نائب «تنشيط السياحة» السابق: ليست ترفاً.. وداعم رئيسى للاقتصاد

07:58 م | الثلاثاء 22 يناير 2019

قال اللواء أحمد حمدى، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق، إن السياحة الداخلية هامة جداً لتقوية الروابط بين المواطن المصرى ووطنه، مشيراً إلى أنها ليست ترفاً بل مهمة جداً لدعم الاقتصاد القومى، وأضاف فى حواره مع «الوطن» أن وزارة السياحة ساهمت فى سفر نحو 700 ألف مصرى خلال مبادرة «مصر فى قلوبنا»، التى استمرت نحو 4 سنوات، وتكلفت 120 مليون جنيه، لتنشيط السياحة الداخلية وتعويض المنشآت السياحية عن غياب السياح الوافدين، لافتاً إلى أن 70% من الحركة السياحية فى أمريكا محلية، وبالتالى فرفض بعض أصحاب الفنادق إقامة السياح المصريين لديهم أمر غير مقبول لأنه يضر القطاع بأكمله، وإلى نص الحوار.

هل السياحة الداخلية مهمة بذات درجة السياحة الوافدة؟

- السياحة الداخلية لها أهمية استراتيجية للدولة، حيث تزيد من ترابط الشعب بوطنه، من خلال زيارته للمدن السياحية والأثرية ومعرفته تاريخ بلاده، كما أن وجود المصريين جنباً إلى جنب، المسلم منهم والمسيحى مع السياح الأجانب بالمدن السياحية، ينقل صورة ذهنية جيدة للسياح الأجانب عن الشعب المصرى وحالة التعايش الموجودة داخله، ما يزيد من ثقافة السفر لدى المواطن المصرى وتعوده على التعايش السلمى مع غيره من الجنسيات الأجنبية، ويزيد من اختلاطه بالثقافات الأخرى، فالسياحة الداخلية والخارجية وجهان لعملة واحدة، ويجب أن يكون الاهتمام بهما على قدر المساواة.

{long_qoute_1}

هل هناك دول تعتمد على السياحة الداخلية كمورد للدخل القومى؟

- بالطبع.. أمريكا على سبيل المثال نسبة السياحة الداخلية بها تقدر بنحو 70% من الحركة السياحية داخل الدولة، ولك أن تتخيل أن ولاية نيويورك على سبيل المثال يزورها سنوياً نحو 22 مليون سائح أمريكى، كما تحظى السياحة الداخلية فى كل من إسبانيا وفرنسا بمكانة كبيرة، وأرى أنه لو توافرت الظروف الملائمة من برامج تحفيزية تطرحها الشركات السياحية طوال العام ومبادرات حكومية لتشجيع السفر الداخلى إلى المدن السياحية، فستحقق السياحة الداخلية فى مصر أرقاماً جيدة وتكون مورداً إضافياً للموازنة العامة للدولة، جنباً إلى جنب مع إيرادات السياحة الوافدة من الخارج.

كيف ترى السياحة الداخلية فى إجازة منتصف العام هذه السنة؟

- السياحة الداخلية تصل لذروتها خلال تلك الفترة، حيث تفضل غالبية الأسر السفر للأماكن السياحية بعد انتهاء موسم الامتحانات المدرسية والجامعية، وتزدهر السياحة بشكل خاص فى كل من الأقصر وأسوان، كونهما مشتيين طبيعيين، فضلاً عن شرم الشيخ والغردقة، اللتين تتمتعان بدرجات حرارة جيدة، والأماكن القريبة من القاهرة مثل العين السخنة، إلا أن أسعار الفنادق خلال تلك الفترة تكون مرتفعة، نظراً للإقبال الكبير من السياح الأجانب والمصريين على السفر لتلك المدن، وهو ما يحول دون سفر أعداد أكبر.

{long_qoute_2}

ما تقييمك لمبادرة «مصر فى قلوبنا»، التى أطلقتها وزارة السياحة خلال السنوات الماضية لتنشيط الحركة السياحية؟

- تلك المبادرة التى تم إطلاقها عام 2014 كانت جيدة جداً، وكانت تهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية والحفاظ على حركة السياحة بالمقاصد السياحية المتنوعة وترسيخ ثقافة الإجازات لدى المواطن المصرى العادى وربط المواطن ببلده وإنعاش الفنادق بمختلف المدن السياحية بعد حالة الكساد، التى ضربت صناعة السياحة عقب ثورة يناير، وزادت بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء أواخر عام 2015، وما أعقبها من إصدار عدد من الدول قرارات بحظر سفر سائحيها لشرم الشيخ، ما جعل المبادرة تتوجه بشكل كبير لدعم مدينة السلام، تحت شعار «لن تنطفئ أنوار شرم الشيخ».

هل نجحت المبادرة فى زيادة حركة السياحة الداخلية؟

- بالفعل نجحت نجاحاً باهراً، فالمبادرة استمرت ما يقرب من 4 سنوات واشترك بها نحو 700 ألف مواطن مصرى زاروا المعالم السياحية المصرية، وتكلفت نحو 120 مليون جنيه، كما شارك بها مئات الشركات والفنادق وشركة مصر للطيران، وكانت من الأسباب الرئيسية، التى حمت أعداداً ليست بالقليلة من الفنادق من الإغلاق وحافظت على العمالة السياحية، كما زادت من ارتباط أفراد الشعب بوطنهم، وهو ما ظهر جلياً فى إقبال المواطنين على زيارة شرم الشيخ بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية.