من "المولد" إلى "اليونيسكو".. رحلة مؤسس "فرقة الأراجوز"

من "المولد" إلى "اليونيسكو".. رحلة مؤسس "فرقة الأراجوز"
يعد تسجيل فن الأراجوز بقوائم التراث غير المادي في اليونسكو، اعتراف دولي بأهميته كأحد الفنون الإنسانية التي حفظت ذاكرة البشر، ما يعد أحد الكنوز البشرية، وفق الدكتور نبيل بهجت، مؤسس فرقة الأراجوز.
وأضاف صاحب ملف تسجيل الأراجوز بـ"اليونسكو" لـ"الوطن"، أن إدراك هذا الفن يعتبر بمثابة إعلان لجميع الناس للبحث ومعرفة كل ما هو جديد عنه وتوثيقا لرحلته بمصر.
وعن رحلة إحياء فن الأراجوز، أوضح الدكتور نبيل بهجت، أنه اتجه إليه منذ قرابة 18عاما رغم انتقاد جميع من حوله، مؤسسا فرقة "ومضة" وشعارها "أن لدينا ما يستطيعُ أن يُعَبِّرَ عنا"، متجاهلا جميع ما يقال أبرزها جملة "إنت عايز تبقي بتاع أراجوز؟ عيب .. إنت أستاذ جامعة".
يرجع اهتمام الدكتور نبيل بهجت بفن الأراجوز، وهو في الرابعة من عمره لحظة احتفاظ ذاكرته بأول عرض رأه لرجل عجوز بجلباب أبيض في شارع سعد زعلول بمدينته "أبوكبير"، مدركا من وقتها أن ذلك هو المسرح.
لم يكن يعلم مؤسس فرقة الأراجوز، كثيرا عن هذا الفن ليظل يبحث عنه من الموالد التي وجد بها بعض عربات الأراجوز مثل مولد فاطمة النبوية والسيدة زينب، حتى التقى بصابر المصري بشارع محمد علي.
من هنا بدأ الأستاذ الجامعي خطوات التعلم بكل ما يخص دمى الأراجوز ووسيط العرض "البرفان-العربة الباردة-الخيمة"، خارجا بعد ذلك بعمل جيلٍ جديدٍ وهو أولُ ورشة لطلابي من قسم المسرح وبعض الفنانين، تعلموا فيها قواعد الفن علي يد الفنانين الشعبين، ثم جاءت فكرة تأسيس فرقة لتقديم عروض الأراجوز وخيال الظل "فرقة ومضة".
وجاءت بعد ذلك مهمة أخرى وهي صناعة أول أرشيف للأراجوز، إذ لم تُسَجَّلْ عروضُه أو تُحفظ في كتاب، ليأخذ مؤسس الفكرة هذا الأمر على عاتقه، مسجلا عروضه وتأليف كتاب الأراجوز المصري، الذي نشر في المجلس الأعلى للثقافة المصرية باللغتين العربية والإنجليزية، ومعه 19 فيلمًا وثائقيًا لتسجل نمر الأراجوز حية.
وبعد أن وثق الدكتور نبيل بهجت هذا الفن، بدأ في حملة لحمايته كأحد الكنوز الشعبية، ليقنع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، بتخصيص أجر شهري لعدد من اللاعبين، وتخصيص بيت السحيمي لعروض الأراجوز وخيال الظل، وبدأت سلسلة العروض، منطلقا بعد ذلك على المستوى العربي، مقدما مئات الورش والعروض داخليًا وخارجيًا حتي جاء عرض مسرح بلومسبرج ببنسلفانيا.
"سلسلة من العروض من تأليفي وإخراج مشترك مع المخرجة لوري مكانتس"، وإذ بالمشروع ينجح ونقدم 121 ليلة عرض لأربعين ألف مشاهد لانتزع اعتراف عالمي لفنون الأراجوز وخيال الظل"، هذا ما قاله أكده نبيل بهجت عن رحلة ذلك الفن دوليا.
وبعد تلك الرحلة، قدمت عروض في أكثر من 30 دولة بلغات مختلفة شاهدها مئات الآلاف من المشاهدين، منتجا 36 عرضا جميعها من تأليفه وإخراجه، بالإضافة لإقامة خمس دورات لملتقي العروسة الشعبية الذي أسسه ودورة واحدة لمهرجان الأراجوز وخيال الظل.