجمع منتخبات دول الحوض لزيادة الترابط السياسى بين هذه الدول، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين هذه الدول، ولتعميق وتقوية العلاقات بين شعوبها، واستضافت مدينتا القاهرة والإسماعيلية النسخة الأولى من هذه البطولة فى يناير 2011، التى حصد المنتخب المصرى لقبها.


مواضيع متعلقة