بعد 15 يوما.. هل تراجع ترامب عن وعوده بالانسحاب من سوريا؟ خبير يجيب

كتب: دينا عبدالخالق

بعد 15 يوما.. هل تراجع ترامب عن وعوده بالانسحاب من سوريا؟ خبير يجيب

بعد 15 يوما.. هل تراجع ترامب عن وعوده بالانسحاب من سوريا؟ خبير يجيب

خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 19 ديسمبر الماضي، بقرار مفاجئ معلنًا انسحاب قوات بلاده من سوريا، موضحًا أن بلاده هزمت "داعش" الإرهابي، السبب الوحيد في بقاء القوات الأمريكية هناك، لتتسارع العديد من الأحداث السياسية على المستوى العالمي منذ ذلك الحين، قبل أن يعود مرة أخرى ترامب بتصريح مفاجئ بأنه لا يوجد جدول زمني للانسحاب الأمريكي من سوريا.

وتأتي هذه التصريحات بعد خبر نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، وأكدت فيه نقلا عن مصادر انسحاب القوات الأميركية في موعد أقصاه أربعة أشهر، قبل أن يعلن دونالد ترامب، أن "الخروج من سوريا أمر محتوم، يجب أن يتم بذكاء، ودون تحديد مدة زمنية له".

وأودر موقع "سكاي نيوز" أن موقف ترامب "غير متبلور"، حيث أكد ضرورة الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد ومحاربة فلول "داعش"، دون أن يوضح إمكانية حدوث ذلك مع تمسكه بالانسحاب، ما يجعل تصريحه الأخير وكأنه يتراجع عن موقفه السابق، وربما يرجع ذلك إلى الانتقادات التي طالت القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا، وفقا لمراقبين.

ففرنسا انتقدت الخطوة، وقالت إن الحليف يجب أن يكون محل ثقة، في إشارة إلى ضرورة دعم الأكراد، أما إسرائيل فقد اعتبرت أن الانسحاب الأميركي يعني إخلاء الساحة لإيران، في حين وصف الأكراد، الحلفاء الأبرز لواشنطن في شمال شرق سوريا، الخطوة بمثابة "الطعنة في الظهر".

وبحسب مسؤولين أمريكيين، تؤكد تصريحات ترامب صراحة الالتزام بضمان عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب الكردية عقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

وينتشر حاليا نحو ألفي عسكري من القوات الأمريكية في هذا البلد، وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأمريكية، خاصة بعدما عدل ترامب عن رغبته التي كررها مرارا في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة "داعش" الإرهابي.

من ناحيته، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريح الرئيس الأمريكي الأخير يظهر أنه لم يتم الإعلان الكامل الخاص بالانسحاب من سوريا، حيث إنه كان هناك العديد من الاعتراض على ذلك القرار من قبل جنرالات بوزارة الدفاع الأمريكية وطالبوا بخطة كاملة للانسحاب، وهو ما لم يقدمه ترامب، لذلك أوقفوا الانسحاب بصورة أو بأخرى حاليا.

وأوضح فهمي لـ"الوطن"، أنه يوجد جانبين بذلك الأمر، الأول هو أن تحديد الجانب السوري مراحل عودته تدريجيا خلال الفترة المقبلة، حيث كان من المقرر نقل القوات الأمريكية إلى العراق، بينما الشق الثاني هو وجود ضغوط إسرائيلية بشكل واضح لتأمين مصالحها بالمنطقة والتخوفات من الإضرار بها بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الإعلان السابق بأن يستغرق الانسحاب 4 شهور، يواجه صعوبات من وزارة الدفاع الأمريكية للرغبة في اتمامه بمقابل، وهو مرتبط بمصالحهم المباشرة في التسوية المقبلة، لتجنب ضعف المركز الاستراتيجي للولايات المتحدة بالمنطقة.


مواضيع متعلقة