نقاد وفنانون عن رحيل سعيد عبدالغنى: فقدنا قيمة فنية وإنسانية.. وأعماله باقية ولن تُنسى

كتب: ضحى محمد

نقاد وفنانون عن رحيل سعيد عبدالغنى: فقدنا قيمة فنية وإنسانية.. وأعماله باقية ولن تُنسى

نقاد وفنانون عن رحيل سعيد عبدالغنى: فقدنا قيمة فنية وإنسانية.. وأعماله باقية ولن تُنسى

حالة من الحزن خيمت على الوسط الفنى بخبر رحيل الفنان سعيد عبدالغنى، الذى شارك فى عدد كبير من الأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية، جاوزت الـ120 عملاً، مع مجموعة مهمة من المخرجين.

نعت الفنانة الكبيرة نادية الجندى الفنان الراحل سعيد عبدالغنى، قائلة: كان فناناً محترماً وعلى درجة عالية من الالتزام، وسعدت بتعاوننا معاً فى فيلمين من أهم أفلامى، وهما «مهمة فى تل أبيب» و«الشطار».

وأضافت لـ«الوطن» أنها كانت وراء ترشيحه لشخصية الإسرائيلى «بوده» فى «مهمة فى تل أبيب»، وهو دور لا يُنسى وأداه سعيد ببراعة شديدة، حيث تمسكت بمشاركته فى الفيلم آنذاك، بحسب قولها، لأنها وجدته الأنسب للدور من كل نواحيه.

وتابعت: «سافرنا معاً لتصوير المشاهد الخارجية للفيلم فى أكثر من دولة، والتمست فيه الطيبة وحسن الخلق، فكان نموذجاً للفنان الملتزم المحب لفنه، ولا يسعنى حالياً سوى الدعاء له بالرحمة، لأننا سنفتقد فناناً جميلاً، وإن كان قد رحل بجسده فستظل أعماله باقية ولن تُنسى».

{long_qoute_1}

سنوات طويلة قضاها الفنان سعيد عبدالغنى بعيداً عن الأضواء بسبب ظروف صحية، حتى أعاده تكريم الدورة الـ65 من المهرجان الكاثوليكى للسينما للأضواء مرة أخرى عام 2017، وقال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى، لـ«الوطن»: «سعيد عبدالغنى من الفنانين العظماء الذين أثروا الساحة الفنية بأعمال لن تتكرر، وكان التكريم الأخير من خلال المركز الكاثوليكى لإعطائه جائزة الريادة السينمائية تقديراً لمشواره الفنى وجهوده الإبداعية خلال حياته».

الفنانة نهال عنبر حرصت على زيارته بالمستشفى خلال أيامه الأخيرة، وقالت لـ«الوطن»: «عبدالغنى من الفنانين المقربين لقلبى، فهو تتوافر فيه كل المقومات الأساسية للفنان الملتزم، ومثال فى الالتزام والرقى، ودائماً كان يشيع أجواء من البهجة فى كواليس العمل، سنظل نتذكره بها طوال الوقت، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».

أما المخرج وائل إحسان الذى كان صاحب العمل الأخير لـ«عبدالغنى» فى السينما بفيلم «نور عينى» فقال: كان قيمة وقامة، وناقداً محترماً ومثقفاً، كان لى الشرف بأننى قدمت معه آخر أعماله السينمائية «نور عينى» مع الفنان تامر حسنى، فهو رجل فى منتهى الشياكة والرقة والالتزام والخلق، ومثال للفنان الذى يحرص على حضور «اللوكيشن» قبل مواعيد التصوير وتوزيع ابتسامات على زملائه، بالإضافة إلى دعم الوجوه الجديدة.

ونعى الفنان طارق لطفى الراحل سعيد عبدالغنى: «فنان كبير له قيمة وقامة يحترمها الصغير قبل الكبير، وللأسف لم يجمعنا أى أعمال فنية على الرغم من أننى كنت أتمنى العمل معه، ربنا يغفر له ويرحمه ويجعل مثواه الجنة».

وعن أهم ملامح أعمال الفنان الراحل قال الناقد محمود قاسم: أول من قدمه فى السينما كان المخرج يوسف شاهين من خلال فيلم «العصفور»، ثم اشترك فى فيلم «الكداب» مع المخرج صلاح أبوسيف، وظهر خلال العملين بدور «الصحفى» مثلما كانت مهنته فى الحقيقة، إلا أنه استطاع بعد ذلك أن يقدم أدواراً متنوعة ما بين الشر والخير.

وأضاف: استطاع أن يتلون بين الأدوار بشكل محترف، حيث قدم دور «الزوج» من خلال فيلم «التخشيبة»، ثم تنوعت أدواره وقدم دور الفنان التشكيلى الثرى فى فيلم «درب اللبانة»، ثم عاد مرة أخرى إلى دور الصحفى الذى يتنافس مع زميله من خلال فيلمى «امرأة واحدة لا تكفى» و«موعد مع الرئيس».

وقالت الناقدة ماجدة خيرالله: «كان فناناً مشهوراً بشخصية الرجل الثرى الأنيق الذى يتمتع بالسلطة والنفوذ، وأهّله لذلك هيئته وأسلوبه فى الحديث، لذلك اشترك فى أعمال مميزة، وتميز أيضاً بأدوار الجاسوسية، كما أنه كان يقدم خدمات فنية بها متابعة لكل ما يخص الفن والسينما، كان رجلاً يعيش فى حاله، وشخصيته مميزة وغير مثير لأى مشكلات، لا يفتعل الخلافات مع زملائه، وكان معظم جهده منصباً على أعماله السينمائية ولم يقدم أعمالاً كثيرة بالدراما التليفزيونية».

وأضافت: «من أكثر الصفات التى تميزه أنه كان يعلم جيداً أين يضع ذاته، ولم يقدم أدواراً تبعد عن شخصيته بشكل فارق، أو لمجرد الاختلاف، فكان يعلم قدراته جيداً ويقدم الأعمال التى يحبها فقط».


مواضيع متعلقة