عضو «التسويق السياحى» بالصعيد: السياحة الداخلية حمت المنشآت من الإغلاق

07:44 م | الثلاثاء 22 يناير 2019

قال محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحى بالصعيد، إن 80% من المصريين الذين يزورون الأقصر وأسوان سنوياً يوجدون بها خلال إجازات منتصف العام، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن السياحة الداخلية «صاحبة فضل» على المستثمرين والعاملين بالقطاع السياحى بالصعيد خلال الفترة التى تلت ثورة يناير 2011، حيث حافظت على استمرار الفنادق فى العمل وساعدت فى دفع رواتب العاملين، وأشار إلى أن ثقافة السفر لدى المصريين تغيرت بصورة إيجابية خلال السنوات الأخيرة، وطالب «عثمان» وزارة الشباب بإعادة النظر فى قطار الشباب لعدم جدواه مادياً ومعنوياً.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى السياحة الداخلية خلال السنوات الماضية؟

- السياحة الداخلية «صاحبة فضل» وكانت السبب الرئيسى خلال مرحلة الكساد، التى أصابت القطاع السياحى بعد ثورة يناير 2011، فى استمرار العديد من الفنادق الثابتة والعائمة فى الأقصر وأسوان فى العمل، كما حافظت على وجود العمالة، ففى الوقت الذى شهدت فيه الحركة السياحية الوافدة إلى مصر تراجعاً خلال تلك السنوات وإصدار عدد من الدول تحذيرات لسائحيها بعدم القدوم إليها، نجحت السياحة الداخلية فى تعويض غياب السياح الأجانب، خاصة خلال إجازات منتصف العام، وهو ما ساعد على ضخ أموال للفنادق مكنتها من دفع رواتب العاملين، وأؤكد أن وجود المصريين كان العامل الرئيسى لعدم غلق فنادق كثيرة خلال تلك الفترة.

{long_qoute_1}

هل تغيرت ثقافة السفر لدى المصريين خلال السنوات الماضية؟

- بالفعل خلال السنوات الأخيرة تغيرت إلى حد ما ثقافة السفر لدى المصريين، وأصبحت الغالبية العظمى منهم تأتى للتمتع بالآثار والأجواء التاريخية بالأقصر وأسوان، إلا أننا نأمل فى زيادة الوعى لدى المصريين بأهمية السياحة خلال الفترة المقبلة، ولو عقدنا مقارنة بين تصرفات المواطنين الذين يزورون المدن الأثرية بالصعيد حالياً وفى الماضى، سنجد اختلافات كبيرة، فخلال العقود الثلاثة الأخيرة كانوا يأتون لزيارة المعابد وهمهم الأول هو غناء رائعة محمد العزبى «الأقصر بلدنا» ويتناولون الأطعمة، أما الآن فباتوا يميلون إلى الاستمتاع بالحضارة المصرية القديمة.

{long_qoute_2}

هناك بعض الفنادق لا تزال حتى الآن تفضل السياح الأجانب على نظرائهم المصريين؟

- بالفعل هناك أعداد ليست بالقليلة من المستثمرين وملاك الفنادق ما زالت حتى الآن تفضل السياح الأجانب على المصريين، لغياب ثقافة السياحة والسفر لدى شريحة كبيرة من المصريين، فضلاً عن بعض السلوكيات غير المقبولة من بعض المواطنين خلال إقامتهم فى الفنادق وتعاملهم بشكل غير لائق مع العاملين، وأرى أن تلك السلوكيات تغيرت بشكل إيجابى خلال السنوات الماضية، وأعتقد أنه إذا ما تم إقرار مادة للسياحة فى المدارس وزيادة الوعى بأهميتها وكيفية التعامل مع الثروات الأثرية والطبيعية التى تمتلكها مصر فإن تلك الأزمة سيتم حلها بشكل نهائى.

ما تقييمك لأعداد المصريين الذين يفدون للأقصر وأسوان فى إجازات منتصف العام الدراسى خلال السنوات الأخيرة؟

- خلال العامين الأخيرين بالتحديد تراجعت أعداد المصريين الذين يفدون للأقصر وأسوان خلال تلك الفترة للعديد من الأسباب، على رأسها العودة الجيدة للسياح الأجانب وقيامهم بحجز أماكنهم بالفنادق العائمة والثابتة خلال شهرى يناير وفبراير قبلها بفترة كبيرة، على عكس المصريين الذين يقومون بحجز موعد رحلاتهم قبل موعد السفر بعدة أيام، كما أن ارتفاع أسعار الغرف الفندقية حالياً يحول دون وجود أعداد كبيرة من المصريين الذين يفضلون السفر إلى شرم الشيخ والغردقة اللتين تقدم فنادقهما عروضاً سعرية مخفضة للمصريين خلال تلك الفترة، خاصة أن عدد الغرف الفندقية لديهما أضعاف مضاعفة للموجودة بالأقصر وأسوان.

كيف يمكن للأقصر وأسوان الاستفادة من السياحة الداخلية طوال العام؟

- أكثر من 80% من أعداد المصريين الذين يزورون الأقصر وأسوان يوجدون بها خلال إجازات منتصف العام، ولكى تستمر السياحة الداخلية طوال العام يجب إعداد برامج سياحية متميزة تكون أسعارها بمقدور كل طوائف الشعب، كما يجب أن تقوم الوزارات والهيئات والنقابات والأندية بتنظيم رحلات دورية لموظفيها وأعضائها طوال العام، ولا بد أن تقوم وزارة الآثار بخفض رسوم زيارات المزارات الأثرية مع قيام وزارة النقل بتخصيص قطار بسعر خاص للشباب والعائلات أسبوعياً لتشجيعهم على زيارة المدن السياحية المصرية.

ما تقييمك لقطار الشباب الذى تنظمه وزارة الشباب والرياضة خلال إجازات منتصف العام؟

- يجب أن يتم إعادة النظر من جديد فى هذا القطار، فالاستفادة المادية والمعنوية منه قليلة للغاية رغم أن وزارة الشباب تدعمه بمبالغ مالية كبيرة إلا أن غالبية من يأتون من خلاله تنقصهم ثقافة السفر، ولو أنه تم سؤال غالبية المسافرين فى تلك الرحلات عن مدى استفادتهم من زيارتهم للأقصر وأسوان لن تجد أى استفادة معلوماتية، وأرى أنه يجب الاستفادة من الرحلات التى يتم تنظيمها للأقصر وأسوان لكى يحدث إثراء ثقافى للمواطن المصرى وفى ذات الوقت انتعاشة للمنتج السياحى الأثرى والثقافى.