حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «العدوى» فى الشرقية.. مستنقع للأمراض يهدد ببوار 200 فدان

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة: ترعة «العدوى» فى الشرقية.. مستنقع للأمراض يهدد ببوار 200 فدان
- أكوام القمامة
- الأراضى الزراعية
- الترع والمصارف
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- محافظة الشرقية
- أكوام القمامة
- الأراضى الزراعية
- الترع والمصارف
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- محافظة الشرقية
لم يعد السكوت ممكناً، بعد أن تحولت شبكة الترع والمصارف فى كل محافظات مصر إلى شرايين مسدودة بالقمامة وورد النيل والأعشاب الضارة.
وخلال كلمته فى سبتمبر الماضى، أثناء افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بأنه يعرف حقيقة ما آلت إليه الأمور فى هذا الملف الخطير الذى يشكل عصب الحياة فى مصر.
وأوضح الرئيس: لا يمكن أبداً لمسئولى الحكومة والمحافظين والأهالى أن يسمحوا بكل هذا الإهمال للترع والمصارف. وطالب الرئيس الجميع ببذل أقصى الاهتمام بتطهيرها فوراً والحفاظ عليها من التعديات. «الوطن» تفتح هذا الملف فى حملة متصلة، لتشير إلى أن شبكة الرى العملاقة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر، ما زالت تعانى من إهمال خطير.
على جانبَى ترعة «الرى» فى قرية «كفر العدوى»، التابعة لمركز فاقوس، بمحافظة الشرقية، تنتشر آلاف الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية، يعانى أصحابها من تراكم أكوام القمامة فى الجزء المكشوف من الترعة، ما يمنع وصول مياه الرى إلى أراضيهم، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والزواحف بها، الأمر الذى بات يهدد أهالى القرية بالعديد من الأمراض والأوبئة، فيما كشف أهالى عزبة «أولاد عابدين» عن أن مياه الرى لم تدخل الخليج الذى يخدم نحو 200 فدان فى زمام العزبة منذ أكثر من 25 سنة، ما اضطرهم إلى الاعتماد على الآبار الارتوازية، التى تسببت فى تدهور التربة، وضعف جميع أنواع المحاصيل.
{long_qoute_2}
«محمد على»، 50 سنة، مزارع من أبناء «كفر العدوى»، أكد أن جميع الفلاحين بالقرية يعانون بسبب عدم وصول مياه الرى إلى زراعاتهم، وغالباً ما يضطرون إلى النزول فى الترعة لتطهيرها من القمامة التى تسد مجرى المياه، ما يتسبب فى إصابتهم بالكثير من الأمراض، فيما قال جمال محمد سالم، من أبناء القرية، إن ترعة «الرى» تخدم نحو 350 فداناً، ولا تصل إليها المياه فى معظم شهور السنة، بسبب نظام الرى بالمناوبات، حيث يتم قطع المياه عن الترعة لتوصيلها إلى القرى الأخرى، بالإضافة إلى أكوام القمامة، التى تَحُول دون وصول المياه إلى معظم الأراضى الزراعية بالقرية، ما يضطر الأهالى إلى الاعتماد على المياه الارتوازية بنسبة تصل إلى 30%، مشيراً إلى أنه تمت تغطية جزء من الترعة بطول نحو كيلومتر، بينما ما زالت مسافة 700 متر لم تتم تغطيتها. «لم تعد الأرض مصدر دخل، وإنما عناء ومشقة ونفقات كثيرة، من أجل الحفاظ عليها، أملاً فى أن تحل مشكلتنا يوماً ما، قبل أن نضطر لتركها أو تبويرها»، بهذه الكلمات بدأ محمود السيد الألفى، 33 سنة، مزارع من عزبة «أولاد عابدين»، حديثه مع «الوطن»، وتابع قائلاً: «تراجع إنتاج الأرض بعد انقطاع وصول مياه الرى، واعتمادنا على المياه الارتوازية منذ أكثر من 25 سنة، حتى انخفض الإنتاج إلى النصف، فى الوقت الذى تحتاج فيه زراعة الأرض إلى تكلفة عالية تصل إلى 3 أضعاف تكلفة زراعتها فى الظروف العادية، إذا كانت الأرض جيدة، ويتم ريها بالمياه النيلية».
{long_qoute_1}
وأوضح «الألفى» أن الأرض التى يتم ريها بالمياه الارتوازية تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة، لتعويض العناصر التى تفقدها بسبب المياه المالحة. والتقط محمد زكى إبراهيم، 61 سنة، من أبناء العزبة، طرف الحديث قائلاً: «الناس غلابة، وإذا استمررنا فى رى الأرض بالمياه الارتوازية لن نجد ما نُطعم به أبناءنا»،
ومن جانبه، قال مدير إدارة الرى بفاقوس عصام عطية توفيق، إنه تولى العمل فى الإدارة منذ فترة قريبة، مؤكداً أنه تم إعداد خطة لتطهير جميع ترع الرى على مستوى المركز، ويجرى تنفيذها بشكل دورى.
وأضاف أنه أصدر توجيهاته بسرعة تطهير ترعة «العدوى» من أى مخلّفات أو قمامة تمنع وصول مياه الرى، أما فيما يتعلق بخليج «أولاد عابدين»، فأكد «توفيق» أن هناك بعض الخلجان الخاصة، يكون تطهيرها مسئولية مجلس المدينة أو الإدارات الزراعية، بالتنسيق مع الأهالى، وأكد أنه سيقوم ببحث مشكلة الأهالى، ومعرفة موقف الخليج، لبيان ما إذا كان خاصاً أو لا، على أن يتم بحث الأمر مع الجهات المعنية، للبحث عن حل لمشكلة المزارعين.