3 أفلام وصورة.. قصة "الظهور الأخير" لأسامة بصحبة محمود حميدة

كتب: نورهان نصرالله

3 أفلام وصورة.. قصة "الظهور الأخير" لأسامة بصحبة محمود حميدة

3 أفلام وصورة.. قصة "الظهور الأخير" لأسامة بصحبة محمود حميدة

لم يعلم أحد أنه الظهور الأخير، لم يتشكك أحد في ظهوره الإعلامي أمام الكاميرات والمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، وهو المقل المختفي دائما، لم يعلم أحد أنها صورته الأخيرة في الأذهان ستكون وهو برفقة صديق عمره يروي كواليس عملهما معا، لتكون بديلا عن صور عديدة لهم لم يرها الجمهور من قبل، كان ذلك الظهور الأخير للمخرج الراحل أسامة فوزي، والذي جمعه بالفنان محمود حميدة في ندوة ضمن فعاليات الدورة السابقة من مهرجان الجونة السينمائي.

علاقة مهمة ومختلفة جمعت الثنائي "فوزي" و"حميدة"، الذي قام ببطولة 3 من أصل 4 أفلام قدمهم فوزي على مدار مشواره الفني القصير، لتعتبر تلك الأعمال من العلامات الفارقة في مسيرتهما الإبداعية، فكان "حميدة" بطل أول تجارب "فوزي" الإخراجية عام 1996 بـ"عفاريت الأسفلت" الذي شارك في مهرجان لوكارنو السينمائي وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وكشف "حميدة" كواليس اللقاء السينمائي الأول بينهما في الفيلم، قائلا: "كنت في ذلك الوقت نجم صاعد، وكل الممثلين المعروفين في ذلك الوقت رفضوا الفيلم ولكن أنا قررت تقديمه".

بينما كان "جنة الشياطين" المأخوذ عن رواية "الرجل الذي مات مرتين" للكاتب البرازيلي جورج أمادو، هي التجربة الأكثر جموحا ليس في مشوارهما السينمائي بل في السينما المصرية أيضا، في عام 1999، حيث قدم "حميدة" خلال الفيلم شخصية "طبل" الذي ترك عائلته الاستقراطية حتى يعيش حياة عشوائية وسط مجموعة من المهمشين، الذين يقرروا سرقة جثته حتى يودعوه بطريقتهم الخاصة، وخلال 78 دقيقة هي مدة الفيلم يقدم "حميدة" شخصية ميت، فلم يتحمس للتجربة كممثل فقط بل قام بإنتاجها من خلال شركته، وشارك الفيلم في مجموعة كبيرة من المهرجانات وحصد عدد من الجوائز، منها الجائزة الذهبية في دمشق، ومهرجان خربكا في المغرب، كذلك نال تكريم في معهد العالم العربي في باريس.

وهو ما قال عنه الناقد طارق الشناوي، "فوز محمود حميدة بجائزة أفضل ممثل من مهرجان دمشق، عن دوره فى فيلم (جنة الشياطين)، يدل على تميز المخرج الراحل، حيث كان يؤدى حميدة دور شخص ميت، فكيف استطاع المخرج أن يقدم على الشاشة شخصاً ميتاً، ليصل إلى فوزه بجائزة أحسن ممثل".

وعن تلك التجربة، قال "فوزي" في ظهوره الأخير، "كنت بجس نبضه وحماسه في الأول عن الدور ولم يعترض إطلاقا.. قلت له إن الفيلم ممكن يضيع مستقبله لأن كان يتم تقديمه في السينما المصرية كـ جان، وبالفعل كان محقق نجاح وحائز على إعجاب الفتيات والسيدات، كيف ستظهر كميت بهذا الشكل في الفيلم دون أسنان، ولكنه صمم على ذلك وتحمس للفيلم وللشخصية وهو ما يؤكد حجم وعيه، ولذلك كنت سعيد بالعثور على (طبل)، وكان هناك ورشة عمل استمرت 3 شهور للممثلين في الفيلم".

"بحب السيما" كان العمل الثالث على التوالي الذي جمع الثنائي معا، في 2004، وقدم خلاله "حميدة" شخصية المسيحي المتزمت عقائديا، حيث كانت تدور الأحداث حول عائلة مصرية مسيحية إلا أن لفيلم واجه هجوما مجتمعيا كبير وآخر من قبل رجال الدين المسيحي، ووصل الأمر إلى مطالبات بمنع عرض الفيلم، إلا أن الفيلم يعتبر من أهم العلامات في السينما المصرية، حيث كشف حميدة عن رغبته في إنتاج الفيلم في ذلك الوقت، قائلا: "حبيت الفيلم للغاية بمجرد قراءته وكنت أرغب في إنتاجه ولكن لم يكن لدي المال الكافي لذلك".


مواضيع متعلقة