«نجع عون» تتمرد على تصنيفها «الأكثر فقراً» بمشروعات الاكتفاء الذاتى

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى

«نجع عون» تتمرد على تصنيفها «الأكثر فقراً» بمشروعات الاكتفاء الذاتى

«نجع عون» تتمرد على تصنيفها «الأكثر فقراً» بمشروعات الاكتفاء الذاتى

لم يعترفوا بالتقارير الرسمية التى صنفت قريتهم ضمن القرى الأكثر فقراً، تمردوا على وضعهم الاقتصادى محاولين تغييره، وأعلنوا التحدى من خلال محاولات تحقيق الاكتفاء الذاتى، والخروج من دائرة الفقر، حيث عكف أهالى قرية «نجع الشيخ عون» التابعة لمركز كفر الدوار، الواقعة على الحدود بين محافظتى الإسكندرية والبحيرة، على تنفيذ مشروعات صغيرة توفر لهم الطعام والملابس، بتدشين ورش صغيرة يعمل بها الكبار والصغار بالقرية، بالإضافة إلى زراعة أسطح المنازل، وتطور الأمر ليخصصوا أماكن لإنتاج «عش الغراب» وحرير «دودة القز»، بالتنسيق مع كبار العائلات بالقرية، ولا يطلبون من الدولة سوى مد يد العون من قبل المسئولين لتحقيق حلمهم بتوفير خدمة طبية لائقة وشبكة صرف صحى، فضلاً عن تذليل بعض المعوقات التى تقف أمام تحسين وضعهم الاقتصادى، آملين أن يصلوا لمرحلة تصدير فائض إنتاجهم للقرى المجاورة.

رجب ربيع، من أهالى القرية، يقول لـ«الوطن»: «عشنا سنوات طويلة نعانى التهميش والإقصاء من قبل مسئولى الوحدة المحلية بكفر الدوار، ولم يكن يعرف طريقنا أحد بسبب الموقع الجغرافى للقرية التى تجاوز عدد سكانها 4 آلاف نسمة، ومنذ سنوات قليلة سعينا جاهدين لتعويض إهمال الأجهزة التنفيذية للقرية بالجهود الذاتية».

{long_qoute_1}

وأضاف: «علمنا أنه تم تصنيفنا ضمن القرى الأكثر فقراً، واعتبرنا هذا التصنيف عاراً على قرية تضم رجالاً وشباباً ونساءً قادرين على العمل وتحقيق التنمية، ولم ننتظر المعونة من المسئولين، وقررنا تدشين ورش لتصنيع السجاد والمشغولات اليدوية، وخصصنا أماكن لإنشاء ورشة تعليم نجارة وتعليم تركيب البلاط، وقمنا بتدريب السيدات على زراعة أسطح المنازل، ولم يكن الأمر مكلفاً على الإطلاق، حيث إن الخبرة الزراعية موجودة لدينا بحكم البيئة المحيطة بنا، واعتمدنا على بعض المهندسين الزراعيين، ونقلنا هذه الخبرات إلى بعضنا، حتى أصبح كثير من منازل القرية تزرع جميع احتياجاتها، ونستهدف زراعة جميع الأسطح بالقرية بعد نجاح المشروع».

خالد موسى، من أهالى القرية، طالب بتوفير وحدة صحية تخدم الأهالى، حيث إن أقرب وحدة تبعد عن القرية بنحو 15 كيلومتراً، وهى مسافة بعيدة بالنسبة للطرق الضيقة المتهالكة، مشيراً إلى أن جميع الشوارع غير مرصوفة، بالإضافة إلى تهالك الطريق الرئيسى المؤدى للقرية، والمسمى بطريق «خط أبيسات»، مضيفاً: «الأهالى مش طالبين المستحيل، إحنا قدرنا نوفر مصدر رزق ثابت لينا ولأولادنا، ووفرنا عبء كبير من على كاهل الدولة، وقادرين نساهم فى معارض وأسواق خارج محافظة البحيرة لتسويق منتجاتنا، وقريباً جداً سيتم رفع اسم قريتنا من القرى الفقيرة، ونفسنا تكمل فرحتنا ونبقى قرية نموذجية، ولن يتم هذا إلا بتقديم يد العون والمساعدة، فى الأمور الكبيرة مثل الرصف والصرف الصحى والخدمة الطبية».

من جانبه، قال اللواء أحمد مرزوق، رئيس الوحدة المحلية لكفر الدوار، إن الوحدة تضع فى خطتها كل ما يحتاجه المواطن البسيط ليهنأ بحياة كريمة، مشيراً إلى أنه زار قرية «نجع الشيخ عون»، معتقداً أن القرية ستحمل الوحدة ما لا تطيق بعد تصنيفها ضمن القرى الأكثر فقراً، إلا أن ما رآه من مبادرات أهلية أدهشه، وحفزه لتسليط الضوء على القرية وتوفير الخدمات لسكانها قدر المستطاع.


مواضيع متعلقة