خبراء: 25% من دخل السياحة مصدره رحلات المصريين

كتب: عبده أبوغنيمة

خبراء: 25% من دخل السياحة مصدره رحلات المصريين

خبراء: 25% من دخل السياحة مصدره رحلات المصريين

أكد خبراء فى المجال السياحى أن السياحة الداخلية مثلت طوق النجاة للقطاع بأكمله، خلال السنوات الماضية، خاصة بعد اتخاذ بعض الدول المصدرة للسياح قرارات بحظر سفر سائحيها إلى مصر، ما سبب حالة كساد وركود بجميع المدن السياحية، لكن أبناء البلد استطاعوا بسفرهم ورحلاتهم إلى هذه المدن حماية كثير من الفنادق من الإغلاق وتشريد العاملين بها.

وأضاف الخبراء أن بعض هذه المدن والمزارات، مثل مرسى علم، وسهل حشيش، والوادى الجديد، وسيوة، تحتاج إلى جهد من الدولة لتسليط الضوء عليها حتى يعرفها المصريون ويضعوها على خريطة زياراتهم، خاصة من يفضلون السفر لقضاء إجازاتهم فى الخارج، مشيرين إلى أن ثقافة السفر لدى المصريين تغيرت بشكل إيجابى خلال الفترة الماضية، وأن الفنادق بدأت تضعهم ضمن خططها التسويقية.

وقال إيهاب عبدالعال، أمين صندوق جمعية السياحة الثقافية، لـ«الوطن»، إن السياحة الداخلية مثلت طوق النجاة للقطاع السياحى، خلال الـ5 سنوات الماضية، مضيفاً أنها كانت تمثل نحو 25% من الدخل السياحى.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المدن السياحية، التى ما زالت غائبة عن مخيلة المصريين مثل الوادى الجديد، وسيوة، ومرسى علم، وسهل حشيش، وهى تحتاج لدعم من الدولة للفت الأنظار إليها، وجذب الشريحة، التى تسافر إلى الخارج، للذهاب إليها، خاصة أنها تتفوق فى جمالها على نظيراتها من المدن السياحية بالدول الأوروبية.

وأوضح «عبدالعال» أن شكوى المصريين من ارتفاع أسعار الفنادق والبرامج السياحية للمصريين بالمقارنة بالأجانب تعود فى المقام الأول إلى أن السائح المصرى لا يسافر داخلياً بشكل منتظم، ويحجز رحلته قبل السفر بأيام بعكس الأجنبى، الذى يأتى فى مجموعات وطوال العام، مشيراً إلى أنه حال زادت أعداد المصريين فإن أسعار البرامج ستنخفض تلقائياً.

{long_qoute_1}

وطالب «عبدالعال» الدولة بالعمل على زيادة حركة السياحة الداخلية وذلك لزيادة الإيرادات السياحية المحققة، إضافة إلى تحقيق توازن بين الحركة السياحية الوافدة من الخارج والمقبلة من الداخل، مشدداً على ضرورة أن تكون السياحة الداخلية بديلاً جاهزاً للسياحة الوافدة حال تراجعت الأخيرة فى معدلات التدفق لأى سبب من الأسباب، فمثلاً أمريكا تعتمد على السياحة الداخلية كمصدر أساسى للدخل.

وحول إجازات منتصف العام أكد «عبدالعال» أن هناك إقبالاً شديداً من المصريين هذا العام على زيارة المدن السياحية، خاصة إلى الأقصر وأسوان عبر الرحلات النيلية، مشيراً إلى أن قيمة البرنامج للفرد فى الرحلة النيلية لمدة 3 أيام بين الأقصر وأسوان تبلغ نحو 1500 جنيه.

من جهته، قال علاء الغمرى، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، إن أى دولة ترغب فى التفوق سياحياً لا بد لها أن تهتم بالسياحة الداخلية بقدر اهتمامها بالسياحة الوافدة، مضيفاً أن السياحة الداخلية أثبتت أنها مهمة جداً لمصر، خاصة فى فترات الركود.

وتابع أن «الرحلات التى نظمتها شركات السياحة للمصريين خلال السنوات الماضية ساهمت فى إنعاش الحياة بالفنادق، خاصة بكل من شرم الشيخ والغردقة»، مشيراً إلى أن موسم إجازات نصف العام هذه السنة يعتبر فترة ذروة لشركات السياحة لتسويق الشركات لبرامجها داخلياً، حيث قامت الشركات بالتعاقد مع عدد كبير من البنوك والنقابات والجامعات لتنظيم رحلات لأعضائها وموظفيها لكل من الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة خلال تلك الفترة.

