إبراهيم القاضي.. حافظ القرآن الذي تمنى الشهادة ونالها

كتب: أحمد عبد اللطيف

إبراهيم القاضي.. حافظ القرآن الذي تمنى الشهادة ونالها

إبراهيم القاضي.. حافظ القرآن الذي تمنى الشهادة ونالها

"اللهم يا سامع الدعاء أدعوك يالله أن تكتب لنا الشهادة في سبيل الله"، كلمات كتبها العريف إبراهيم القاضي على صفحته بموقع "فيسبوك" أغسطس 2017، وأرفق بها صورة لمجند يحمل زميله، قبل أن يحمل هو أمس على أعناق زملائه بعدما نال الشهادة التي تمنهاها.انتهت حياة الشهيد في أثناء مأمورية تأمين لأتوبيس ينقل زملائه المجندين في طريقهم إلى أسرهم بالمحافظات المختلفة في إجازة شهرية في مطروح، قبل أن يصطدم "الأتوبيس" بالجزيرة الوسطى للطريق، وتشيع جنازته وسط الأف من أهالي قريته في صعيد مصر، اليوم.

"أجمل الأسر التي انتظرت أبنها علي أمل اللقاء، وأشجع الأمهات التي صبرت علي الفراق كلما غاب، وأقوى الأباء من استقبل ابنه شهيدًا وحمل جثمانه قبل أن يواري التراب"، تلك الكلمات تشرح حال أسرة شهيد قرية شطورة بسوهاج، فالأشقاء كانوا يبكون دموعا مصحوبة بالفرح والفخر على استشهاد أخيهم الشجاع.

اعتاد الشهيد إبراهيم القاضي البالغ من العمر 28، على دخول قريته شطورة بمحافظة سوهاج وهو يحمل ابتسامة على وجهه ونظرات يطمئن منها الجميع.

والدة الشهيد ربة منزل فى نهاية العقد الخامس من عمرها، حاربت في الدنيا مع زوجها البالغ من العمر 65 عاما طوال رحلة كفاحهما رزقهما الله بأولادها كل من "عبدالمنعم، ومحمد، ومحمود، والقاضي"، وأصغرهم "إبراهيم"، كان أملها ورجاؤها من الدنيا أن تعش وتراه يجلس بجوار عروسه.

التحق "إبراهيم" بالأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم، منذ 5 سنوات بعد انتهاء فترة دراسته، حمل شهادته وأوراقه وتوجه للالتحاق بالقوات المسلحة وانضم إلى جيش مصر كضابط صف بسلاح المظلات.

منذ أسابيع، أقيمت خطبة "إبراهيم" على إحدى قريباته أقامت في حفل عائلي، لكنه كان في خاطره يتمنى شيئ أخر.

اتشحت قرية "شطورة" بالسواد حزنا على استشهاد العريف مقاتل إبراهيم حسن عبدالمنعم شحاته القاضي، و5 من زملائه، إثر انقلاب أتوبيس غرب مدينة النجيلة بمحافظة مطروح، نتيجة اختلال عجلة القيادة بيد السائق.

وتم تشييع الجنازة عقب صلاة الفجر وشهد شباب القرية، للشهيد، بأنه كان على خلق شديد، ومحبة من الجميع ويتميز أخوته أيضا بمحبة من حولهم بسبب أدبهم الجم.


مواضيع متعلقة