«عبدالله» أهدى مدرّسه «المسيحى» باقة ورد فى عيد الميلاد.. «هى دى أخلاق المصريين»
«بوكيه ورد» حمله الصغير بدلاً من شنطة المدرسة، صحيح أن امتحاناته انتهت، لكنه عاد إلى مدرسته بالأمس، فى أعقاب إجازة أعياد الميلاد، ليقدم بوكيه الورد لأستاذه ومعلمه المسيحى، ويقول له العبارة التى تعملها من أمه: «كل سنة وانت طيب يا أستاذى».
كانت لافتة التلميذ غاية فى الرقى، على الأقل فى نفس وجيه يعقوب مدرس الإنجليزية، الذى اعتبر ورود عبدالله محمد عثمان، تلميذ الصف الرابع الابتدائى ابن التسع سنوات، حصاد المحبة التى زرعها فى قلب الصغير، ونتاج بيت متفتح وواع يعلم صغاره معانى الوطنية.. لا يفهم الصغير الفروق بين المسلم والمسيحى، لكنه لاحظ فروقاً بينه وبين زملائه المسيحيين، وكلما اقتحمته الأسئلة، ذهب بها إلى أمه «أسماء محمد» التى بدأت معه مرحلة صعبة من التعليم، اصطلحت الأم على تسميتها «رحلة تغيير المفاهيم»، تروى الأم القصة: بدأت أشرح له أن الدين لله، واحنا كلنا مصريين، وأدلل على كلامى بمواقف واضحة، واستفدت من كون عبدالله طفل اجتماعى ويحب الناس، وبوكيه الورد كان فكرته، وقال لى ساعتها: يا ماما أنا باحب المستر وجيه وشايفه قدوة ولازم أهنّيه بميلاد سيدنا المسيح».
«كانت أجمل عيدية أتلقاها فى عيد الميلاد المجيد»، قالها يعقوب مؤكداً: «الجيل اللى جاى لو اتربّى زى عبدالله هتختفى الفتنة والكراهية بين البشر».. «يعقوب» يعتبر صديقه الصغير «قدوة» لا بد أن تحتذى بها الأجيال القادمة.. «الولد نبتة اتسقت بالحب والمودة، ولما يكبر مش هيعرف يعنى إيه يكره ولا يحقد، وهيأثر تأثير إيجابى فى المجتمع والبشرية وده اللى بنتمناه».