بعد مطالبة إسرائيل بـ«تعويضات».. تعرف على جزيرة «جربة» في تونس

كتب: محمد الليثي

بعد مطالبة إسرائيل بـ«تعويضات».. تعرف على جزيرة «جربة» في تونس

بعد مطالبة إسرائيل بـ«تعويضات».. تعرف على جزيرة «جربة» في تونس

ذكرت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، أن إسرائيل ستطالب دول عربية بينهم مصر بـ250 مليار دولار كتعويضات مالية عن الممتلكات التي تركها اليهود العرب خلفهم قبل الهجرة إلى فلسطين، في إطار صفقة القرن.

وقدرت إسرائيل ممتلكات اليهود في تونس وليبيا فقط بـ50 مليار دولار، ويعد من أشهر أماكن التراث اليهودي الموجود في تونس جزيرة "جربة" التي يزورها آلاف الإسرائيليين سنويًا لزيارة الأحياء القديمة ليهود تونس والذين عاشوا في سلام مع جيرانهم المسلمين.

ترتبط قصة جربة بأسطورة "عجيبة" تدور حول وصول شابة كانت تعيش في عزلة، وهي ابنة كاهن يهودي، إلى شواطئ الجزيرة في ظروف غامضة، وعاشت في مبنى على وشك الانهيار، ووفقً للأسطورة احترق بيتها ورغم ذلك ظل جثمانها كاملًا.

- كنيس جربة

وفقًا لموقع المصدر الإسرائيلي، هناك صيغة أخرى للأسطورة تذهب إلى أنه كان يمكن رؤية الشابق بالقرب من كنيس "الغريبة" بعد دفنها، فيما قالت صيغة ثالثة إن الذين يزورون قبرها يشهدون عجائب في حياتهم، لحظى الكنيس بقدسية خصوصًا بفضل العجائب التي صنعتها الشابة وبات موقع حج لليهود وغيرهم حتى يومنا هذا.

وسنويًا يُجري اليهود التونسيون واليهود الشرقيون أحد مراسم الـ"هيلولا" أي الزيارة الأكثر فخامة، ليحظوا ببركة الحاخام "شمعون بار يوحاي" الذي يُعتبر أحد الحاخامات اليهود الكبار المسؤول عن تعاليم "الكبالاه" و"الروحانيات" في اليهودية، وعلى الرغم من أن الحاخام مدفون في جبل ميرون في إسرائيل، فإن من المعتاد أن يزور يهود إفريقيا سنويا، في فترة عيد المشاعل، الكنيس في جزيرة جربة، والتنقل في المنطقة احتفالا بالعيد.

 

- مراسم الـ"هيلولا"

ويعد يهود جرب أبناء إحدى الجاليات الأقدم في العالم، حيث إنهم وصلوا إلى هناك أيام الملك سليمان وبعد خراب المعبد اليهودي الأول عام 586 قبل الميلاد، وهناك أقوال تشير إلى أن اللاجئين اليهود الذين هربوا من دمار "نبوخذ نصر" البابلي، أحضروا معهم إلى جرب بابا من أبواب المعبد اليهودي الأول الذي بناه الملك سليمان، وفقًا للروايات اليهودية.

وعن التقسيم الجغرافي للجزير فهناك حارتان يهوديتان في الجزيرة، الحي الكبير القريب من البحر ويُدعى "الحارة الكبيرة" والحي الصغير ويدعى: "الحارة الصغيرة"، والمسافة بين الحارتين هي 8 كيلومترات، ويدير كل حي حياته بشكل مستقل.

- يهود الحارة الكبيرة في جربة

ونجح يهود جربة في الحفاظ على حضارتهم التقليدية، وما زالوا حتى يومنا هذا يحرصون على العمل وفق وصايا التوراة، وكل تعاليم الشريعة اليهودية، وفي جربة نحو 20 كنيسا، و"مدرستان للتعاليم اليهودية" ويتعلم معظم الطلاب اليهود في يومنا هذا، بمحض إرادتهم، في مدارس حكومية.

وحتى قيام إسرائيل كان تعداد الجالية اليهودية في جربة نحو 4500 يهودي، إلا أن العدد تضاءل في الفترة الأخيرة حيث غادر الكثير منهم إلى إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، حيث يعيش نحو 1000 يهودي من أبناء الجالية في جربة إلى جانب أكثرية من المسلمين وهناك علاقات تجارية مزدهرة بين أبناء كلا الطرفين.

 


مواضيع متعلقة