رحلة شخصية في بلد مدمر ومجتمع مضطرب.. طلال دركي يراهن على "أوسكار"

كتب: نورهان نصرالله

رحلة شخصية في بلد مدمر ومجتمع مضطرب.. طلال دركي يراهن على "أوسكار"

رحلة شخصية في بلد مدمر ومجتمع مضطرب.. طلال دركي يراهن على "أوسكار"

حالة من السعادة طغت على السينمائيين العرب، أمس، بعد الإعلان عن الترشيحات النهائية للنسخة الـ91 من جوائز أوسكار، ووصول عرب إلى تلك القوائم ومن بينهم فيلم "عن الأباء والأبناء" أو "Of Fathers and Sons" للمخرج السوري طلال دركي، في قائمة أفضل فيلم وثائقي.

يتنافس "عن الأباء والأبناء" على أوسكار مع 4 أفلام، هي: "Free Solo" إخراج جيمي تشين واليزابيث تشاي فاسارهيلي، "Minding the Gap" إخراج البرازيلي بنج ليو، "RBG" إخراج بيتسي ويست وجولي كوهين، بالإضافة إلى "Hale County This Morning, This Evening" إخراج راميل روس.

تدور أحداث الفيلم في حياة أحد الجهاديين المنتمين لجبهة النصرة في مدينة إدلب السورية، ويحاول المخرج إلقاء الضوؤ على العلاقة بين الأب والأبناء الذي يعيشون طفولتهم ونضجهم تحت لواء "الخلافة الإسلامية"، الذي استغرق تصويره ما يقرب من عامين، حتى يستطيع المخرج الاندماج بين الجهاديين باعتباره مصور حرب مؤمن بقضيتهم.

يعتبر الفيلم الجزء الثاني من ثلاثية بعنوان "سوريا والحرب"، أطلق أول أجزائها عام 2013 في فيلم بعنوان "العودة إلى حمص"، ثم "عن الأباء والأبناء" في 2017.

وأوضح "دركي": "بعد فيلم ("العودة إلى حمص)، كنت أرغب في الغوص أعمق، التسلل إلى سيكولوجية وعواطف الحرب، وفهم ما جعل الناس متطرّفين وما يدفعهم للعيش في ظل القواعد الصارمة لدولة الإسلامية، غالبا ما يتم تصوير الحرب على أنها لعبة الشطرنج، وإذا رأينا صور الحرب فإننا نشعر أنه عالم غير واقعي، لذلك رغبت في الفيلم خلق علاقة مباشرة بينهم وبين المشاهدين، أود أن آخذ جمهوري معي في رحلتي وأن أتواصل معهم من خلال الكاميرا".

وأضاف: "الشخصيات الرئيسية في فيلمي هي أبو أسامة 45، أحد مؤسسي جبهة النصرة، الذراع السوري للقاعدة، وابنيه الأكبر أسامة 13، وأيمن 12، لقد عشت معهم على مدى عامين ونصف وأصبحت جزءا من أسرتهم، رغم أنني ملحد صليت معهم كل يوم، وأديت دور المسلم الجيد حتى أستطيع معرفة ما يحدث في بلدي، الفيلم هو رحلتي الشخصية عبر بلد مدمر ومجتمع مضطرب، أبحث عن إجابات لأسئلتي اليائسة بشأن مستقبل بلدي، وأسرتي الذين اضطروا إلى الفرار إلى المنفى".

رحلة طويلة قطعها الفيلم قبل أن يصل إلى أحدث محطاته بـ"أوسكار"، كانت البداية في نوفمبر 2017 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية "إدفا"، ثم جائزة لجنة التحكيم لخاصة في مهرجان "صاندانس" بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى جائزة مهرجان "Visions du Reel" للأفلام الوثائقية في سويسرا، كما حصل على جائزتي نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل، والنجمة الفضية لأفضل فيلم وثائقي طويل، في الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، ليصل مجمل الجوائز التي حصدها الفيلم حتى الآن إلى 13 جائزة.


مواضيع متعلقة