«عمر» أديب قصار القامة.. مجموعات قصصية وروايتان وكتابات نقدية

كتب: نهال سليمان

«عمر» أديب قصار القامة.. مجموعات قصصية وروايتان وكتابات نقدية

«عمر» أديب قصار القامة.. مجموعات قصصية وروايتان وكتابات نقدية

«بينما نتخذ قرارات العزلة عن الناس، بسبب احتكاكنا السلبى بهم، معتقدين أن هذا هو الحل للحياة بسلام، فإننا لا نحصل على السلام ولا الرُقى فى مسيرتنا الحياتية، ذلك لأننا قاصرون، ولا يمكننا وحدنا أن نحقق طموحاتنا، ولا يمكننا معالجة معضلاتنا بمفردنا؛ بسبب قصور علمنا وقدراتنا، فنحن بمفردنا لم نؤتَ من العلم إلا قليلاً، فى حين أننا كبشر مجموعين، نملك «العلم» كله، و«القدرة» كلها، فقط إذا تعارفنا وتقاربنا واتحدنا، نملك أن نصل إلى السماء، ونبنى صروح مجدنا، ونرأب أى صدع، ونصلح أى كسور»، كلمات إن دلت فإنها تدل على أنها خرجت من فم محنَّك وقلم مبدع قادر على التعبير، لا عن نفسه فقط ولكن عن مجمتع ظن أنه يمكن أن تقوم له قامة بدون بعض أفراده.

عمر سليمان، كاتب من الإسكندرية كان يمكن أن تمنعه إصابته بإعاقة حركية منذ أن كان عمره تسع سنوات بسبب هشاشة عظامه عن الحياة والطموح، لكن لم يكن قصر قامته عائقاً يجعله ينزوى داخل منزله إلى الأبد ولا يتذكره أحد، لكن كان قدره أن يبقى معظم سنوات دراسته بالمنزل، فكان خير سبب كى يطلع على مجلات الأطفال التى حرصت والدته على توفيرها بصفة دائمة كى تقضى على وقت فراغ وليدها، فتكونت لديه حصيلة لغوية وخيال خصب، حيث يؤكد عمر لـ«الوطن» أن القراءة هى الخطوة الأولى نحو خلق الكاتب، فتدرجت قراءاته إلى روايات الجيب فى المراهقة، ليقرأ فى كتب متنوعة عندما بدأت حياته الجامعية.

{long_qoute_1}

دبت البشرى فى نفس والد عمر عندما بدأ يقرأ كتابات ابنه وهو فى الرابعة عشرة من عمره بأن لديه أسلوب خاص وسيصبح يوماً ما ذا اسم وصاحب قلم، ليبدأ عصر الإنترنت وتبدأ معه بدايات النشر المشترك فى مجموعات قصصية له ولكتّاب شباب تعرّف عليهم من خلال المنتديات الإلكترونية التى تبادلوا من خلالها اهتماماتهم وإبداعاتهم الفنية، فجمع منتدى «صُناع» عمر وبعض المبدعين ليصدر أول كتاب مشترك باسم «زوجة تقليد» الذى حمل بين طياته قصة من تأليفه، ثم تعرّف على مجموعة «القلم الحر» من خلال الإنترنت أيضاً، فصدر الكتاب الثانى المشترك «شبابيك على شارعنا»، والثالث «أنهار محرمة»، بالإضافة إلى مجموعات قصصية نُشِرت إلكترونياً.

بدأت رحلة أخرى للكاتب عمر سليمان عندما قرر عام 2014 خوض تجربة كتابة رواية «أرض رشيدة» التى تم نشرها وتسويقها على نفقته الخاصة، حيث تلاعبت به دار النشر، إلا أنه أصر أن يصل بروايته الورقية إلى خارج مصر مثل المغرب والجزائر، حيث حرص على إرسال نسخ مُهداة إلى نقاد من مصر وخارجها كى يحصل على تقييم موثوق من أهل الكتابة والفن، وقد لاقت روايته استحساناً كبيراً، وقد تناولت الصراع بين التمدن والريف والفروق الاجتماعية والعادات بين القرية والمدينة متمثلة فى قصة حب بين ماجد ابن المدينة ورشيدة ابنة الريف التى انتقلت فوراً إلى المدينة وانقلاب حياتها عن الحياة فى الريف وسط الطبيعة، ثم كانت روايته «الحب المفقود والمغتربة» التى عُرضت فى معرض الكتاب فى دورته لعام 2016، بنسخ ورقية وإلكترونية.

تخرج عمر فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا ليعمل إدارياً بإحدى المدارس بعد أن رفض أن يصبح مدرساً نظراً لأن المجتمع بوضعه الحالى لا يساعد على الدمج، ليتمنى أن يأتى يوم ويحدث الدمج كما هو مطلوب وكما تشغل مشاكل ذوى الاحتياجات الخاصة مساحة كبيرة من كتاباته التى يتناول فيها مشاكل السكن والعمل ووسائل المواصلات، ليكتمل كل ذلك بأهمية إيجاد إتاحة ثقافية فى بيوت وقصور الثقافة تمكن قصار القامة وذوى القدرات الخاصة بصفة عامة من الولوج إلى عالم المعرفة والفن والإبداع، وأن يتم التسويق جيداً لخدمات مكتبات وقصور الثقافة.

عمر سليمان يعتبر نفسه محظوظاً لأنه يقيم فى الإسكندرية، حيث قربه من مكتبة الإسكندرية ليحضر الندوات الأدبية ومناقشات الكتب، حتى صار عضواً فى مختبر السرديات، سواء بالحضور للاستماع للمناقشات والاستزادة، أو باستضافته فى قراءات قصصية وأمسيات للقصة القصيرة والومضات.


مواضيع متعلقة