شعث لـ"الوطن": انسحاب إسرائيل من اليونيسكو هروب من الفشل وحشد انتخابي

09:37 م | الثلاثاء 01 يناير 2019

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن تل أبيب انسحبت رسميا من وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، تبعا للولايات المتحدة، التي انسحبت قبلها بساعات.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" واسعة الانتشار أن قرار إسرائيل الانسحاب من الوكالة بعد سبعة عقود من العضوية فيها دخل حيز التنفيذ، اعتبارا من الثلاثاء.

وفي تعليقه على هذا القرار، اتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، "أعداء الدولة العبرية" بإفساد الوكالة، محملا "اليونيسكو" المسؤولية عن "إعادة كتابة التاريخ وخاصة عبر محاولات مسح الربط بين اليهود والقدس".

وتابع قائلا: "إسرائيل لن تكون عضوا في منظمة تصمم على العمل ضدها، وأصبحت أداة يتلاعب بها أعداء إسرائيل"، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة "روسيا اليوم".

وقال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من منظمة اليونيسكو، يعد هروبًا من الاستحقاقات الدولية والقانونية، التي تستوجب على دولة عضو في الأمم المتحدة أن تحترم قراراتها وقوانينها، وتلتزم بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وعدم إحداث أي تغيير ديموجرافي أو جغرافي أو بناء حجر واحد عليها.

"شعث" أضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن "معاداة العبرية" ومحاولة كتابة التاريخ التي اتهم بها مندوب الاحتلال المنظمة هي الاسطوانة التي يستخدمها الكيان في إرهاب كل من يعارضه، والحصول على مكتسبات لا يستحقها، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعادي حقوق الإنسان، بينما تسوق نفسها أنها دولة الحرية والديموقراطية.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن الانسحاب الأمريكي والإسرائيلي جاء بعد فشلهما في تغيير حقائق التاريخ على الأراضي الفلسطينية التي توارثتها الأجيال، لافتًا إلى أن الاحتلال بكل سطوته وجبروته أرسل العديد من البعثات الأثرية للتنقيب عن قطعة أثرية واحدة في المسجد الأقصى ومحيطه والضفة الغربية تثبت أحقيته في الأرض، إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك.

الجهود الدولية التي بذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في منظمات الأمم المتحدة، وعلى وجد التحديد "اليونيسكو"، بمساندة دبلوماسية عربية، كانت معركة الفصل في إسقاط الروايات الإسرائيلية التي خدعت العالم سنوات طويلة، حسب رؤية شعث.

الخبير السياسي الفلسطيني يرى كذلك أن واحدًا من أهم أسباب الانسحاب الإسرائيلي من اليونيسكو في التوقيت الحالي، فشل بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال في إقناع ناخبيه وجمهوره بقدرته على تحقيق الأمن، مشيرًا إلى أنه يحاول حشد الناخبين حوله بإعلاء نبرة "القومية اليهودية" قبل الانتخابات المقرر إجرائها أبريل المقبل.