وأضاف أن الأسعار التى يتم تقديمها خلال إجازات منتصف العام تكون مشجعة جداً للأفراد والمؤسسات، وذلك لجذب أكبر عدد من الزائرين، منوهاً بأن رحلات منتصف العام تمتاز بالتنوع فى استهداف العميل حيث تستهدف الشاب والطفل والأسرة.

وأكد أن هناك العديد من الشركات السياحية تعمل بشكل أساسى فى تنظيم رحلات المصريين، موضحاً أن غالبية الأسر تفضل السفر إلى الأقصر وأسوان عبر تنظيم رحلات من القاهرة إلى الأقصر عبر القطار أو الطائرة ثم ينتقل بعد ذلك من الأقصر وأسوان عبر الرحلات النيلية فى رحلة تستغرق نحو أسبوع.

{long_qoute_2}

وحذر «الغمرى» المواطنين من التعامل مع شركات الخدمات السياحية، التى تعمل أيضاً فى تنظيم الرحلات الداخلية بالمخالفة للقانون، وهو ما قد يتسبب فى أزمات للمصريين المسافرين، خاصة أنه لا توجد أية ضمانات على تلك الشركات، وحتى فى حال تحرير المواطنين محاضر ضدهم يتم تغريمهم بغرامات بسيطة.

من جهته، قال محمد فلا، عضو جمعية مستثمرى السياحة بالبحر الأحمر، إن السياحة الداخلية كانت حجر الزاوية الذى اعتمدت عليه الفنادق خلال السنوات الماضية، التى شهدت فيها السياحة حالة ركود غير مسبوقة، مضيفاً أن العديد من الفنادق بدأت فى وضع السياحة الداخلية على رأس خططها التسويقية مؤخراً، بعد أن كانت مهملة وخارج حسابات المستثمرين. وأكد أن السياحة الداخلية باتت مكملة للحركة السياحية الوافدة من الخارج ولا يمكن الاستغناء عنها بأى حال من الأحوال، موضحاً أن نسب الأشغال الفندقى بالغردقة حالياً تتراوح ما بين 25 و30% ومع قدوم المصريين من المتوقع أن تصل النسب إلى نحو 75%. وأشار إلى حدوث تطور إيجابى فى سلوك السياح المصريين وتعاملهم خلال الفترة الأخيرة رغم وجود بعض السلبيات الفردية، مشدداً على أن المصريين قادرون على إنعاش الحركة السياحية بأى مدينة سياحية، شريطة وجود تنظيم جيد.

من جانبه، قال على غنيم، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن السياحة الداخلية والخارجية «وجهان لعملة واحدة»، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية كنز يجب استغلاله فى زيادة الإيرادات السياحية ونسب الإشغال بالفنادق. وأضاف أن دولاً مثل أمريكا تعتمد بشكل كبير فى دخلها السياحى على السياحة الداخلية، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية حالياً موسمية تنشط فى بعض المواسم، مقترحاً أن تقوم الدولة بتحديد إجازات مختلفة لكل محافظة لنضمن أن تكون السياحة مستمرة طوال العام.

من جانبه، قال محمد عابد، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، إن الهدف الرئيسى للسياحة الداخلية هو تعريف المواطنين بالأماكن السياحية المصرية، فضلاً عن إنعاش الحركة بالعديد من المدن السياحية، خاصة التى تعانى من كساد بما يضمن للفنادق استمرار العمل وعدم تسريح العمالة.

وأضاف أن العديد من الشركات تقدم حالياً برامج بأسعار تحفيزية لجذب العملاء خلال إجازات منتصف العام، لافتاً إلى أن بعض الشركات نظمت خلال تلك الفترة رحلات إلى شرم الشيخ شاملة الإفطار والعشاء «بوفيه مفتوح» والانتقالات والإقامة بفندق 3 نجوم بـ700 جنيه للفرد فى الغرفة المزدوجة، موضحاً أن سعر نفس البرنامج ولكن الإقامة بفنادق 4 نجوم يتراوح ما بين 1350 و1500 جنيه، لافتاً إلى أن أسعار البرامج قد تختلف من موعد إلى آخر وفقاً لكثافة الحجوزات، مشيراً إلى أن بعض الشركات تقدم عروضاً مجانية لبعض الأفراد حال حجز أعداد كبيرة.


مواضيع متعلقة